إنتل تكشف غداً عن جيل جديد ومتطور من معالجات المحاور

تكنولوجى

إنتل
إنتل


من المقرر أن تكشف «شركة إنتل الأميركية»، عملاق صناعة المعالجات الدقيقة عالمياً، غداً، النقاب عن شريحة معالج جديدة تحمل الاسم الكودي «آيس ليك».

وطبقاً لإشارة مقتضبة غامضة، ظهرت على «غرفة الأخبار» بموقع الشركة الإلكتروني قبل أيام، فإن هذه الشريحة ستكون هي الخليفة المنتظر للجيل الثامن الحالي من معالجات المحاور، وأول عضو في عائلة الجيل التاسع من معالجات المحاور، الذي يتوقع أن يكون هو السائد خلال السنوات المقبلة.

وسيتم الكشف عن «آيس ليك» في إطار حدث تقدم خلاله الشركة شرائح جديدة مطورة من معالجات الجيل الثامن الحالي، ومن أبرزها شريحة «كافيه ليك».

الإشارة المقتضبة الغامضة التي جاءت في ثلاثة أسطر فقط على الموقع، حملت معلومة واحدة، وهي أن شريحة «آيس ليك» ستنتج بطريقة تصنيع 10 نانومتر، وهي تقنية رائدة في تصنيع المعالجات تقدمها «إنتل»، ولذلك ستتفوق شرائح «آيس ليك» في الكفاءة والأداء على شريحة «كانون ليك».

منافسة سوقية
ووصف محللو موقع «بي سي وورلد» هذه الخطوة من «إنتل» بأنها رد على الهجوم الكاسح الذي تعرضت له الشركة من قبل منافستها «إيه إم دي» التي أنتجت معالجات «رايزن» التي قدمت أداء متفوقاً على معالجات «إنتل» بنسب تقترب من 40% مع ميزة السعر المنخفض.

ومن ناحية أخرى، فإن شرائح «آيس ليك» تأكيد على أن «إنتل» تعمق ابتعادها عن النموذج الذي اعتادت عليه طوال السنوات الماضية في مجال صناعة المعالجات، وهو نموذج «دقات الساعة» المبني على «قانون مور» الذي يقول إن أعداد الـ«ترانزستورات» على الشريحة الإلكترونية تتضاعف مرة كل سنتين، مع ثبات سعر أو كلفة الشريحة كما هي، وهذا التضاعف يعني أن المسافة بين كل «ترانزستور» وآخر على الشريحة الإلكترونية تقل باستمرار، وهو ما حدث مراراً، حتى وصلت المسافة بين كل «ترانزستور» وآخر على الشريحة إلى 14 نانومتر، والـ«نانومتر» هو جزء من مليار جزء من المتر. وهذه الطريقة في التصنيع مستخدمة مع شرائح الجيل الثامن من المعالجات مثل «كابي ليك» و«سكاي ليك».

أما نموذج «دقات الساعة» فيُقصد به أن «إنتل» ظلت طوال العقود الماضية تطلق شريحة معالج جديدة، ببنية معمارية جديدة وتصميم جديد، معتمدة على طريقة تصنيع جديدة كل 18 إلى 24 شهراً، وكان ذلك يتم بوتيرة ثابتة أشبه بدقات الساعة.

تحول تصنيعي
يأتي قرار الإعلان عن شرائح «آيس ليك» 10 نانومتر، كباكورة للجيل التاسع من المعالجات، ففي عام 2014 قدمت «إنتل» شرائح «برودويل» التي تستخدم طريقة التصنيع المعتمدة على تقنية 14 نانومتر، ثم تبعها الجيل الذي يحمل اسم «سكاي ليك» في عام 2015 و2016، الذي عمل بطريقة التصنيع نفسها. وبعد ذلك أضافت «إنتل» على نحو غير متوقع، شريحة ثالثة تعتمد على تقنية «كابي ليك» التي يتم تصنيعها بطريقة 14 نانومتر أيضاً، ثم أعلنت عن خطط لطرح شريحة معالج رابعة منتجة على التقنية نفسها، يرجح أن تحمل اسم «كافيه ليك»، ثم جاءت الإشارة المقتضبة إلى شريحة «آيس ليك» التي تعمل بتقنية تصنيع 10 نانومتر، كبداية للجيل التاسع ضمن الإعلان عن شرائح منتمية للجيل الثامن.

هذه الطريقة في طرح الشرائح الجديدة، تعني أن «إنتل» تبتعد أكثر وأكثر عن نموذج «دقات الساعة»، ولم تعد تربط بين تقديم تصميمات وبنية معمارية جديدة تبني عليها شريحة جديدة بالكامل، وبين تقنية لتصغير المسافة بين الـ«ترانزستورات» تبني عليها طريقة تصنيع جديدة بالكامل، بل أصبح الأمر يحدث في كل اتجاه على حدة، ليقدم تحسينات محدودة أو بطيئة أو غير شاملة على شرائح المعالجات.

تقنية «7 نانومتر»
وتبدو هذه الخطوة من «إنتل» متأخرة بعض الشيء، مقارنة بما أعلنه ممثلو العديد من شركات المعالجات الكبرى عالمياً، خلال الدورة الأخيرة من «المؤتمر السنوي الدولي للإلكترونيات»، التي عقدت خلال الفترة من الثالث إلى السابع من ديسمبر 2016 في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية.

فقد كشف هؤلاء النقاب عن بدء التحول إلى جيل من المعالجات يعمل بتقنية «7 نانومتر»، وشمل ذلك كلاً من شركات: «سامسونغ»، و«آي بي إم»، و«غلوبال فاوندريز»، و«إيه آر إم» التي أشارت جميعاً إلى أنها ستطرح منتجاتها التجارية العاملة بتقنية «7 نانومتر» على نطاق واسع مع بداية عام 2018، فيما اكتفت «إنتل» ساعتها بالقول إن لديها خطة في هذا الشأن، وإنها تخطط لاستخدام مواد جديدة في التصنيع مثل «نيترات الجاليوم» للوصول إلى شرائح أسرع تستطيع أن تطيل عمر بطارية أجهزة الكمبيوتر المحمولة.

في ضوء ذلك، يمكن القول إن الخطوة التي ستعلن عنها «إنتل»، غداً، لن تكون قوية التأثير، مقارنة بما يمكن أن يحدث في حال تحولها الفعلي إلى الشرائح المصنعة بشريحة «7 نانومتر»، لأن التحول إلى معالجات «7 نانومتر» ربما يكون هو قبلة الحياة قبل الأخيرة لـ«قانون مور» الذي يكاد يلفظ أنفاسه.