نصائح هامة لمتداولي الذهب

الاقتصاد

بوابة الفجر


يرى البعض أن التداول في سوق الذهب هو واحد من أصعب أنواع المتاجرة في الأصول المالية – وهو قول لا يبعد كثيراً عن الحقيقة. يرتبط سعر الذهب بعلاقات متشابكة مع العديد من الأسواق والأصول الأخرى وهو ما يجعل من الضروري مراعاة بعض الاعتبارات الهامة، والتي تبنى بصفة رئيسية على ملاحظات وتجارب متداولي المعدن النفيس خلال العقود الماضية. وبعد خبرة طويلة في مجال تداول الذهب يمكننا أن نشارك مع القارئ العزيز بعض الملاحظات والنصائح من واقع تجاربنا السابقة. نأمل أن يجد القارئ في هذه النصائح الفائدة المرجوة وأن تقدم له المساعدة في اتخاذ قرارات سديدة.

تقليل نسبة صفقات الذهب في المحفظة الاستثمارية - النظرة التقليدية للذهب تصنفه كأحد أصول الملاذ الآمن حيث يحتفظ بقيمته في الأوقات التي تتراجع فيها قيمة فئات الأصول الأخرى. ولهذا يجب دائماً على متداول المعدن الأصفر النظر إلى الوضع القائم في أسواق الأسهم والسندات والسلع الأخرى قبل تحديد طبيعة المراكز التي سيتخذها في سوق الذهب. يلجأ معظم المستثمرين إلى اقتناء الذهب كنوع من التأمين في أوقات عدم اليقين السياسي والاقتصادي، حيث تتقدم أولويات الحفاظ على القيمة وتأمين الاستثمار على متطلبات البحث عن العوائد.

وكقاعدة عامة، ينصح الخبراء بألا تتجاوز نسبة الذهب 5% من إجمالي المحفظة الاستثمارية، فيما يوصي البعض الآخر بألا تتجاوز هذه النسبة 3 بالمائة بالنسبة للمتداولين المحافظين.

استخدم مؤشر الاستوكاستيك - يعتقد العديد من متداولي الذهب على أساس التحليل الفني، استناداً إلى خبراتهم السابقة، أن متذبذب الاستوكاستيك يعطي إشارات موثوقة عند تداول المعدن النفيس. وبشكل عام تبدو المؤشرات التقليدية أكثر ملائمة للذهب باعتباره واحدة من فئات الأصول التي تتمتع بسيولة هائلة وبالتالي تكون أكثر ميلاً لاحترام المستويات الفنية الرئيسية خلال الأوقات التي لا تشهد متغيرات اقتصادية أو مالية جوهرية.

برغم ذلك، هناك أيضاً العديد من المؤشرات الأخرى التي يراها البعض مفيدة في تداول المعدن النفيس. وبغض النظر عن نوعية المؤشر الذي تنوي استخدامه، ننصح دائماً بألا يستسلم المتداول لأي أفكار أو قوالب جامدة بل يسعى إلى تطوير أدوات التداول بصفة مستمرة لتتلاءم مع طبيعته الشخصية وأيضاً الظرف العام الذي يمر به السوق. على سبيل المثال، يلجأ كثير من المتداولين إلى استخدام إعدادات متحفظة لمؤشر القوة النسبية، أي الانتظار حتى كسر المستوى 70 للدخول في صفقات بيع أو المستوى 30 قبل الدخول في صفقات الشراء. يمكن للمتداول تقليل الخط الفاصل بين مناطق ذروة الشراء والبيع بحسب خبراته السابقة وحتى لا تفوته فرص تداول على بعد نقاط قليلة من المستويات التقليدية المتعارف عليها في توليد إشارات البيع والشراء.

استخدم خطوط الاتجاه والقنوات السعرية ــــ أثبتت هذه المؤشرات الفنية جدواها في رسم حدود الدعم والمقاومة حتى على مستوى الأسواق الأخرى المرتبطة بالمعدن الأصفر مثل أسهم شركات التعدين. يبدي سعر الذهب بشكل عام احترام ملحوظ لمستويات الدعم والمقاومة الرئيسية وهو ما يسهل نسبياً من تداول المعدن كما يجعله جزء رئيسي من محافظ المستثمرين الأكثر تحفظاً.

الانتباه إلى أحجام التداول – يعتبر حجم التداول واحد من أهم العوامل التي يتجاهلها كثيرون كأحد المحددات الهامة لتفسير الاتجاهات الحالية والمتوقعة. على سبيل المثال، فإن تزامن القفزات السعرية مع تزايد حجم التداول يعتبر مؤشر موثوق على البدء في ترند صعودي متماسك. أما إذا كانت القفزة الصعودية، أو حتى الهبوطية، تتزامن مع تضاؤل أحجام التداول فإن هذا، وعلى العكس من الانطباع الأولي، قد يكون مؤشر على نهاية الحركة الرئيسية واقتراب السعر من مرحلة الانعكاس أو على الأقل التصحيح الفني.

الانتظار حتى تأكيد الاختراقات السعرية ــــ كما ذكرنا آنفاً، يميل الذهب إلى احترام القنوات والنطاقات السعرية التي يتحرك في إطارها لفترة زمنية طويلة. يعني ذلك أنه من الضروري عدم التسرع وراء الاختراقات السعرية التي تُنبئ بحدوث انعكاس في مسار الاتجاه الرئيسي. تشير الخبرات السابقة إلى أن كثير من هذه الاختراقات تكون مؤقتة بطبيعتها ويعاود السعر بعدها سريعاً السير في ركاب الاتجاه السابق. لهذا ننصح دائماً بالانتظار حتى رؤية ثلاثة إغلاقات متتالية، ويفضل إغلاق أسبوعي بالنسبة لمتدولي المدى الطويل، قبل الدخول في صفقات جديدة بناء على التوقعات بنشوء اتجاهات مغايرة.

تحليل العلاقات مع الأسواق الأخرى ــــ اتساقاً مع الفكرة السابقة والتي أشرنا فيها إلى العلاقة القوية التي تربط بين سعر الذهب وأسواق الأصول الأخرى مثل الأسهم والسندات وغيرها، ننصح دائماً بمراجعة بعض معدلات القيمة التي تربط بين سعر الذهب وأسواق أخرى مثل مؤشرات الأسهم. هناك عدد كبير من هذه النوعية من المؤشرات مثل العلاقة بين سعر الذهب ومؤشر الدولار الأمريكي والعلاقة بين سعر الذهب ومؤشر S&P 500 وغيرها الكثير. تساعد مراقبة هذه النسب السعرية والربط بينها في إعطاء صورة أكثر وضوحاً خصوصاً أثناء التحركات المؤقتة التي لا تستند إلى تغيرات جوهرية في توجهات المستثمرين بحسب ما تعكسه بيانات الأسواق الأخرى.