جروبات سرية لتجارة وتهريب الآثار على مواقع التواصل الاجتماعي

العدد الأسبوعي

التنقيب عن الآثار
التنقيب عن الآثار - أرشيفية


يديرها شبكة سماسرة.. وتأجير معدات التنقيب بـ15 ألف جنيه فى الأسبوع


الحضارة الفرعونية لم تفصح عن أغلب كنوزها المدفونة فى الأراضى المصرية حتى الآن، والتى لا مثيل لها فى مختلف حضارات العالم.

ومؤخرًا، اعتمد المهربون وسماسرة بيع الآثار الفرعونية - إلى حد كبير - على مواقع التواصل الاجتماعى، بعدما انحصر اعتمادهم قبل ذلك على المواقع الأجنبية الثابتة والمعروفة، والتى تخصصت فى بيع وشراء التحف والتماثيل النادرة، حتى تطورت العملية برمتها الآن لتشمل التسويق على مواقع التواصل الاجتماعى من خلال مجموعة من الجروبات السرية المغلقة والأسماء المستعارة؛ للاتجار غير المشروع فى الآثار المصرية باختلاف أشكالها وأنواعها.

الجروبات السرية لتهريب وبيع الآثار الفرعونية تديرها شبكة من السماسرة المصريين، ويطلقون على أنفسهم لقب الدكتور أو المهندس، ويتواصل البائع معهم للحضور إلى موقع التنقيب، ويرتدى السمسار ساعة مميزة فى يده اليسرى ويحمل عددا من الجرائد تحمل تاريخ اليوم مع مجموعة من ورق النتيجة تضم التاريخين الهجرى والميلادى، ثم يبدأ تصوير التحف والتماثيل لتظهر ساعته، فيتم تمييز ذلك الفيديو بأن السمسار هو المسئول عن منطقة أو مدينة معينة، حيث تقضى أصول مهنة سمسار الآثار أن يكون لكل منطقة سمسار واحد، لا يستطيع أحد تخطيه أو الوثوق فى غيره .

وتضم تلك الجروبات أيضاً مجموعات خاصة، تعمل فى مجال بيع وشراء الزئبق النادر، والمتواجد فى بعض المقابر والذى يصل سعر الجرام منه لملايين الدولارات.

ويتم تأجير المعدات الخاصة بالبحث والتنقيب عن الآثار من بعض عائلات المنيا وقنا والأقصر، ومنها جهاز البحث عن المعادن، والذى يصل إيجاره فى الأسبوع إلى 15 ألف جنيه.

واخترقت «الفجر» أحد تلك الجروبات السرية على مواقع التواصل الاجتماعى ويدعى «آثار فرعونية»، للتواصل مع أحد السماسرة، وفور إبداء رغبتنا فى الشراء تواصل معنا شخصان الأول يدعى أحمد صادق، والثانى أحمد على، وتم عرض مجموعة من الفيديوهات الحديثة لمقبرة تم نبشها مؤخرا فى منطقة الأقصر وأخرى تم نبشها فى قنا، بها مجموعة من التماثيل الحجرية وأخرى مطعمة بالأحجار الكريمة، إلى جانب بعض التماثيل الذهبية والمخطوطات القديمة وأدوات الكهنة.

وعرض السماسرة علينا مجموعة من الفيديوهات التى صورت بدءًا من 26 يوليو حتى 2 أغسطس الجارى، مؤكدين أن الشخص الذى قام بفحص وتثمين التحف هو المهندس محمد، وذلك فى المقبرة الخاصة بمحافظة قنا، وبالفعل تم التواصل مع أصحاب المقبرة ممن عثروا عليها بعد النبش تحت بيتهم، لترتيب موعد خاص لمشاهدة التحف والتأكد من سلامتها وعدم تزييفها ثم دفع المبلغ المطلوب فيها، والذى يبلغ 2 مليون دولار أمريكى، مقابل ما تحويه المقبرة، مع التنبيه علينا للقدوم بواسطة القطار وانتظار شخص فى المحطة ليرشدنا إلى القرية، ومن ثم للمكان الذى توجد فيه المقبرة، مع التأكيد على دفع عربون إذا ما ثبتت أثرية التماثيل.

وبعد محادثات تليفونية مع أصحاب المقبرة، أخبرونا أنهم استعانوا بشيخ من القرية عند اكتشاف مدخل المقبرة تحت إحدى غرف منزل العائلة، حتى يقوم بفتح المقبرة بأمان تام لكى لا تصيبهم لعنة الفراعنة، وبالفعل جاء لهم الشيخ المختص فى فتح المقابر، وقرأ تعاويذه وطلاسمه بينما تولى معاونوه فتح بوابة المقبرة، وطالبهم بنصف ما يجدونه بالأسفل مقابل خدماته، وبالفعل تم ذلك، وقام عدد من العمال بالتعاون مع أصحاب المنزل بالحفر والتنقيب لمدة يومين كاملين، حتى تم استخراج ما فى المقبرة ماعدا بعض الجدران الحجرية القديمة، على أن يرشدهم الشيخ بعد ذلك للتواصل مع المهندس محمد السمسار المسئول عن تثمين وتسويق الآثار فى قنا.