من الدعارة إلى الشهرة.. حكايات فتيات الليل

الفجر الطبي

أرشيفية
أرشيفية


■ "هدى" من مضيفة فى بار بالهرم لسفيرة نوايا حسنة وسيدة مجتمع تزور الشهادات الجامعية

■ "ليلى" تعرفت على زوجها العراقى فى علبة ليل واستولت على شقته وباعتها لآخر


تملك فتيات الليل، حكايات أكثر درامية وإثارة من المسلسلات والأفلام، بعضهن تحولن من خدمة السكارى فى علب الليل، حتى مطلع الفجر إلى سيدات مجتمع، يسهرن فى أرقى الفنادق حتى الساعات الأولى من الصباح، وأخريات أصبحن محترفات بيع الوهم بعد اعتزال ترويج المتعة الزائفة والمتاجرة بجسدهن، وفى جميع الأحوال أصبحن يطبقن أن لكل شىء ثمنا.

قصص فتيات المتعة، تجعل تحتار بين التعاطف معهن باعتبارهن ضحايا الحاجة، وقلة المال وافتقاد حماية الأسرة، أو الشعور نحوهن بالكراهية لأن تصرفاتهن تليق ببنات الشياطين اللاتى تربين على الانغماس فى الذنوب، والسفر فى طريق مظلم لا عودة فيه.

هدى، شابة لم تتجاوز الـ30 سنة، جميلة تعمل فى أحد البارات منطقة الهرم، تعرفت خلال عملها على ثرى من دولة الكويت وتزوجته وسافرت معه مدة عامين ثم انفصلت عنه وعادت مرة أخرى إلى القاهرة، وبدلاً من العودة إلى أجواء البارات اتجهت للعمل فى تزوير الشهادات الجامعية مستغلة علاقاتها ببعض الموظفين فى جامعة القاهرة.

اكتشاف الجامعة للواقعة واكتشاف اللعبة وضع هدى فى مأزق، فبعد إبعاد الموظفين الذين تربطهم علاقة بها، لم تتمكن من استكمال استخراج بقية الشهادات التى حصلت على أموال مقدماً من الراغبين فى الحصول عليها، ووقعت على إيصالات أمانة بهذه المبالغ، وفيما نال الموظفون المتعاونون معها جزاءهم بالطرد من العمل بعد تحقيق داخلى، قام راغبو الشهادات المزورة ومعظمهم حاملى الشهادة الإعدادية والدبلومات الفنية وعددهم نحو 30 شخصاً بتقديم إيصالات الأمانة البالغة 380 ألف جنيه إلى النيابة العامة متهمين الفتاة بالتبديد وخيانة الأمانة.

بداية عمل «هدى» فى تزوير الشهادات الجامعية كان فى 10 ديسمبر 2015، حيث قدمت نفسها باعتبارها دكتورة فى الجامعة وتحمل ماجستيرًا فى التمريض من جامعة قناة السويس، خصوصاً أنها كانت متزوجة من أستاذ بجامعة أكتوبر، وأنشأت له مكتباً فى جامعة أكتوبر وقدمت نفسها أيضاً باعتبارها سفيرة للنوايا الحسنة فى منطقة الخليج.

وتزوجت هدى بعد أستاذ الجامعة من كويتى يمتلك شركات تدريب ويمنح شهادات MBA واستقرت فى مصر، وعملت فى منتديات حقوق المرأة والعمل الحقوقى بوجه عام.

وتم اكتشاف شهادات هدى المزورة، عندما ذهب بعض حاملى شهاداتها إلى السجل المدنى لتعديل بياناتهم لكن الموظفين شكوا فى صحة الشهادات وطلبوا الملفات الأصيلة من الجامعة فكان الرد بعدم وجود أصل لتلك الشهادات وتم حفظ الموضوع بالنسبة لحملة الشهادات المضروبة نظراَ لنفوذ أصحابها.

الصحيفة الجنائية لـ«هدى»، تضم قضية واحدة فقط فى عام 2009، حيث تم اتهامها بالتحريض على الفسق، لكنها حصلت على البراءة، فخلال عملها بأحد بارات الهرم وأثناء حملة أمنية تم القبض عليها بتهمة التحريض على الفسق ولكن النيابة أطلقت سراحها مقابل سداد كفالة قبل أن تحصل على البراءة فى ساحة المحكمة.

أما ليلى فكان طريقها نحو عالم النصب مختلفا، رغم البداية المتشابهة مع هدى، حيث كانت تعمل مضيفة فى أحد البارات، كانت تزوجت من عراقى فى شقة بمنطقة الدقى تمتلكها والدته وسافرت إلى إحدى الدول العربية، سرعان ما تم الطلاق وعادت ليلى إلى مصر، وأقامت فى شقة الدقى دون أن يعرف أحد بالانفصال، مستغلة وجود نسخة من مفتاح الشقة معها، ثم قامت ببيع الشقة بعقد ابتدائى لأحد الأشخاص، حيث رفع المشترى دعوى تمكين من الشقة ثم تم التنازل عن الشقة بعد التصالح بينهما، وبالتالى تمكنت من الحصول على أوراق رسمية بعد بيع هذا الشخص الشقة لها مرة أخرى، حيث أصبح لديها مستندات رسمية بملكية الشقة.

وعرضت ليلى الشقة للبيع من خلال إعلان بإحدى الصحف، فتقدم للشراء «محمد. ص» الذى كان مسافراً بالخارج، وباع كل ما يملكه وجمع مدخراته للحصول على الشقة وتجهيزها، لكنه فوجئ بالسيدة العراقية المالكة الأصلية للشقة بداخلها، وتسأله عن سبب وجوده فى مسكنها، قبل طرده.

والمفارقة أن الضحية توصل إلى الشقة من خلال تاجر بسوق العبور، ثم اتضح أن الأخير على علاقة بليلى وكان سبباً فى صدور حكم عليها بالحبس سنة، لرفضها رد مليونى جنيه حصلت عليها منه، ثم تم التصالح بينهما مقابل رد جزء من المبلغ، أما شريك ليلى فتم حبسه.