الجيش العراقي والبيشمركة يجتمعان لأول مرة رسميا لنزع فتيل الاشتباكات

عربي ودولي

بوابة الفجر


عقد قادة من الجيش العراقي والبيشمركة، السبت، أول اجتماع رسمي منذ تصاعد التوتر بينهما، وخوضهما اشتباكات متقطعة الأسبوع الماضي في المناطق المتنازع عليها شمالي البلاد.

يأتي الاجتماع في مسعى للتوصل إلى اتفاق لإعادة انتشار القوات العراقية في المناطق المتنازع عليها، وتسليم حكومة الإقليم المنافذ الحدودية مع دول الجوار للحكومة المركزية.

وعقد الاجتماع في مقر قيادة عمليات نينوى (تابعة للجيش) بمدينة الموصل (شمال)، وترأسها من جانب بغداد رئيس أركان الجيش عثمان الغانمي.

وقال الغانمي في تصريح مقتضب للصحفيين في نهاية الاجتماع، إن الجانبين تناولا عودة قوات الإقليم إلى حدود عام 2003 (تشمل محافظات أربيل ودهوك والسليمانية)، وتسليم المنافذ الحدودية للقوات الاتحادية.

وأضاف "تم الاتفاق على العديد من النقاط (لم يحددها)، لكن وفد البيشمركة (قوات الإقليم) لم يعط موافقة نهائية لحين الرجوع إلى رئاسة الإقليم (في أربيل)، ومن ثم إبلاغ القوات العراقية بموقفهم النهائي".

ولم يدل الوفد الكردي الذي كان برئاسة وزير داخلية الإقليم كريم سنجاري بالوكالة عن وزير البيشمركة، أي تصريح للصحفيين عقب الاجتماع.

وعلى مدى الأسبوع الماضي، التقى عدة مرات القادة الميدانيون لقوات الجانبين عندما كانت القوات العراقية تتقدم للانتشار في المناطق المتنازع عليها.

اللقاءات غير الرسمية كانت تتناول في الأغلب طلب القوات العراقية من البيشمركة التراجع تجنبا لوقوع تصادم.‎

وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل، عقب إجراء إقليم الشمال استفتاء الانفصال الباطل في 25 سبتمبر / أيلول الماضي، الذي تؤكد الحكومة العراقية "عدم دستوريته"، وترفض الدخول في حوار مع الإقليم لحين إلغاء نتائجه.

وفرضت القوات العراقية خلال حملة أمنية بدأت في 16 أكتوبر / تشرين الأول الجاري، السيطرة على الغالبية العظمى من مناطق متنازع عليها بين الجانبين، بينها كركوك، دون أن تبدي البيشمركة مقاومة تذكر.

لكن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين على مدى الأيام القليلة الماضية، عندما حاولت القوات العراقية الوصول إلى معبر بري مع سوريا خارج مناطق النزاع، ويقع ضمن حدود محافظة دهوك في إقليم الشمال.

وكان رئيس الوزراء العراقي (القائد العام للقوات المسلحة) حيدر العبادي، قد أمر أمس الجمعة بإيقاف حركة القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها لمدة 24 ساعة.

أمر رئيس الوزراء جاء لفسح المجال أمام فريق فني مشترك يتولى مهمة نشر القوات الاتحادية في تلك المناطق فضلا مع معبر فيشخابور.

ويقع معبر فيشخابور على نهر دجلة، على بعد نحو 50 كم غرب مدينة دهوك ضمن حدود إقليم الشمال، وأنشئ عام 1991، ويعد المنفذ الوحيد الذي يربط الإقليم بسوريا على مقربة من حدود تركيا.