"فلكية جدة": "قمر الحصاد" يزيّن سماء السعودية.. الليلة

السعودية

بوابة الفجر

كشف رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن سماء السعودية والمنطقة العربية ستشهد مع غروب شمس اليوم الخميس، القمر البدر باتجاه الأفق الشرقي، موضحاً أنه سيبقى مُشاهداً في قبة السماء طوال الليل، ويسمى بـ"قمر الحصاد".

وقال "أبو زاهرة": لعدة سنوات استُخدم مصطلح "قمر الحصاد"، وهي تسمية شعبية تطلق على الأقمار البدر التي تحدث في شهري سبتمبر وأكتوبر، وهي الأشهر القريبة من الاعتدال الخريفي. حسب صحيفة "سبق"

وأضاف: في سبتمبر وأكتوبر بالنصف الشمالي للكرة الأرضية يكون وقت شروق القمر قريباً إلى وقت غروب الشمس، ويستمر كذلك لعدة ليالٍ على التوالي في وقت مرحلة البدر المكتمل.

وأردف: قمر الحصاد سيقع في لحظة الاكتمال، ويكون بزاوية 180 درجة من الشمس في الساعة 9:40 مساء بتوقيت السعودية (6:40 مساء بتوقيت غرينتش)، ويكون قد قطع نصف مداره حول الأرض، ويصل بعد ذلك إلى أعلى نقطة في السماء عند منتصف الليل بحسب التوقيت المحلي، ويغرب من شروق شمس يوم الجمعة.

وتابع: تُعتبر الأقمار البدر قرب الاعتدال الخريفي مميزة؛ نظراً لأن دائرة فلك البروج وهي "المسار الظاهري للشمس والقمر والكواكب" تصنع زاوية ضيقة مع الأفق عند غروب الشمس.

وقال "أبو زاهرة": كل قمر بدر يشرق مع وقت غروب الشمس، وفي المتوسط يشرق القمر في اليوم التالي متأخراً بنحو 50 دقيقة، وهذا يحدث كل يوم، ولكن في شهري سبتمبر وأكتوبر تجعل الزاوية الضيقة لدائرة فلك البروج مع الأفق، القمر يشرق مبكراً عن المتوسط في خطوط العرض الشمالية.

وأضاف: في خطوط العرض الوسطى الشمالية يكون شروق القمر متأخراً 50 دقيقة في الأيام بعد البدر المكتمل، ولذلك فإن القمر الأحدب المتناقص سيشرق متأخراً بنحو 35 دقيقة فقط لعدة أيام على التوالي.

وأردف: بالنسبة للمناطق الواقعة بخطوط العرض الأبعد القريبة من الدائرة القطبية الشمالية، فإن القمر يشرق متأخراً بنحو 15 دقيقة لعدة أيام.

وتابع: هذا الأمر كان يعتبر مهماً في أوقات قديمة بالنسبة للمزارعين الذين يحصدون محاصيلهم قبل عصر التراكتوارات المزودة بمصابيح الإضاءة، حيث لم تكن هناك فترة طويلة من الظلمة بين غروب الشمس وشروق القمر لعدة أيام بعد البدر المكتمل، مما يعني أن المزارعين كانوا يعملون في الحقول وجني المحاصيل تحت ضوء القمر، ومن هنا جاءت تسمية قمر الحصاد.

جدير بالذكر أن هذا الوقت من الشهر يُعتبر مثالياً لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير، خلافاً لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة؛ نتيجة لوقوع كامل القمر في نور الشمس.

وتُعتبر تلك الفوهات المشعة رواسب لمواد عاكسة ساطعة تمتد من مركز الفوهات نحو الخارج لمئات الكيلومترات، ويُعتقد أن تلك الفوهات حديثة التكوين، وتُعتبر فوهة "تيخو" أكثر الفوهات إشعاعاً.