"فلاش باك".. كواليس أول زيارة تاريخية لـ"جمال عبد الناصر" للسعودية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تحل علينا اليوم ذكرى أول لقاء يجمع بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والملك سعود بن عبد العزيز، في المملكة العربية السعودية، عام 1965، للتوصل لحل للمشكلة اليمنية.

أول رحلة
كانت رحلة الرئيس عبد الناصر إلى جدة في 22 أغسطس عام 1965 على متن مركبه الحرية هي أول رحلة له للملكة العربية السعودية منذ عام 1956 عندما قام بزيارتها للحج ومقابلة الملك سعود بن عبد العزيز وفي خلال 48 ساعة توصل الإثنان إلى اتفاق كامل حول حل المشكلة اليمنية.

خفايا اللقاء
يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل إن هذه المقابلة كانت غريبة وفاقدة للمصداقية، لأن الأردن كان حليفًا للسعودية في حرب اليمن، وإسرائيل كانت تشجع التحالف المساند للملكيين في اليمن ولعبت دور في العمليات العسكرية أطلق عليه الاسم الكودى" مانجو" حيث اشتدت حاجة قوات المرتزقة في اليمن إلى مؤن وذخائر تلقى على مواقعهم من الطائرات بالباراشوت وقد قام الطيران الإسرائيلى بهذا الدور، وإثر رصد المخابرات المصرية لتطور الأوضاع في ساحة الحرب اليمنية ومدى تشابك المصالح والقوى الدولية التي تلعب على وتر إطالة الحرب فى اليمن من أجل استنزاف القوات المصرية هناك واستنزاف الأموال السعودية، قرر الرئيس عبد الناصر أن يزور السعودية في أغسطس 1965 لأداء العمرة ومقابلة الملك فيصل للوصول إلى حل في اليمن.

مبررات "عبد الناصر"
 وفي 22 أغسطس 1965 وصل الرئيس عبد الناصر إلى جدة وحاول إقناع الملك إن مصر لا تريد قلب النظام في السعودية ولا تهدف لفرض سياستها على السعودية، كما قدم له وثائق عن تجنيد المرتزقة وتجارة السلاح وتجار الحروب الذين وجدوا في حرب اليمن سوق لكسب الأموال وإهدار القوة العربية.

اتفاقية جدة
 وتوصل الزعيمان يوم 24 أغسطس إلى ما عرف بعد ذلك باسم اتفاقية جدة التي قررت أن يتم عمل استفتاء للشعب اليمني يقرر فيه نظام الحكم الذي يرتضيه في موعد أقصاه 23 نوفمبر 1966 وتعتبر الفترة الباقية حتى موعد الاستفتاء فترة انتقالية للإعداد له، لم يتم تنفيذ بنود الاتفاقية بسبب تراجع الملك فيصل عن الالتزام بها.

وقال "عبد الناصر"، حينها إنه لا فائدة ترجى من اللقاء مع الرجعيين، بعد كل ما رأه وسمعه في السياسات السلمية السابقة التي مارسها ازاءهم في اللقاءات والمؤتمرات.

قرارات الزعيمين
اتفق الزعيمان، على انسحاب القوات المصرية من اليمن تدريجيًا خلال عشرة أشهر ووقف كل المساعدات السعودية للملكيين، فضلًا عن تكوين مجلس يمني من 50 عضوًا يمثلون جميع الفصائل اليمنية ويكون مكلفًا بتكوين حكومة انتقالية تمهيدًا لاستفتاء عام لتحديد مستقبل اليمن.