جدل حول قانون "رخصة الإنجاب".. برلمانيون: غير مقنع.. وأحمد كريمة: سيؤدي إلى عواقب وخيمة

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أثار المتحدث باسم منظمة العدل والتنمية، زيدان القنائي، جدلًا بعد عرضه لمقترح "رخصة الانجاب"، وهو أحد الطرق الجديدة لمعالجة المشكلة السكانية، حسبما ذكر.

 

وينص المقترح على إعطاء رخصة لكل زوجين بعد الزواج مباشرة لمدة 5 سنوات بمعدل إنجاب طفل واحد وتجدد الرخصة لفترة ثانية فقط، على أن يكون لدى الأسرة طفلين فقط على مدار 10 سنوات فقط، مع وجود بعض العقوبات للأسر المخالفة، وفي حالة وجود طفل ثالث يتم حرمانة من دعم الدولة.

 

وفي هذا الصدد اختلفت الآراء حول هذا المشروع بين البرلمانيين وعلماء الدين، حيث عارضه البعض جملةً وتفصيلاً، بينما وافق البعض الآخر على جزء منه دون الآخر.

 

غير عقلاني

وقالت عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب الدكتورة آمنة نصير، إن مشروع رخصة الإنجاب غير عقلاني وخارج عن واقعية التطبيق، موضحةً أن تنظيم الأسرة لا يأتي بإصدار رخصة للإنجاب أو منعه ولكن يأتي عن طريق رفع الوعي لدى الأسر.

 

أمانة أمام الله

وأكدت "نصير" في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن الإنجاب مسئولية وأمانة أمام الله والمجتمع، لذلك يجب أن تدرك الأسر ضوابط الإنجاب وأصوله ومدى مقدرتها على ما تنجب من رعاية صحية وجسدية ونفسية وتعليمية، لافتةً إلى أن توافر هذه الضوابط في الأسر ليس لها رقيب سوى الضمير والمسئولية داخل الأسرة نفسها فقط.

 

من المسئول؟

وتسائلت "نصير" حول من سيكون المسئول عن إصدار هذه الرخص هل ستكون الدولة أن البرلمان أم العمدة أم شيخ البلد؟.

 

مشروعية التطبيق

ووجهت رسالة إلى كل من يريد إصدار مشروع قانون بأن يكون لديه الوعي بمشروعية التطبيق ويسره داخل الأسرة المصرية، مشيرةً إلى أن ما يتعدى هذه الضوابط ومشروعية التطبيق يعتبر من باب التهريج.

 

من ينجب أكثر من طفلين يتكفل بمصاريفه

وفي السياق ذاته اتفقت النائبة كارولين ماهر، عضو لجنة التضامن الاجتماعي، مع التوقف عن دعم الطفل الثالث في الأسر المصرية، قائلة: "هذا مقترح يمكن مناقشته، فمن يريد إنجاب أكثر من طفلين عليه التكفل بمصاريفه".

 

رخصة الانجاب صعب تطبيقها

وأوضحت "ماهر" في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنها ضد وجود رخصة للانجاب كل خمس سنوات، معللةً ذلك بأن هناك أسر لا يمكنها الانجاب بعد 5 سنوات على سبيل المثال لوجود مرض ما، أو عائق، مضيفةً: "من الممكن أن يكون متاح لكل أسرة انجاب طفلين فقط ولكن دون تحديد مدة زمنية لذلك".

 

مواجهة المشكلة السكانية

وأشارت إلى أن الأسر التي تحتاج إلى دعم في مصر هي من تقوم بانجاب أكثر من طفلين؛ لذلك من الممكن مواجهة ذلك بأن الدولة تتوقف عن دعم الثالث، وتترك لهم حرية الاختيار في ذلك.

 

إطار جديد للمقترح

واستكملت: "في حالة تقديم المقترح إلى البرلمان وعرضه علينا سيتم وضع إطار أفضل له، لمعالجة نقطة الالتزام بخمس سنوات"، مضيفه أن تطبيق مقترح أن انجاب طفل ثالث لا تتكفل الدولة بدعمه، من الممكن أن يعالج المشكلة السكانية.

 

حق للزوجين

وبشأن رأي الدين في هذا المقترح، قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن إنجاب الذرية في الشريعة الإسلامية حقً للزوجين؛ لأن من ثمار ونتائج عقد الزواج الصحيح الانجاب، فليس لأحد أن يمنعهم، حسبما ذكر.

 

الترشيد واجب بالاقناع والتوعية

وأضاف "كريمة" في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه يجب أن يتم ترشيد الانجاب، ولكن بالتوعية، والاقناع، والإعلام الصحيح، من جانب دعاة المسلمين، والرعاة للمسيحين.

 

وسائل الترشيد لم ينهى عنها الرسول

وأكد على أن الرسول لم ينهى عن العزل؛ وهي أحد وسائل منع الحمل قديمًا؛ لذلك أساليب تنظيم الأسرة حاليًا هي شرعية، مشددًا على أهمية أن يكون الأمر عن اقتناع بين الزوجين.

 

لا يجوز شرعًا الأمر دون اقتناع في "الانجاب"

وتابع: أن يأتي أمر كما هو الحال في مقترح"رخصة الانجاب"، هذا أمر سيؤدي إلى عواقب وخيمة وفتن في المجتمع، نحن في غنى عنها، وهو أمر مخالف شرعًا ودستورًا وعُرفًا في حالة تطبيقه سيطعن عليه.

 

تكفل الأسرة بمصاريف الطفل الثالث جائز

ولفت "كريمة"، إلى أن أمر انجاب طفلين، وأن الثالث يتكفل برعايته الأسرة، هو جائز، بعد الاتفاق بين المجامع الفقهية، والكنسية على ذلك، رافضًا أن يكون هناك عقوبة؛ لمنع وجود احتقان وفتن.