تجّاهل التظاهرات.. تصريحات "ترامب" المستفزة تزيد احتقان الشارع الأمريكي

تقارير وحوارات

ترامب
ترامب


في الوقت الذي تشتد فيه حدة التظاهرات في الشارع الأمريكي، التي نظمتها التيارات القومية العنصرية وأخرى مناهضة للتطرف والنازية الجديدة، يطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصريحات مستفزة تزيد الاحتقان بين المتظاهرين.

 

احتجاجات مناهضة للتطرف

شهدت مدينة بوسطن الأمريكية، أمس السبت، احتجاجات حاشدة نظمتها التيارات القومية العنصرية، وأخرى مناهضة للتطرف والنازية الجديدة.

 

وطالب المشاركون في مظاهرات القوى اليمينية بحرية الكلمة والتعبير، وضمانها في الولايات المتحدة لجميع الأمريكيين وللمؤمنين بتفوق العرق الأبيض منهم.

 

مطالب باستقالة "ترامب"

أما المشاركون في مظاهرات التيارات اليسارية، فقد طالبوا الحكومة الأمريكية بالمساواة بين جميع الأعراق في الولايات المتحدة ونبذ العنصرية والتطرف، فيما نادى بعض المحتجين بضرورة استقالة دونالد ترامب.

 

احتجاجات ضد إزالة تمثال روبرت

تجدر الإشارة إلى أن مدينة تشارلوتسفيل كانت قد شهدت في الـ12 من الشهر الجاري مواجهات عنيفة بين يمينيين مؤيدين للعنصرية، ويساريين رافضين لها، إثر إعلان مجلس المدينة إزالة تمثال الجنرال روبرت لي قائد قوات التحالف الجنوبي في الحرب الأهلية الأمريكية، الذي عرف عنه تمسكه بنظام العبودية والتمييز.

 

وتخللت المظاهرة اشتباكات مع المشاركين في مظاهرة مضادة لمناهضي العنصرية، وصلت إلى ذروتها بدهس سائق لتجمع للمناهضين للعنصرية، ما أدى إلى إصابة العشرات ومقتل سيدة تدعى هيثر هيفر.

 

"ترامب" يدافع عن مظاهرة القوميين

وكان الرئيس ترامب قد أثار موجة سخط عارمة بدفاعه عن منظمي مظاهرة القوميين البيض التي قتلت خلالها سيدة سوداء وجرح العشرات.

 

وكتب "ترامب"، سلسلة تغريدات:"روبرت إي لي، ستونول جاكسون، من بعد؟ واشنطن؟ جيفرسون؟ هذا جنون"، مضيفًا: "سنفتقد كثيرًا الجمال الذي يسلب من مدننا وبلداتنا وحدائقنا العامة، ولن يكون أبدًا بالإمكان تعويضها بشكل مماثل".

 

اكتفاء بالإشادة بالتماثيل

هذا وأدان الرئيس الأمريكي، إزالة التماثيل التي وصفها بـ"الجميلة" التي تخلد شخصيات وطنية أمريكية، في خضم جدل حاد في الولايات المتحدة حول العنصرية.


وكتب ترامب، في تغريدة على تويتر: "من المحزن أن نرى تاريخ وثقافة بلدنا العظيم تنتهك بإزالة تماثيلنا ومعالمنا الجميلة"، مضيفًا: "لا يمكن تغيير التاريخ لكن يمكن التعلم منه".

 

اصفق للرافضين للتعصب

وعن الاحتجاجات الأخيرة، أعرب الرئيس الأمريكي، عن أمله في أن تسهم الاحتجاجات التي تشهدها بلاده، في رأب الصدع الحاصل في المجتمع الأمريكي، وإعادة رص صفوفه.

 

وكتب ترامب: "بلادنا العظيمة منقسمة على نفسها منذ عشرات السنين، وتبرز الحاجة في بعض الأحيان للاحتجاجات فيها لتشفينا. سوف نتعافى من وعكتنا ونصبح أقوى من ذي قبل!".

 

وأضاف: "أصفق من مكاني هذا لمن احتشدوا في بوسطن للتعبير عن رفضهم للتعصب والكراهية".

 

تضارب تصريحاته بشأن حادث برشلونة

وعقب حادث برشلونة الإرهابي الذي أسفر عن مقتل 13 وإصابة نحو 50 آخرين، غرد الرئيس الأمريكي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر يقول: " أدرسوا ما فعله الجنرال الأمريكى بيرشينغ بالإرهابيين بعد القبض عليهم، اختفى بعدها الإرهاب الإسلامي المتطرف لمدة 35 عاما."

 

وكان ترامب نشر في البداية رسالة تأييد ودعم للضحايا، ندد فيها بالهجمات، ثم أشار إلى ضرورة التعلم من التاريخ حيث انتصر الجنرال جون بيرشينغ في أوائل القرن العشرين على المتشددين الإسلاميين في الفلبين بقتلهم برصاص مغمور في دماء الخنازير.

 

هجوم على رواية "ترامب"

وقد رفض المؤرخون، الذين درسوا أنشطة الجنرال بيرشينغ في إقليم مورو بين عامي 1909 و1913، هذه الرواية باعتبارها زائفة إذ لم يشر لها في مذكراته كما لا يتسق هذا التصرف مع سلوكياته.


وقال برايان ماكليستر لين، من جامعة إي آند إم بتكساس: "إن هذه القصة مفبركة وهي فاقدة للمصداقية منذ زمن بعيد."


ولكن هناك رواية أخرى عن دفن الإرهابيين مع الخنازير وردت في مذكرات الجنرال بيرشينغ.


وكتب بيرشينغ في مذكراته يقول: "إن القيام بهذا الإجراء ليس بالأمر المبهج، ولكن احتمال الذهاب إلى جهنم بدلا من الجنة كان يحول أحيانا دون وقوع أعمال إرهابية".


وتشير هذه التغريدة إلى أن ترامب افترض على الفور أن المهاجمين من الإرهابيين الإسلاميين وأن الطريقة المفضلة بالنسبة له للتعامل معهم هي رصاص مغمور في دم الخنزير، أو التهديد بدفنهم مع الخنازير.

 

الحزب الجمهوري والديمقراطي ينتقد "ترامب"

هذا وأثار "ترامب" جدلًا بشأن رد فعله تجاه أحداث العنف الأخيرة خلال مظاهرة لليمينيين البيض في ولاية فرجينيا، فقد تلقى انتقادات من كلا الحزبين الجمهوري والديموقراطي لإصراره على أن المتظاهرين المناهضين للعنصرية يتحملون أيضًا مسؤولية أعمال العنف تلك التي أدت إلى مقتل سيدة.

 

دبلوماسيون يهاجمون تصريحات "ترامب"

وبالرغم من مساعي "ترامب" لصرف النظر عن تصريحاته المثيرة للجدل حول حادث تشارلوتسفيل التي حمل فيها المسئولية لكل من القوميين البيض ومناهضى العنصرية على حد سواء، مازالت الانتقادات لترامب تتوالى ومن داخل معسكره، حيث اعتبر بوب كوركر رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ إن الرئيس "لم يظهر صلابة ولا بعض صلاحياته الضرورية" لممارسة مهامه في قضية تشارلوتسفيل.

 

 كما قال تيم سكون السيناتور الجمهوري الأسود الوحيد، لا شك أن اليومين الماضيين أضعفا السلطة المعنوية لهذه الإدارة.

 

أما نانسى بيلوسى زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب، فقد دعت إلى سحب تماثيل شخصيات "كونفيدرالية ولايات الجنوب" من مبنى الكونجرس، قائلة: "لا يمكننا تكريم التعصب العنيف لرجال الكونيفدرالية في ممرات مبنى الكونجرس العريقة".