منال لاشين تكتب: حبيبة "طنطا" ومثليون "ليلى"

مقالات الرأي



دعك من الحديث عن الحريات الشخصية التى تنتهك بدم بارد، ودعك من التجاوزات القانونية. دعك من هذا وذاك ولكننا أمام واقعتين نطحن فيهما شباب صغير، ففى أسبوع واحد تم فصل طالبين فى جامعة طنطا والقبض على عشرات من المثليين على خليفة رفع علم المثليين فى حفل مشروع ليلى.

فى الحالتين تعاملنا بقسوة مبالغ فيها، وكأننا ندارى بهذه القسوة ضعف المجتمع أخلاقيا وعدم الثقة فى مستقبلنا. نحن نحاكم الشباب على أخطائنا أو بالأحرى نحملهم كل خطايانا.

هذا شباب صغير يحتاج إلى الاحتواء والدعم بدلا من القسوة والتنكيل به فى متقبل حياته.

فى زمان غير الزمان وفى وقت كانت الأخلاق الحقيقية تحمى المجتمع من القسوة ومن العنف الذى وصف فى بعض الأحوال بالهمجية، فى ذلك الوقت كان المعتاد أن نغفر للشباب هفواتهم. ممكن نشد ودنهم، ممكن نوجه لهم اللوم، ولكن دون ذبحهم على مذبح الأخلاق الحميدة. كان الطالب الذى يضبط فى وضع خارج مع طالبة فى الجامعة وتحت القبة يحصل على إنذار بالفصل أو تهديد بالفصل أو تليفون لابلاغ الأهل وهم يقومون باللازم، وذلك حفاظا على مستقبل الطلاب، ولكن أن يصل الأمر لفصل طالبين لأنهما احتفلا بخطوبتهما فى الجامعة فهى قسوة تنذر بالخطر وضيق النفس والافق الذى يعانى منه المجتمع.

وبالمثل أن تبحث الشرطة عن المثليين فى المقاهى والكافيتريات دون أن يفعلوا شيئاً فهذا مخالف للقانون الجنائى والإنسانى، فنحن نضيع مستقبل شباب على عتبة الحياة ونحولهم لمجرمين وحاقدين على المجتمع وعناصر هدم بدلا من أن يصبحوا عنصر بناء.

وأنا أعرف بالطبع الموقف الدينى بالنسبة للمثليين ولا اعترض عليه، ولكن إذا لم يفعل المثلى أى نشاط جنسى فليس من حق المجتمع أن يحاكمه فهذه علاقة الإنسان بربه يحاكم عليها فى الآخرة، وأحب أن ألفت نظر المتشددين فى هذه القضية أننا لا نطارد من يشربون الخمر فى المحلات المخصصة والفنادق على الرغم من أن الخمر أيضا حرام «شاربها وحاملها وساقيها» والقانون يتدخل لو قاد سكير السيارة أو أحدث فوضى فى الشارع أو المكان المتواجد فيه «وهذه ليست دعوة للقبض على من يشرب الخمر»، فليس من حق الأجهزة البحث عن المثليين فى بيوتهم أو مقهى والقبض عليهم بحجة أن التحريات تقول إنهم مثليون. مرة أخرى هذه علاقة بين الإنسان وربه.

أرجوكم أوقفوا هذه المهزلة والقسوة فى غير مكانها، فقد دهشت جدا لأن فيديو التحرش بطفلة فى سوبر ماركت، ولم تحرك الأجهزة المعنية ساكنا للقبض على المتحرش بينما تقضى وقتها وجهدها لاصطياد المثليين فى صورة أو كافيه.

كفاية قرف بقى.