"قصر عمرة".. حكاية مكان له تاريخ

منوعات

بوابة الفجر


يعتبر قصر عمرة من أبرز المواقع الأثريّة في الأردن، وذلك إشارةً إلى صغر حجمه بشكل نسبي

هو قصر من القصور الصحراوية التي تنتشر هنا وهناك، يعود في تاريخه إلى الحقبة الأموية من التاريخ الإسلامي

بني في زمن الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك، الذي يعتبر الخليفة السادس من خلفاء بني أمية؛ حيث يعتقد أنّه إنما شيد لغايات الصيد، وهو النشاط الذي كان خلفاء بني أمية مواظبين عليه. 

يقع قصر عمرة في منطقة الأزرق التي تعتبر واحدةً من أهم المناطق في الصحراء الأردنية؛ حيث يبعد عن عمان حوالي 120كم إلى الجهة الشمالية الشرقية منها. 

أمّا مكتشف قصر عمرة فهو عالم من دولة النمسا يُدعى ألويز موزيل؛ حيث استطاع اكتشافه في عام 1898م. 

يحتوي القصر في داخله على قاعة خُصّصت للاستقبال، شكلها مستطيل، لها عقدين يجزّئانها إلى أروقة ثلاثة، حيث يتضمن كل رواق من هذه الأروقة على قبوله شكل نصف دائري

أما الرواق المتوسط فهو متصل بغرفتين صغيرتين كانتا تستعملان لأغراض القيلولة؛ حيث تُطلّ كل غرفة من هاتين الغرفتين على حديقتين خلابتين.

الأرضيات في القاعة والغرف لم تكن عادية بل كانت مزدانة بالفسيفساء الجميلة والّتي تحتوي على الزخارف نباتية الشكل، في حين كسيت الأخرى بالرخام الجميل. زخرفة قصر عمرة يضمّ هذا القصر الجميل رسوماً جدارية جميلة جداً، وكانت قد رسمت بالفريسكو أو الألوان المائية

نشرت الرسمات الجدارية على يد العالم موزيل لأول مرة في الأكاديمية القابعة في مدينة فيينا النمساوية؛ حيث تعتبر من أفضل الرسمات الجداريّة التي اكتشفت من بين كافة الرسمات الجدارية في مختلف القصور الأموية. 

تمّ العثور على الرسومات التي تخص الآلهة الأسطورية للإغريق، عدا عن العديد من الأمور المثيرة كرسمة للسماء، وهي متزيّنة بالكواكب والنجوم الجميلة؛ حيث رسمت هذه الرسمة في قبة الحمام، ولهذا سميت هذه القبة باسم قبة النجوم والأبراج. 

هذا ويحتوي قصر عمرة على العديد من المرافق الأخرى، والجماليات المختلفة التي خلدت الجانب الفني في الحضارة الإسلامية.