عبد السلام النابلسي.. "الدوق" عدو المرأة الذي قتلته الضرائب

الفجر الفني

عبد السلام النابلسي
عبد السلام النابلسي


رغم رحيله إلا أن أعماله ظلت باقية تتذكرها الأجيال علي مدار الأعوام التي رحل فيها، نتوارث ايفيهاته المعروفة ونرددها بيننا، فنان لا يمر جيل إلا ويقف عند مشاهدة أدواره ويبحث عنها، وضع نفسه بين نجوم الكوميديا، وتميز بشخصيته الحاضرة، وبديهته السريعة غير المتوقعة، حيث يفاجئ الجميع ويثير الضحك في كل لحظة بحركاته دون تصنع أو إسفاف.

 

ولد عبد السلام النابلسي، في ٢٩ أبريل ١٨٩٩، في إحدى قرى عكار بلبنان لعائلة من أصول فلسطينية سورية، ثم انتقل مع والده إلى نابلس عقب تعيينه قاضي نابلس الأول، وعندما بلغ العشرين من عمره أرسله إلى القاهرة ليلتحق بالأزهر الشريف، فحفظ القرآن الكريم وبرع في اللغة العربية، بالإضافة إلى إتقانه للفرنسية والإنجليزية اللتين تعلمهما في بيروت.

 

وعلى الرغم من بدايات عبد السلام النابلسى، كانت من خلال أدوار الشاب المستهتر، ابن الذوات في أفلام عديدة منها"العزيمة" و"ليلى بنت الريف" و"الطريق المستقيم"، إلا أنه تحول إلى أدوار صديق البطل لكبار النجوم، والمطربين حيث اتجه إلى تقديم الأدوار الكوميدية التي سلطت الضوء عليه، واشتهر إلى مدرب الرقص الذي ينتمى إلى الطبقة الراقية، لم تقتصر أدواره الفنية على الأدوار الثانوية فقط، ولكنه قام بالعديد من الأفلام السينمائية، ومنها "حبيب حياتى" و"عريس مراتى"و"وبين السماء والأرض" و"الفانوس السحرى" و"حلاق السيدات" وكان الأخير من إنتاجه إلا أن فشل ليشكل أول أزمة مالية له..

 

ظل النابلسى متمتعا بلقب أشهر أعزب، في الوسط الفنى حتى وصل إلى الستين من عمره، ثم تزوج من إحدى معجباته في بيروت وتدعى"جورجيت سبات" إلا أن زواجهما كان دون علم أسرة الفتاه لذلك أرغمته على تطليقها بعد فترة قصيرة من الزواج، واضطر لاختطافها منهم، وبعد ذلك توصل إلى تسوية معهم.

 

وعانى عبد السلام النابلسى من مرض القلب أكثر من عشر سنوات، لكنه تعمد إخفاء ذلك المرض عن المنتجين والمخرجين حتى لا يتم استبعاده عن العمل الفنى نظرا لسوء حالته الصحية، وأصر أن يفضل عمله الفنى على صحته.

 

رحل النابلسى إلى لبنان بعدما تفاقمت مشاكله مع الضرائب والتي بلغت 13 ألف جنيه في حينها ولم تفلح محاولاته والتي بدأها في عام1961 لتخفيضها إلى 9 آلاف وأخذ يرسل لمصلحة الضرائب حوالة شهرية بمبلغ 20 جنيهًا فقط الأمر الذي يعني أن تسديد المبلغ المستحق عليه سيستغرق 37 عامًا، وهو ما اعتبرته مصلحة الضرائب دليلًا على عدم جديته في السداد فقررت بعد ثلاث سنوات من رحيله أي في عام 1965 الحجر على أثاث شقته المستأجرة في الزمالك والتي لم تكن بقيمة المبلغ المطلوب. وظلت القضية معلقة حتى وفاته عام 1968 رغم تدخل العديد من رموز الفن في مصر وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم.

 

تلاحقت الأحداث سريعا في الأشهر الأخيرة في حياة النابلسى، بعد أن أعلن "بنك إنترا" في بيروت إفلاسه، والذي كان معناه إفلاس النابلسى تماما، لأنه كان يضع كل أمواله في هذا البنك، فزادت بعدها شكواه من ألام المعدة، حتى إن الفنانة صباح، كانت ترافقه في تونس، أثناء تصوير فيلم "رحلة السعادة"، وكانت تسمع تأوهات ألمه من الغرفة المجاورة، وبعد عودته من تصوير الفيلم، ازدادت حالته سوءا إلى أن امتنع عن الطعام والشراب، حتى رحيله في 5 يوليو عام 1968 حيث لفظ أنفاسه الأخيرة قبل دخوله المستشفى.