داليا زيادة تكشف أسرار شائكة حول علاقة المنظمات المشبوهة بقطر و"الإخوان" (حوار)

تقارير وحوارات

داليا زيادة
داليا زيادة

حقوق الإنسان تُستغل كسلاح سياسي

 

لا تصالح مع الإخوان.. وعهدهم انتهى بلا رجعة

                                                                                                     

الأحزاب السياسية اختفت تمامًا.. ولا يوجد مرشحين مؤهلين للرئاسة

 

مصر شابة سياسيًا في عهد "السيسي".. والرئيس نجح على كافة الأصعدة

 

قطر تُجند المنظمات الحقوقية للهجوم على مصر والإمارات

 

عُرفت بكرهها الشديد لجماعة الإخوان الإرهابية، ولذلك تعكف على كشف فضائحها وتربصها بالنظام المصري، كما أنها من مؤيدي برنامج الرئيس عبد الفتاح السيسي الإصلاحي، ونظرًا لجرأتها ودورها المؤثر في مجال حقوق الإنسان، حصدت الجوائز العالمية فاختارتها مجلة نيوزويك الأمريكية عام 2014م، ضمن أفضل ١٥٠ سيدة أكثر تأثير في العالم، فيما لقبتها مجلة التايم ببطلة حقوق الإنسان في العالم الإسلامي.

 

داليا زيادة، رئيس المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة، تكشف في حوارها لـ"الفجر"، أسرار وكواليس تمويل جماعة الإخوان الإرهابية للمنظمات الدولية، للهجوم على مصر، فضلًا عن أسباب تأخر إصدار الكونجرس الأمريكي لقانون يصنف الإخوان كإرهابيين.

 

وأكدت زيادة، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حقق إنجازات غير مسبوقة، في وقت قياسي على كافة الأصعدة، فضلًا عن انحيازه للشباب منذ توليه الرئاسة، ناهيك عن وضعها سيناريوهات لحل الأزمة القطرية.. وإلى نص الحوار:

 

*ماذا عن هجوم المنظمات الدولية على مصر؟

هناك عدد محدود من المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان، وعلى رأسهم هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية، قد تم شراء ذمة العاملين بها بطريقة أو بأخرى لاستغلال سمعتهم وتاريخهم في الهجوم على بعض الدول، من بينها مصر والإمارات لتحقيق أهداف سياسية لقطر وجماعة الإخوان المسلمين التي ترعاها قطر.

 

كما تستثمر قطر، أموال طائلة في تحريك هذه المنظمات، وأصبحت حقوق الإنسان تستخدم كسلاح اليوم في الصراعات السياسية والدبلوماسية بين الدول، وهو الأمر الذي يتطلب تدخل من الأمم المتحدة لمحاسبة هذه المنظمات المتحيزة ومن وراءها على استغلالها لقيمة سامية وعظيمة مثل حقوق الإنسان في حروب سياسية، وهذا ما نعمل عليه الآن من خلال المركز المصري لدراسات الديمقراطية الحرة، حيث نقود حملة دولية بعنوان "راقب هيومان رايتس ووتش" نوثق فيها كل ما يثبت تحيز المنظمة وتورطها في أعمال سياسية بغرض سحب الصفة الاستشارية التي تتمتع بها لدى الولايات المتحدة وفضح حقيقتها أمام العالم.

 

*لماذا لا تعد تعمل منظمات المجتمع المدني أجنبية داخل مصر؟

الأزمة بدأت في 2012م، حينما تم اقتحام بعض مقرات المنظمات الأمريكية والأوروبية التي كانت تعمل في مصر دون ترخيص أو أوراق رسمية، ثم ما تبع ذلك من فتح قضية المنظمات الأجنبية، وهذه كلها أسباب قوية جعلت من الصعب على هذه المنظمات الاستمرار في العمل داخل مصر.

 

 لكن ربما يكون القانون الجديد للجمعيات الأهلية الذي أقره الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل بضعة أشهر يكون بداية لتشجيع هذه المنظمات على العودة للعمل في مصر وفق القانون، خصوصًا أن في القانون الجديد هيئة متخصصة مهمتها الرئيسية هي تنظيم كل شيء يخص عمل هذه المنظمات الأجنبية سواء من حيث علاقتها مع الدولة أو مع المنظمات المحلية وإجراءات العمل وإصدار كل التصاريح الخاصة بها.

 

 

*ماذا عن تأخر الكونجرس الأمريكي في صدور قانون يصنف الإخوان كإرهابيين؟

يجب أن يصدر قرار إدراج الإخوان كتنظيم إرهابي عن وزارة الخارجية الأمريكية بناءً على قرائن وأدلة قانونية تثبت تورطهم في أعمال عنف وإرهاب حول العالم، والكونجرس يكون دوره هنا مجرد التصديق على القرار بعد صدوره، أو الضغط على الإدارة الأمريكية من أجل إصداره في المراحل الأولى، وهذا قد حدث بالفعل، حيث قدم أعضاء الكونجرس على مدار الثلاث أعوام الماضية 49 طلب منفصل للإدارة الأمريكية لإدراج الإخوان كتنظيم إرهابي، وما زال بعض النواب وأعضاء مجلس الشيوخ مثل تيد كروز يضغطون من أجل تحقيق ذلك، وسبق وقدمت اللجنة الاستخباراتية واللجنة القضائية داخل الكونجرس ما يفيد بضرورة تحرك الإدارة الأمريكية لاتخاذ هذه الخطوة.

 

وقد شارك المركز المصري لدراسات الديمقراطية الحرة في اجتماعات عدة داخل الكونجرس ومجلس الشيوخ والخارجية الأمريكية من أجل تقديم ما يثبت تورط الإخوان في أعمال عنف وإرهاب في مصر، والضغط من أجل التعجيل بإدراجهم كتنظيم إرهابي، وكان لدينا أمل أنه بعد تولي ترامب الحكم أن تكون هذه واحدة من أولى القرارت التي يتخذها، لكن للأسف هناك مقاومة شديدة من المؤسسات القضائية داخل أمريكا.

 

 كما أن هناك فريق لا يستهان به داخل الخارجية الأمريكية وداخل البيت الأبيض يرفض فكرة إدراج الإخوان كتنظيم إرهابي خوفًا على علاقة أمريكا بأنظمة وحكومات يسيطر عليها الإخوان مثلما هو الحال في تركيا والمغرب، أو مع دول تدعم الإخوان مثل قطر.

 

 لكن نحن على المستوى الشعبي من خلال الحملة الشعبية لإدراج الإخوان كتنظيم إرهابي ما زلنا مستمرون في الضغط من أجل إحداث خطوات جادة في هذه المسألة في المستقبل القريب.

 



*في رأيك هل عهد الإخوان انتهى أم سيعود بعد فترة؟

انتهى طبعًا، ولا يمكن أن يعود بأي حال! مصر تجاوزت كل هذه التعقيدات بالفعل، والإخوان لم يكونوا إلا مجرد خطأ مطبعي صغير في تاريخ مصر الطويل، وقد قمنا بإصلاحه بالفعل، واعتقد أن الدرس القاسي الذي أخذناه خلال تلك المرحلة وما تلاها من أعمال انتقامية دموية قام بها الإخوان لن يجعل من الممكن التصالح معهم على أي مستوى.

                                                                                            

*كيف ترين غياب المعارضة السياسية، واختصارها على فئة قليلة ك"حازم عبد العظيم؟

حازم عبد العظيم ليس معارضة سياسية! هو فقط شخص يعبر عن رأيه الخاص على تويتر، فالمعارضة السياسية تكون من خلال أحزاب وعمل سياسي في الشارع، وليس على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا نفتقده جزئيًا في مصر، طبعًا لأنه لدينا مشكلة بوجه عام في المسرح السياسي، حيث كان المشهد مقتصر لسنوات طويلة جديدة تحت حكم مبارك على عدد محدود من الأحزاب الكارتونية الغير مؤثرة، وهذا أدى لتجريف الحياة السياسية في مصر، وبعد الثورة تأسست مئات الأحزاب، لكن بسبب هذا التجريف، لم يكن لها دور إلا على الورق وسرعان ما تهاوت واختفت.

 

وكل هذا يبدو طبيعي بالنسبة للظروف المضطربة التي ممرنا بها السنوات الماضية، التجربة الديمقراطية في مصر ما زالت حديثة العهد، وعمرها لا يتجاوز الخمس سنوات، وسوف نقع في أخطاء كثيرة حتى تنضج التجربة ونصل إلى الدرجة التي تحقق فيها الديمقراطية بشكلها الناضج المكتمل ونبدأ نرى أحزاب حقيقية وعمل سياسي مؤثر، وهذه مسألة ستستغرق على الأقل عشر سنوات، لكن الخبر الجيد أننا نسير باتجاه تحقيق ذلك بالفعل، وعام بعد الآخر ينضج الشارع المصري سياسيًا بقدر أكبر وتأخذ الحياة السياسية في مصر في التشكل والنضج أيضًا.

 

 



*في رأيك، غياب المرشحين للرئاسة، هو لعدم القدرة على منافسة السيسي؟

المنافسة مفتوحة للجميع، والدولة تشجع عليها طول الوقت، والرئيس السيسي هو أول شخص يتمنى أن يجد من يستطيع أن يستكمل المسيرة ويرفع عنه هذا الحمل الصعب، لكن ببساطة لا يوجد مرشحين مؤهلين لهذه المهمة، لا يوجد بيننا من يمتلك الرؤية أو الأدوات أو الحماس والإخلاص الذي يمتلكه الرئيس السيسي، كما أن الفجوة ضخمة جدًا بين مكانة الرئيس السيسي في قلوب المصريين وإيمانهم به، وبين أي من الأسماء التي يطرحها الإعلام على أنهم مرشحين منافسين من وقت لآخر

                                                                                                                            

*ماذا عن علاقة الدولة بالشباب؟

قبل ثورة يناير، كانت هناك فجوة كبيرة بين الدولة والشباب على كل المستويات، بالرغم من أن ستين بالمائة من المواطنين وقتها كان عمرهم أقل من 35 عام، وهذا كان سببه أن الدولة نفسها كانت في مرحلة شيخوخة سياسية، أما اليوم فالدولة المصرية هي دولة شابة سياسيًا، وبالتالي هي أكثر قدرة على فهم الشباب والتعامل معهم، لا سيما أن الرئيس السيسي نفسه كان دائمًا منحازًا للشباب حتى قبل أن يأتي كرئيس، فهو من اتخذ قرار ضمن آخرين داخل المجلس العسكري أثناء ثورة يناير بالوقوف في صف الشباب الثائر في مواجهة مبارك، وهو من اتخذ القرار الشجاع وخاطر بحياته لتحقيق رغبة الشباب المتمردين في 30 يونيو على حكم الإخوان، حيث كان وزيرًا للدفاع وقتها، واليوم وبعد أن أصبح هو رئيس الدولة، يعقد اجتماعات دورية حقيقية مع الشباب لإدماجهم في عملية اتخاذ القرار، من خلال مؤتمرات الشباب وغيرها

*منذ أن تولى "السيسي" رئاسة مصر، في أي المجالات حقق نجاحًا أكثر؟

اعتقد أن الرئيس السيسي قد حقق نجاحات غير متوقعة وفي وقت قياسي على كافة الأصعدة التي وعد المصريين بالعمل عليها كرئيس مهمته إنقاذ مصر من انهيار محقق كنا على مشارفه بالفعل، حيث نجح الرئيس أولًا في تثبيت قواعد الدولة والتي كانت قد عانت من صدمات كبيرة خلال سنوات ما بين 2011 و 2014، ونجح في القضاء على الإرهاب بنسبة تتجاوز 90 بالمائة، وأعاد الشعور بالأمان للمصريين وهذا أمرًا كان قد يبدو مستحيلًا قبل توليه.

 

 كما نجح الرئيس في استعادة مكانة مصر على المستوى الدولي والإقليمي من خلال تحركات مدروسة بعناية على مستوى العلاقات الخارجية، كما قام الرئيس بوضع سياسات اقتصادية ورؤية وخطة لتطوير مصر اقتصاديًا في المراحل المقبلة، فضلًا على المشروعات العملاقة التي ترتبط بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مثل المشروعات السكنية والتنموية، هذا فضلًا على استكمال شكل الدولة بكافة مؤسساتها وزيادة القدرات العسكرية للجيش، والمبهر في الأمر أن هذا كله حدث في ثلاث سنوات فقط، في ظروف تعجيزية تمامًا.


* ماذا عن الأزمة القطرية، وتحليلك للسيناريوهات القادمة؟

للأسف لا يبدو أن الأزمة القطرية مقبلة على أي حلول في المستقبل القريب فالرباعي العربي مصمم على إثناء قطر عن دعم الإرهاب، وفي المقابل قطر تعاند وتتمسك بالإرهابيين أكثر وتتعامل معهم على أنهم جزء مهم من الكيان القطري، وهذا إلى حد ما حقيقي، لأن صغر حجم دولة قطر وضعف قدراتها العسكرية جعلها دولة غير قادرة على التأثير الحقيقي في السياسة الدولية، إلى أن لجأت قطر لفكرة خبيثة في التسعينات، مفادها رعاية التنظيمات الإرهابية في مقابل الحصول على الحماية من هذه التنظيمات واستخدامها كجيوش سرية عند الضرورة، وهذا ما حدث بالفعل، حيث قامت قطر باستخدام الجماعات الإرهابية التي ترعاها لمحاربة دول عربية مثل مصر، وعمل مواءمات سياسية مع دول مثل إيران وأمريكا، وفجأة أصبح لها صوت مسموع في العالم، وهذا ما لن تستطيع قطر التخلي عنه الآن، وستستمر في المحاربة للحفاظ عليه ضد الرباعي العربي.

 

 في المقابل الرباعي العربي لديه هدف نبيل نقدره تمامًا وهو القضاء على الإرهاب من رأسه، من خلال تجفيف منابع الدعم والتمويل التي ينعم بها، لذلك يضغطون على قطر بكل الوسائل لتتخلى عنهم.

 

 ويبدو لي أن المسألة ستستمر هكذا لحين يحدث تغيير سياسي داخل قطر، بمعنى أنه طالما استمرت أسرة تميم في الحكم، فلن يكون هناك أي حلول يمكن لها أن تضع نهاية لهذه الأزمة، ولا يعرف أحد متى يمكن أن يحدث ذلك، لأن التغيير يجب أن يتم بإرادة شعبية قطرية خالصة.