ما لا تعرفه عن سور عكا

منوعات

بوابة الفجر


تعتبر مدينة عكا من أبرز المدن الفلسطينية، فتقع في ساحل البحر الأبيض، وتم تأسيسها ق.م.

وفي العام السادس عشر للهجرة دخلها المسلمون بقيادة شرحبيل بن حسنة، وفي العام العشرين أسّس فيها معاوية بن أبي سفيان داراً مخصّصة لتصنيع السفن.

ومنها انطلقت أول سفينة في العام الثامن والعشرين للهجرة. توالت الأحداث التاريخية حتى حكمها أحمد باشا الجزار في العام 1799م، عندما تمّ إيقاف ثورة نابليون الذي وصل إليها بعد أن قام باحتلال مصر.

وعلى الرغم من حصاره لها فترة طويلة إلّا أنّه فشل في الاستيلاء عليها فسحب جيوشه وتراجع، وحالياً تعتبر عكا ذات أهمية اقتصادية وتجارية كبيرة، فضلاً عن احتوائها على عدد كبير من المعالم والأماكن الأثرية التي جعلت منها مدينة تاريخية عظيمة.

ففيها خان العمدان وجامع الجزّار، والسوق الأبيض، والممر الألماني، وحمّام الباشا، والقلعة الحصينة، إضافةً إلى سور عكّا، وهو ما سنتحدث عنه فيما يلي بشيءٍ من التفصيل. 

سور عكّا من أضخم وأعظم الأسوار التاريخية العالمية؛ لأنّه استطاع أن يحمي مدينة عكّا من كثيرٍ من الغزوات والهجمات العسكرية التي حاولت الاستيلاء عليها.

وتعتبر حملة نابليون بونابرت أكثرها شراسةً وعلى الرغم من ذلك إلّا أنّها فشلت، يحيط السور بالمدينة ويبلغ طوله حوالي ألفين وثمانمئة وخمس وثلاثين متراً.

وله عرض يستطيع فيه الأطفال على سبيل المثال ممارسة كرة الرياضة بكل أريحية، تحديداً في الجزء الجنوبي الشرقي منه، ويتمّ الصعود إلى سطحه بواسطة ممرّات عريضة مبلطة بشكلٍ معين.

ويوجد على سطح السور أبراج مراقبة صغيرة تطل على عكّا ككل مثل برج الحديد، وبرج كريم، وبرج سنجق وغيرها، أمّا خارجه فيوجد خندق بعرض كبير جداً وعمق أكبر.

ويمتد سور آخر خارجي بعد الخندق، بحيث يكون هذان السورين متوازيين من الجهة الشرقية وحتى الغربية، بينما يقع الخندق بينهما.

وكان يستخدم أثناء الحروب من خلال فتح مياه البحر حتى تملأه كلياً وبالتالي لا يستطيع الغزاة تجاوزه. 

تدّل الكتب التاريخية على أنّ السور تمّ بناؤه في العهد اليوناني أثناء فترة حكم الإسكندر المقدوني تحديداً، أي في الثلث الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد.

ومرّ بمجموعة من الترميمات والإصلاحات المختلفة عبر المراحل التاريخية التالية، وتعتبر الترميمات الإسلامية هي الأفضل مقارنةً بالبقية؛ ليشكل أقوى حماية لعكّا على مرّ التاريخ منذ بنائه حتى يومنا هذا.