عبدالحفيظ سعد يكتب: الراشى.. والمرتشية.. فى صحبة رئيس الوزراء

مقالات الرأي



فى صورة رسمية جمعت بينهم قبل عامين بمدينة الثغر


يوجد الكثير من التفاصيل والكواليس فى قضية الرشوة، المتهمة فيها نائبة محافظ الإسكندرية، سعاد الخولى، والتى ضبطتها الرقابة الإدارية نهاية الشهر الماضى، مع 5 من رجال الأعمال فى الإسكندرية، وهى تتقاضى أموالاً، لتسهيل عمليات مشبوهة ومخالفة مبان فى المحافظة الساحلية.

لكن بعيدا عن تفاصيل تلك القضية، فإن وجود شخصية واسم "سعاد الخولى" يثير عدة استفهامات وعلامات تعجب، خاصة أن السيدة تبدأ عقدها السادس أو "الأخير"، نحو معاشها الوظيفى، من عملها، والذى بدأته كطبيبة بيطرية فى القاهرة وترقت فيه لتصل لمنصب مدير إدارة الخدمات البيطرية

وصعدت الخولى (سلمة- سلمة) فى شغل مناصب ووظائف فى محافظات مختلفة وأماكن إدارية عديدة، فى رحلة عمل بدأت منذ الثمانينيات، بوزارة الزراعة التابعة لها الخدمات البيطرية، وهو ما يثير الحديث بأن بدء صعودها الوظيفى، بدأ منذ أيام يوسف والى وزير الزراعة الأسبق.

"سعاد" التى يظهر من هيئتها، أنها ذات شخصية قوية، لدرجة وضعها فيمن يوصفن بلقب "المرأة الحديدية"، كانت من الأسماء المرشحة لتحصل على منصب سياسى، لتنفيذ فكرة تدعيم تقلد المرأة مناصب سياسية.

وكانت الخولى مرشحة لمنصب "محافظ "، وهو المنصب الذى سبقتها فيها المهندسة نادية عبده، بتعيينها محافظا للبحيرة فى فبراير الماضى، كأول سيدة مصرية تتولى هذا المنصب.

لكن فى الحقيقة الواقعية، سبقت سعاد الخولى الجميع فى الحصول على منصب المحافظ، لعدة أيام فقط، بعد أن تم تكليفها من قبل شريف إسماعيل رئيس الوزراء لتكون القائم بأعمال "المحافظ"، عقب إقالة هانى المسيرى عقب واقعة سيول الإسكندرية فى نهاية أكتوبر 2015.

وتهيأت الخولى وقتها لتولى منصب المحافظ، إلا أن قرار تعيين محمد عبدالظاهر، فى قيادة الإسكندرية عقب المسيرى، أصاب النائبة بحالة ضمور من الساحة، خاصة بعد أن أبعدها المحافظ الجديد" محمد عبدالظاهر" عن الواجهة.

واختفت الخولى من الساحة وتوارت تماما عن الأنظار، حتى ظهرت للصورة مرة قبل عيد الأضحى بساعات، لكن هذا المرة ليست فى موقع المسئولية.. لكن ضبطت فى قضية رشوة، كانت هى بطلتها، طبقا لما جاء فى تحقيقات النيابة ومعها باقى المتهمين، والذين ذكرت التحريات أن "الراشين" 5 من رجال الأعمال ولم يكشف عن أسمائهم بشكل علنى..

غير أن "الصورة"، التى أمامك والتى تعود إلى ما يزيد على عامين.. كانت ترافق "سعاد" المتهمة بالرشوة، رئيس الوزراء شريف إسماعيل وهانى المسيرى قبل إبعاده عن منصبه، وذلك أثناء تفقد السادة المسئولين أحد المشروعات فى مدينة الثغر.

لكن فى "الصورة" أيضا، كان يسير بالقرب من "سعاد"، أحد رجل الأعمال والذى يوجه له اتهام فى القضية الأخيرة بأنه "الراشى"، ضمن 5 مقاولين ورجال أعمال آخرين، ويتردد أن رجل الأعمال الذى كان يظهر بصحبة "سعاد" ورئيس الوزراء والمحافظ، كان الركن الرئيسى فى القضية، فى محاولته لتقنين وضع مجموعة أبراج أقامها على الكورنيش، وتجاوز فيها الارتفاعات المقررة من 11 دوراً وصولا إلى 15 دوراً بمخالفة 4 أدوار، بما يزيد على 192 شقة، فى أبراجه الستة، والتى يصل فيها ثمن الشقة إلى 2 مليون جنيه..

والمعلومة الأخيرة، هى من ضمن الكواليس والتفاصيل الأخرى التى لم تظهر فى الصور، وتتولى جهات النيابة والجهات الرقابية التحقيق فيها وكشف الكثير عن ملابساتها والتى ربما تفتح عشرات الملفات والمخالفات فى المدينة الساحلية التى حولها المقاولون، لكتلة أسمنتية، بمخالفات وارتفاعات حجبت البحر عن أهلها.