أحقاد الصحف الإسرائيلية تظهر بعد تأهل مصر لكأس العالم

العدد الأسبوعي

المنتخب المصري
المنتخب المصري


قرر أحد الصحفيين الإسرائيليين السفر إلى القاهرة فى عام 1990، بعد مشاهدته لمباراة مصر والجزائر بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم والذى أقيم آنذاك فى إيطاليا، أصيب الصحفى الإسرائيلى بالدهشة من احتشاد ما يزيد على 100 ألف متفرج فى استاد القاهرة، لمشاهدة مباراة كرة قدم، لذلك قرر السفر إلى القاهرة لحضور مباراة بين الأهلى والزمالك؛ لمتابعة هذا المشهد المهيب عن قرب.

تجسد هذه الواقعة حالة الدونية والنقص الذى تشعر به إسرائيل منذ نشأتها تجاه مصر، عند عقد مقارنة بينهما فى أى مجال، وفى المجال الرياضى على وجه التحديد، تجد إسرائيل نفسها على بُعد مسافة كبيرة من الإنجازات التى حققتها مصر، سواء فى الأولميمبياد أو البطولات الدولية، لذلك تأخذ المواجهات الرياضية النادرة بين الجانبين اهتماماً غير عادى لديهم.

ولكن.. اللافت للنظر بصورة كبيرة هو الموقف العدائى الذى تتخذه الصحافة الإسرائيلية دوماً من الإنجازات المصرية الرياضية، فبعد ساعات قليلة من صعود مصر إلى مونديال روسيا 2018، خرجت عناوين الصُحف والمواقع العبرية حاملة عبارات تشكيك فى الإنجاز الذى تحقق، وكتب موقع قناة «سبورت 1»، خلال تغطيته للحدث، عنواناً صادماً: «بضربة جزاء مشكوك فى صحتها.. مصر تتأهل للمونديال». صحيفة «إسرائيل اليوم» كتبت تحت عنوان «المصريون جعلوا من محمد صلاح إلهاً»، مصر انتظرت 28 عاماً كاملة، حتى ظهر لاعب وحيد اسمه صلاح، الذى أحرز هدفه الدولى رقم 33 وأنقذ مصر من مصير مجهول الشهر القادم فى غانا، لذا تمت ترقيته لدرجة إله، وسخرت صحيفة يديعوت أحرونوت من احتفالات الإعلام المصرى بالصعود، وكتبت تحت عنوان «مصر تحتفل وتردد..صعدنا للمونديال رغم أنف الأعداء»، فى إشارة إلى العبارة التى أطلقها الإعلامى أحمد موسى، الذى قال بعد انتهاء المباراة، إن مصر انتصرت رغم أنف الأعداء والمجرمين، وعلى رأسهم قطر وقناة الجزيرة، وأشارت الصحيفة إلى قرار رئيس الجمهورية بمنح مليون ونصف المليون جنيه، كمكافأة للصعود، وأوضحت أن المبلغ يوازى نحو 300 ألف شيكل فقط، وفى محاولة للتقليل من شأن محمد صلاح، كتبت الصحيفة، أنه تلقى تعليمًا صناعيا عندما كان صغيراً، وأن محافظ الغربية قرر فور انتهاء المباراة، إطلاق اسمه على مدرسته الصناعية.

ربما يكون أكثر ما أزعج الإسرائيليين بعد اللقاء هو التظاهرات الضخمة التى انطلقت من أنحاء غزة، للتعبير عن فرحة أهالى غزة والفلسطينيين بتأهل مصر للمونديال العالمى، وأكدت الصحيفة على ذلك، وأشارت إلى وجود أعداد كبيرة من الفلسطينيين، حرصوا على مشاهدة المباراة فى الشوارع والمقاهى، وتشجيع المنتخب المصرى، واحتشدت بهم الطرقات بعد المباراة، للاحتفال بالمنتخب المصرى، «ذلك على الرغم من محالات الوقيعة بين الشعبين فى السابق».

آراء الجمهور الإسرائيلى التى خرجت بعد المباراة، جاءت عدائية فى معظمها، وكتب أحدهم «منتخب مصر سيخسر بنتائج ثقيلة هناك، نتائج لم يعرفها من قبل»، وكتب آخر «مصر تلعب تصفياتها فى إفريقيا عكس منتخب إسرائيل الذى يلعب مع منافسين من أوروبا»، وكتب ثالث «الهدف الأول لمصر من تسلل واضح.