السند .. ولد ولا بنت

فضفضة

السند .. ولد ولا
السند .. ولد ولا بنت


معظم بيوتنا في الشرق الاوسط عامة الرجل يتمني المولود ولد وعند سؤاله لماذا؟ يقول هو السند هو اللي يشيل اسمي والكفن

غريب جدا هذا التفكير لكنه هو الحقيقة الُمُرة .. ولو سألنا الرجل ..لو مات ابنك الكفن هيفضل مكانه؟ ولو تعبت ومرضت هل هو اللي حيكون بجانبك يقوم بتمريضك ؟ ولو اشتغل وتزوج هل سيقتصد جزء من مرتبه لاعطاءه لك بعد الكبر؟ ولو تزوج هل سيعتمد علي نفسه ويعمل لتحضير مستلزمات زواجه ؟هل لو حصل علي فرصة للسفر للخارج سيتركها لانه السند ويجب ان يكون معك عند الكبر؟ ولو توفاك الله هل سيكون رجل البيت بعدك ؟ اسئلة كثيرة تدور حولنا لكن ماهي الحقيقة سنشاهدها الان في قصتنا التالية:

وصلتني هذه القصة من عائلة محترمة مثقفة ومتعلمة ومعروفة وتعيش في منطقة تعتبر من الاماكن الراقية في القاهرة .

تبدأ القصة بزواج راقي وجميل جمع الاهل والاصدقاء مع التمنيات بالرفاء والبنين 
وفعلا حملت الزوجة بعد اشهر بسيطة وكانت سعيدة جدا بذلك وكذلك هو الذي وعدها بهدية قيمة جدا من الالماظ في حالة المولود ذكر ومرت الايام وجاء وقت الولاده ولكن جاءت الرياح بما لاتشتهي السفن وكان المولود  انثي فرحت الام كثيرا بها وان كانت ضعيفة لمرض والدتها اثناء الحمل وبدأت الحياة بأهمال الزوج لزوجته وابنته يترك المنزل ويصل في وقت متاخر لايهتم بمرضها وتبحث الام علي طبيب ليلا وهكذا .. واحست المراة بمدي لهفة زوجها للسند ونظرته لكل طفل ذكر في العائلة وخوف العائلة من حسد الزوجة عند وجود مولود ذكر  ولكن ليس باليد حيلة فهي تتعرض لمشاكل كثيرة اثناء الحمل ولكنها تحاملت علي نفسها وتركت نفسها في انتظار مولود اخر ولكن لم يستمر الطفل غير عدة شهور بسيطة من الحمل وكانت الطامة الكبري وهو المعاملة السيئة ومعايرتها من الزوج وعائلته وكانها السبب في المأساة ومطالبة الزوج بزواجه من اخري للحصول علي السند  مرت الايام بصعوبتها ومُرها حتي قررت الزوجة المجازفة مرة اخري بالرغم من خطورة ذلك علي حياتها لكن اصرارها علي تكملة الزيجة وعدم التنازل علي كرامتها عند زواج شريكها في الحياة 

وفعلا حملت مرة ثالثة وكانت في اشد انواع التعب والقلق حتي يستمر هذا الجنين ويظهر للنور ويكون السند
حتي جاء الشهر الخامس وابلغها الطبيب انها تحمل الذكر واحست بالسعادة ليس لانه ذكر ولكن حتي لاتفقد زوجها 

وتم استقبال السند بالفرح والتهليل ومرت السنوات والزوج سعيد به ويغدقه بالهدايا دون شقيقته واهتمام مبالغ فيه له
ولكن الام كانت تشعر بالحزن وتعوض ابنتها بالحنان والحب حتي لاتحس بذلك ولكن لحساسية الابنة شعرت بالفرق علي مر الأيام وبدأت الفتاة تكبر والشاب ايضا لكن الفرق واضح ابن مدلل وابنة تحمل اخطاءه ومشاعر ابيها وتفضيله عليها وعندما تحاول الام ردع الابن كان يتدخل الاب ويساند ابنه ضدها علي اساس انها تتصرف بجدية زيادة ولابد من معاملته بهدوء حتي تستميله بدون مراعاة اسس التربية السليمة من مسؤولية وانتظام واهتمام بالمستقبل وكانت النتيجة ان الابن يسهر طوال الليل وينام طوال النهار الدارسة غير مهمة سنة بسنتين وعند اعتراضها علي الصرف ببذخ مع اصدقاءه كان الاب يعطي الابن المال من وراءها ويشدد علي الابن بعدم ابلاغها 

مرت الايام ومرضت الام وذهبت روحها الي بارئها وتزوجت الابنة من رجل طيب ليعوضها حنان الاب والسند المفقود وبدأ الاب يشعر بالوهن لكبر السن والطبيعي بدأ يطلب من ابنه ملازمته للطبيب وتنفيذ بعض الطلبات التي لايستطيع القيام بها لكبر سنه لكن الابن المدلل بدأ التهرب والتهكم علي طلباته تاركا اياه وحيدا، وبدأت الابنة تشعر بوحدة ابيها فما كان منها الا مراعاة والدها وتقضية طلباته المنزلية والطبية وهي تشعر بالاسي من اخيها الجاحد اللي بيقولوا عليه "السند"