تزامنًا مع زيارة رئيس الصومال لمصر.. 4 محطات تكشف علاقة القاهرة بمقديشو

تقارير وحوارات

الرئيس الصومالي محمد
الرئيس الصومالي محمد عبد الله فارماجو




يزور الرئيس الصومالي محمد عبد الله فارماجو، اليوم الأحد، مصر  في أول زيارة له منذ انتخابه في فبراير الماضي، من أجل بحث التعاون  المشترك بين البلدين، فضلاً عن متابعة آخر التطورات.
 
تتسم العلاقات "المصرية- الصومالية"، بالمتانة، فهي ليست وليدة اليوم أو صناعة الأحداث التي تضمحل بزوال الحدث وإنما هي علاقة مبادئ وقيم ضاربة جذورها في عمق التاريخ، يربط بينهما علاقات تجارية منذ عهد الفراعنة، وتحديدًا عندما قامت الملكة حتشبسوت، بإرسال البعثات التجارية إلى بلاد بونت وجلب عدد من منتجات تلك المنطقة ومن بينها البخور.
 
التعاون التجاري بين البلدين
كانت بلاد الصومال الوجهة التجارية المفضلة لدى المصريين ، وكانت السفن التجارية المصرية لا تفارق السواحل الصومالية تنقل منها البخور والعطور والمواشي والذهب والأشجار الثمينة، بل ازدادت العلاقة الثنائية الأخوية بين الصومال ومصر تمسكا ورسوخا في ظل القيادات الرشيدة التي مرت بالبلدين وتوطدت أكثر فأكثر حين وقف المصريون والزعيم الراحل جمال عبد الناصر إلى جانب الصوماليين في حربهم ضد الاستعمار والجهل.

وكانت مصر من أوئل الدول التي اعترفت باستقلال الصومال عام ١٩٦٠، ولا يزال  الصوماليون يذكرون بكل تقدير اسم الشهيد المصري كمال الدين صلاح مندوب الأمم المتحدة لدي الصومال الذي دفع حياته عام ١٩٥٧ثمناً لجهوده نحو حصول الصومال علي الاستقلال والحفاظ علي وحدته.
 
العلاقات السياسية
سعت مصر منذ اندلاع الأزمة الصومالية عام 1991 إلي إيجاد الحلول وإنهاء الاقتتال بين الأخوة الصوماليين، وفي إطار محاولات مصر المستمرة لإيجاد حل للمشكلة الصومالية، استضافت القاهرة مؤتمراً للمصالحة الوطنية الصومالية عام 1997 جمع معظم قادة الفصائل الصومالية آنذاك.
 
تحرص مصر علي المشاركة في كافة المؤتمرات الدولية والاجتماعات التي يتم خلالها بحث الأزمة الصومالية ومنها مؤتمر الخرطوم عام 2006، ومؤتمر جيبوتي عام 2008 والذي تمخض في النهاية إلي المجئ بالرئيس الحالي شريف شيخ أحمد رئيساً للصومال.
 
تعد مصر عضواً فاعلاً في مجموعة الاقتصاد الدولية التي تُعني بالمشكلة الصومالية وتحرص على المشاركة في كافة الاجتماعات التي تعقدها المجموعة، حيث شاركت مصر في أخر اجتماعات المجموعة في كمبالا – أوغندا يومي 2 و 3 يونيو 2011، بوفد رفيع المستوى رأسته السفيرة مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية وشئون الاتحاد الأفريقي.
 
تنتمي مصر إلي مجموعة الاتصال الدولية المعنية بمكافحة القرصنة قبالة السواحل الصومالية وتترأس مجموعة العمل الرابعة المنبثقة عن المجموعة والتي تعني بدعم الجهود الدبلوماسية ونشر الوعي بخصوص ظاهرة القرصنة، وجدير بالذكر أن القاهرة استضافت الاجتماع الثاني لمجموعة الاتصال الدولية لمكافحة القرصنة قبالة السواحل الصومالية يوم 17 مارس 2009.
 
العلاقات الثقافية والعلمية
وفي الثاني من أكتوبر 2014، وافق الرئيس عبد الفتاح السيسي على زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة لطلاب الصومال بالجامعات المصرية لتصبح مائتي منحة جامعية سنويًا، وكذا معاملة الطلاب الصوماليين الدارسين بمختلف الجامعات المصرية معاملة الطلاب المصريين والسوريين، وذلك في إطار دعم دولة الصومال الشقيقة، ولا سيما في المجالات الفنية التي تمتلك فيها مصر خبرات متميزة، ناهيك عن حصول الجانب الصومالي حاليًا على خمسين منحة جامعية سنويًا طبقًا للبرنامج الثقافي بين البلدين، إلى جانب أربعين منحة أخرى يتم تقديمها من خلال التعاون بين وزارة الخارجية المصرية وسفارة دولة الصومال بالقاهرة.
 
المساعدات الإنسانية
"المساعدات الإنسانية"، بندًا مهمًا في العلاقات التاريخية التي تربط مصر بالصومال، ترسخه المواقف التي أحدثها الأوامر التي أعطاها الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بإعداد هيئة الإمداد والتموين للقوات المسلحة بالتعاون مع الأجهزة المعنية بالدولة، وتجهيز كميات من المواد الغذائية والأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية المهداة من الشعب المصري، ونقلها بطائرات المجهود الجوي إلى دولة الصومال.
 
وفي الحادي والعشرين من  أكتوبر 2015، شاركت مصر في المؤتمر الدولي بشأن اللاجئين الصوماليين الذي عُقد في بروكسل برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأكدت مصر على تدعيم التقدم الحادث على صعيد استعادة الاستقرار في الصومال الشقيق، بما يساعد على العودة الطوعية للاجئين الصوماليين والنازحين داخليًا الذين بلغ عددهم نحو 2 مليون شخص.
 
وأعلن السفير محمد إدريس مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، حينها، عن عزم مصر القيام بترميم وتأهيل المستشفى العسكري في مقديشيو، وتقديم العديد من برامج التدريب الفني وبناء القدرات للأشقاء الصوماليين من خلال أنشطة الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في العديد من المجالات الحيوية، وكذلك زيادة المنح الدراسية التي تقدم للشعب الصومالي إلى 200 منحة بالجامعات المصرية، فضلًا عن الدعم الذي يقدمه الأزهر الشريف من خلال نشر الإسلام الوسطي العقلاني والتصدي للتطرف والإرهاب، حسب ما نُشر في الهيئة العامة للاستعلامات.