في ذكرى ميلاده.. "ابن سينا" كفره الفقهاء وهاجمه الغزالي

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


اشتهر بالطب والفلسفة، وعبقريته الأهابة في تعلم القرآن والأدب، وكان دائمًا متفائلاً في جميع مراحل حياته يعتقد أن العالم الذي نعيش فيه أحسن العوالم الممكنة وكان شديد الارتباط بموطنه الأصلي، فهو لم يغادر موطنه رغم اضطراب حياته فيها، إنه لشيخ الرئيس علي بن سينا أحد كبار فلاسفة العرب.
 
عاش ابن سينا فى الفترة بين "360- 428 هجرية واسمه، الحسين بن عبد الله بن الحسن بن سينا أبو على الملقب بالشيخ الرئيس، وهو عالم موسوعى فى علوم الطب والرياضيات والطبيعيات والفلك والموسيقى والفلسفة والمنطق ، كما كان شاعرا.
 
كان ابن سينا متفتح المواهب والعبقرية منذ صغره، بل وإن عبقريته كانت صارخة متفجرة لا تناقش ولا ترد، وقد درس العلوم الطبيعية والطب وهو في الرابعة عشرة فقط، وعندما أصبح في السادسة عشرة كانت شهرته كطبيب قد طبقت الآفاق! وبما أنه استطاع أن يشفي أحد الأمراء السامانيين من مرض خطير، فإن هذا الأخير أعطاه مفاتيح مكتبته في القصر الملكي لكي يطلع على ما تحتويه من مؤلفات وذخائر، وهذا كل ما كان يطلبه لأنه كان نهما لا يشبع من المعرفة ومطالعة الكتب.
 
التدخل في إدارة الدولة
ويقال بأنه أصبح ملمًا بكل العلوم المعروفة في عصره وهو في الثامنة عشرة فقط، حتى استطاع تأليف أول كتاب فلسفي له وهو في الحادية والعشرين، ثم اضطر إلى الدخول في إدارة الدولة كموظف بعد وفاة والده الذي كان يصرف عليه حتى ذلك الوقت،  وقد قسم ابن سينا وقته إلى قسمين: في الليل كان يطالع الكتب ويحضر نفسه للأيام القادمة والمؤلفات الكبرى، وفي النهار كان يشتغل في قصر الأمير كمستشار أو كموظف إداري مرموق، هذا وقد أصبح ابن سينا وزيرا عدة مرات، وأصبح نفوذه كبيرا إلى درجة أنه أثار الغيرة والحسد من حوله.
 
دخل السجن أكثر من مرة
هذا وقد تعرض ابن سينا للملاحقات من قبل أعدائه بل ودخل السجن أكثر من مرة، فقد عاش حياة التخفي والسرية ضمن ظروف مادية صعبة، ضريبة العبقرية والمجد.

ولم يكن يكسب عيشه إلا من استشاراته الطبية ومعالجاته لشحصيات الهامة، أما الفقراء فكان يعالجهم مجانًا، وهنا تكمن إنسانيته وعظمته وكانت حياته متنقلة، متقلبة، حيث كان يسافر من مكان إلى آخر هربا من الأعداء أو ترجيا للقاء الأصدقاء، ففي في عام 1023 التجأ إلى بلاط أمير أصفهان، حيث لقي بعض الطمأنينة وعاش حياة هادئة نسبيا طيلة أربعة عشر عاما حتى توفي في  عام 1037 بشكل مباغت من مرض في الأمعاء عندما كان يرافق أميره في حملة عسكرية ضد همدان.
 
هؤلاء كفروا الشيخ الرئيس
عقب موته قال عنه ابن تيمية  في كتابه  (الرد على المنطقيين) "ابن سينا تكلم فى أشياء من الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع لم يتكلم فيها سلفه، ولا وصلت إليها عقولهم، ولا بلغتها علومهم، فإنه استفادها من المسلمين وإن كان إنما أخذ عن الملاحدة  المنتسبين إلى المسلمين كالإسماعلية، وكان أهل بيته من أهل دعوتهم، من اتباع الحاكم العبيدي الذي كان هو وأهل بيته وأتباعه معروفين عند المسلمين بالإلحاد أحسن ما يظهرونه دين الرفض وهم في الباطن يبطنون الكفر المحض".
 
وقال  عنه ابن تيمية أيضا فى ( نقض المنطق) "وكذلك ابن سينا وغيره يذكر من التنقص بالصحابة ما ورثه عن أبيه وشيعته القرامطه حتى تجدهم إذا ذكروا حاجة النوع الأنسانى إلى الإمامة عرضوا بقول الرافضة الضلال  لكن أولئك الرافضة يصرحون بالسب بأكثر مما يصرح به هؤلاء الفلاسفة"، أما ابن الصلاح في (فتاوى ابن الصلاح) قال عنه "كان شيطاناً من شياطين الإنس".