د. ماريان جرجس تكتب: أوركسترا (صناع البلبلة)

ركن القراء

د. ماريان جرجس
د. ماريان جرجس


ترقد فى ذاكرة التاريخ تهديدات كثيرة من قيادات بعينها هددت بإحراق قلب مصر ان لم يتم المراد لهم وجاءت لهم الريح بما تشتهى سفنهم, دفاعًا عن الأهل والعشيرة.

ولكن عندما سكنت أصوتهم ولم يُعد أحد يعبأ بما يقولون حتى تنصل الكون من صدى ذلك الصوت لانه صوت الباطل، بعدما فرغ صوتهم من النباح, قرروا أن يقيموا محطات تشويش على أصوات الاخرين بصناعة الشغب والبلبلة فى أى حدث مهما كان حجمه.

وبعد قرابة انتهاء الفترة  الرئاسية الأولى وحلمهم الضائع عن الشرعية المزعومة يبحث اليوم الإخوان عن طريقة جديدة للتشويش على أصوات الحملات المؤيدية والداعمة للرئيس فى الفترة القادمة.

من حق أى مواطن أن يدعم من يراه مناسبا وأن يكون له حرية الاختيار والانتخاب الذى يكفلها النظام والدستور بكل احترام ولكن  تيارات الاسلام السياسى بكل أطيافها المستترة تحت عباءة الدين لا تحترم الدستور ولا القانون ولا المختلف معها فى الأهواء من البداية.

ولأن الغاية تبرر التشويش المقصود !! بدأت تلك التيارات الاندساس وسط صفوف تلك الحملات والجموع التى تؤيد وتعلن رأيها لتشويه المشهد، ولذا من الواجب توخى الحذر لان ليس لديهم مايفعلوه الان سوى صناعة البلبلة فهم يعلمون مليًا أنهم فقدوا الوسيلة الوحيدة التى كانت تجدى وهى لغة التواصل مع الشارع والمواطن البسيط.

يجب على الحركات الوطنية الشعبية والحملات المؤيدة أن تتوخى الحذر من دس عناصر غريبة أو حسابات شخصية ولجان إلكترونية غامضة أو حملات مجهولة المصدر واستمارات مجهولة وربما يكون الغرض منها على أقل تقدير هو جس نبض الشارع وقياس مدى شعبية الرئيس وحصر الأعداد وتمييز الأطياف والفصائل التى مع أو ضد أو حتى تشويه المشهد وجعله بشكل مبتذل ظنًا منهم أن ذلك سيتأتى بثمار ويقللوا من الأعداد التى تحتشد للتأييد.

ولكن مازال طيف الغباء السياسى يحلق حول رؤوس تلك التيارات.. فما ينفك أن يحتشدوا لفعله حمقاء مثل تلك الطرق الرخيصة حتى يجنوا عواقبها.. فاذا انكشف أمر تلك المخططات التى لا ترقي أن تكون حراك سياسى من أى نوع بل أفعالا صبيانية حمقاء ليخسروا أكثر وأكثر من إحترام الشعب لهم ويهينوا رايات التدين التى يستترون وراءه باسم هوى النفس.

متى ينمو لوعى تيارات الاسلام السياسى – الغير دينية- أنهم من الممكن أن يكونوا مواطنين طبيعيين؟ متى يتخلصوا من هوية البنا التى تخاطب بواطنهم، قائلة "إن لم تكن فى الحكم وتحصل على ما تريد.. كن مجرمًا فى حق بلدك ومارس كل أنواع التدنى السياسى"؟.