مي سمير تكتب: كيف تقوم وكالة المخابرات المركزية بتجنيد العلماء؟

مقالات الرأي



■ "سى آى إيه" تستغل شركة أسسها عملاء سابقون بالجهاز لدعوة علماء الطاقة النووية إلى واشنطن


«من أجل إغراء العلماء النوويين ترسل وكالات التجسس الأمريكية بشكل روتينى وكلاءها للمؤتمرات الأكاديمية أو تنظم مؤتمرات وهمية، لنفس الغرض» بهذه العبارة افتتح الصحفى الأمريكى دانيال جولدن، كتابه «مدارس التجسس: كيف استطاعت وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالية والاستخبارات الأجنبية استغلال جامعات أمريكا سراً»، الصادر خلال أكتوبر الماضى، ويكشف جولدن الحائز على جائزة بوليتزر، فى الكتاب كيف أصبحت الأوساط الأكاديمية هدفاً رئيسيا لوكالات الاستخبارات الأمريكية.

يكشف كتاب «مدارس الجاسوسية»، الذى ارتكز على بحث مطول وتقارير رسمية وشهادات من عاملين سابقين فى المخابرات الأمريكية، أن العولمة التعليمية المتمثلة فى تدفق الطلاب والأساتذة الأجانب وتدفق الأمريكيين للدراسة والتدريس والمؤتمرات فى الخارج حولت التعليم العالى فى الولايات المتحدة إلى خط أمامى للتجسس الدولى.

يؤكد الكتاب أن أجهزة الاستخبارات تنتشر فى المختبرات، والفصول الدراسية، والقاعات، من بلدان مثل الصين وروسيا وكوبا التى تسعى لمعرفة الرؤى المستقبلية للسياسة الأمريكية، بالمثل يحرص مكتب التحقيقات الفيدرالية ووكالة المخابرات المركزية على التنصت على الطلاب الدوليين واستغلال بعض أعضاء هيئة التدريس كجواسيس وفى المقابل تتجاهل الجامعات أو تتغاضى عن هذا التدخل الاستخباراتى، رغم التعارض بين قيمها وثقافة التجسس.

ويرى الكتاب أن بفضل استغلال الحماس الوطنى والخوف فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر، تسللت وكالة المخابرات المركزية وغيرها من أجهزة الأمن إلى كل جانب تقريباً من جوانب الثقافة الأكاديمية، وقامت بتجنيد الأساتذة وطلاب الدراسات العليا وحتى الطلاب الجامعيين للعمل كجواسيس، ويكشف جولدن عن هذا النشاط فى الحرم الجامعى المروع من قبل وكالة المخابرات المركزية التى عملت أيضاً على تنظيم المؤتمرات الأكاديمية فى محاولة لتجنيد العلماء من مختلف أنحاء العالم.


1- مشهد درامى

قدمت جريدة الجارديان البريطانية عرضاً للكتاب، وافتتحت الجريدة عرضها للكتاب بمشهد درامى،.. طرق وكيل وكالة المخابرات المركزية بهدوء على باب غرفة الفندق، بعد الخطب الرئيسية، وحلقات النقاش والعشاء، وذهاب أغلب المشاركين فى المؤتمر للنوم، حيث أظهرت المراقبة السمعية والبصرية للغرفة التى يقف أمامها عميل المخابرات الأمريكية أن العالم النووى من فيلق الحرس الثورى الإسلامى كان لا يزال مستيقظاً ووفقاً لشخص مطلع على هذا اللقاء، الذى حدث قبل عقد من الزمان، كانت الوكالة تجهز للأمر قبله بعدة أشهر، من خلال جهة أعمال تعمل بشكل سرى لصالح المخابرات، حيث قامت بتمويل المؤتمر وإقامته فى مركز خارجى للبحث العلمى.

وتتولى المخابرات مهمة دعوة المتحدثين والضيوف، وزرع العملاء بين عمال المطبخ وغيرهم من الموظفين، فقط حتى يتمكن عملاؤها من لقاء الخبير النووى الإيرانى، وإبعاده لبضع دقائق عن حراسه والتحدث معه بشكل مباشر، ولإظهار صدقه وحسن نية، وضع عميل المخابرات المركزية يده على قلبه وهو يتحدث مع العالم الإيرانى الذى فتح له الباب وقال له: «سلام حبيبى، أنا من وكالة المخابرات المركزية، وأريدك أن تسير معى إلى الطائرة المتجهة إلى الولايات المتحدة».

ويمكن للعميل الاستخباراتى قراءة ردود الفعل التى انطبعت على وجه العالم الإيرانى وكانت مزيجا من الصدمة والخوف والفضول، ومن الخبرة السابقة فى التعامل مع المنشقين، كان عميل المخابرات الأمريكية يعلم الأسئلة التى تغمر عقل العالم: ماذا عن عائلتى؟ كيف ستحمينى؟ أين سأعيش؟ كيف يمكننى دعم نفسى؟ كيف يمكننى الحصول على تأشيرة؟ هل لدى الوقت لحزم الأمتعة ؟ ماذا يحدث إذا قلت لا؟ بدأ العالم يسأل ولكن العميل قال له: «أولاً، الحصول على دلو الثلج»، وذلك حتى إذا استيقظ أى من الحراس يمكنه أن يقول لهم إنه ذاهب للحصول على بعض القطع الثلجية.


2- مسرح عمليات

وفى أكثر من أى مجال أكاديمى آخر، استسلمت المؤتمرات للعبة التجسس، وبفضل العولمة، أصبحت هذه الطقوس الاجتماعية والفكرية فى كل مكان، وانتشرت المؤتمرات العلمية فى كل مكان فى العالم، ورغم التقدم العلمى والتكنولوجى الذى يتيح فرصة تبادل الأفكار والآراء عبر وسائط متعددة إلا أن للمؤتمرات العلمية مكانة لا تهتز، المشاركة فيها تمنح الباحثين مكانة علمية وتساعد على نشر أعمالهم فى المجلات العلمية.

ولكن اليوم يمكن قياس أهمية المؤتمر ليس فقط من قبل عدد الفائزين بجائزة نوبل أو أكسفورد المشاركين فى المؤتمر، ولكن من قبل عدد الجواسيس الذين ينتشرون فى أروقته، حيث يتدفق ضباط المخابرات الأمريكية على المؤتمرات باعتبارها أفضل أماكن صيد العملاء الجدد، فى حين قد يتضمن الحرم الجامعى واحدا فقط أو اثنين من الأساتذة المهتمين بخدمة المخابرات، أما المؤتمر المناسب فقد يتضمن العشرات من العاملين لصالح المخابرات خاصة إذا كان يتناول قضايا مثل تكنولوجيا الطائرات بدون طيار أو يتعرض لقضية مثل مكافحة تنظيم داعش، ويقول عضو سابق فى جهاز المخابرات: «كل جهاز استخباراتى فى العالم يقوم بعمل المؤتمرات ورعاية المؤتمرات ويبحث عن سبل لجلب الناس إليها».

يقول مارك جاليوتى، الباحث فى معهد العلاقات الدولية فى براج والمستشار الخاص السابق لمكتب الخارجية البريطانية: «التجنيد هو عملية طويلة من الإغراء.. والمرحلة الأولى تبدأ بمجرد عبارة عابرة وطريفة فى مؤتمر ثم لقاء ثان فى مؤتمر آخر».

فى عام 2011، حذر مكتب التحقيقات الفيدرالية الأكاديميين الأمريكيين من ضرورة توخى الحذر بشأن المؤتمرات، مستشهدا بهذا السيناريو: «يتلقى الباحث دعوة لتقديم ورقة بحثية فى مؤتمر دولى. فى المؤتمر، يطلب المضيفون نسخة من العرض ثم يطلبون ربط محرك إدارة العرض فى المؤتمر مع جهاز الكمبيوتر المحمول للباحث، ودون علم الباحث، يتم تحميل كل الملفات ومصدر بيانات من جهاز الكمبيوتر الخاص به».


3- لعبة أمريكية

على الجانب الآخر يستغل مكتب التحقيقات الفيدرالية ووكالة المخابرات المركزية المؤتمرات أيضاً فى أحد التجمعات فى الولايات المتحدة، اعترف عضو سابق فى مكتب التحقيقات الفيدرالية قائلاً : «يحاول ضباط المخابرات الأجنبية تجنيد الأمريكيين، ونحن نحاول تجنيد الأجانب»، وتشارك وكالة المخابرات المركزية فى مؤتمرات بطرق مختلفة، فهى ترسل ضباطا إليها، أو تقيم المؤتمرات من خلال الشركات التى تعمل كواجهة لها فى واشنطن، على أمل تجنيد المنشقين المحتملين من البلدان المعادية.

وتراقب وكالة المخابرات المركزية المؤتمرات فى جميع أنحاء العالم وتحدد تلك التى تثير اهتمامها، ولنفترض أن هناك مؤتمراً دولياً فى باكستان حول تكنولوجيا الطرد المركزى، فى تلك الحالة ترسل وكالة المخابرات المركزية عميلاً سرياً، أو تجند أستاذا يشارك بالفعل فى المؤتمر، وفى حال مشاركة عالم نووى على سبيل المثال من إيران فى ذلك المؤتمر، فى تلك الحالة يتم استهدافه للتجنيد فى العام المقبل.

إن المعلومات الاستخباراتية التى يتم الحصول عليها من المؤتمرات الأكاديمية يمكن أن تشكل السياسة، على سبيل المثال مثل هذه المعلومات ساعدت فى إقناع إدارة جورج دبليو بوش - كما يبدو - بأن صدام حسين لا يزال يطور أسلحة دمار شامل فى العراق.

يقول جون كيرياكو ضابط مكافحة الإرهاب السابق فى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فى مذكراته التى صدرت عام 2009: «ما كان يلاحظه جواسيسنا هو بالطبع أن العلماء العراقيين المتخصصين فى الكيمياء وعلم الأحياء وبدرجة أقل الطاقة النووية ظلوا يظهرون فى الندوات الدولية.. وقدموا أوراق عمل واستمعوا إلى عرض الآخرين وقدموا ملاحظات غريبة وعادوا إلى الأردن، حيث يمكنهم الانتقال براً إلى العراق».

ويكون بعض هؤلاء الجواسيس استخلصوا الاستنتاجات الخاطئة لأنهم يفتقرون إلى درجات علمية متقدمة فى الكيمياء أو البيولوجيا أو الطاقة النووية. وبدون الخبرة، قد يسيء الوكلاء فهم الموضوع، أو قد يتعرضون للخداع، ويقول جين كويل، الذى عمل لدى وكالة المخابرات المركزية فى الفترة من 1976 إلى 2006، فى المؤتمرات التى استضافتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى فيينا، حول موضوعات مثل الهيدرولوجيا النظرية والطاقة الانصهارية: «ربما يكون هناك مزيد من ضباط المخابرات الذين يجوبون الممرات أكثر من العلماء الفعليين.. وأن إرسال أحد رجال المخابرات يعنى ببساطة أن العميل الأمريكى لن يتمكن من الحديث كثيراً مع غيره من العلماء، ويرجع ذلك إلى أن المجتمع الأكاديمى ضيق للغاية ويكفى أن يدعى العميل أنه تخرج من كلية ما ليجد عددا لا حصر له من الأسئلة حول مدى معرفته بأعضاء وخريجى هذه الكلية العلمية، وبدلاً من ذلك، يقول كويل، يمكن للوكالة أن تجند الأستاذ المناسب من خلال قسم الموارد الوطنية فى جهاز المخابرات، وهى إدارة سرية لديها علاقة عمل مع عدد من العلماء، وتتولى هذه الإدارة اختيار العلماء المناسبين لحضور المؤتمرات».


4- خطة عمل

يكشف الكتاب من خلال أحد عملاء المخابرات المركزية الأمريكية الذى حرص على إخفاء شخصيته واكتفى بالإشارة إليه بحرف آر، كيف يتم تجنيد العلماء المستهدفين الذين يطلق عليهم فى المخابرات الأمريكية اسم حركى هو «البامب»، ويؤكد العميل آر، أنه كان بارعاً فى مثل هذه العمليات كما أنها ليست صعبة.

بين عمليات التجنيد المتنوعة، كان العميل آر يبحث فى قائمة المؤتمرات القادمة، ويختار مؤتمرا، ويحدد العالم المستهدف الذى يبدو من المرجح أن يشارك بعد أن تحدث مرتين على الأقل فى نفس الحدث فى السنوات السابقة، بعد ذلك يطلب العميل آر من المتدربين فى وكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومى جمع كافة المعلومات الممكنة عن الهدف قبل أن يقدم طلب تمويل للعملية مع ضمان سرية الطلب.. وبعد ذلك تبدأ مرحلة وضع غطاء له، وعادة يذهب كرجل أعمال، ولضمان عدم كشف هذا الغطاء يتم اختراع اسم الشركة، وبناء موقع على الإنترنت وطبع بطاقات الأعمال إلى جانب إنشاء سجلات الفوترة والهاتف وبطاقات الائتمان للشركة غير الموجودة.

يضيف العميل آر أنه يبدأ فى التقرب من الهدف «البامب»، بشرط أن يتم ذلك بشكل منفرد وليس أمام الآخرين، حيث يستغل أن أغلب العلماء يعانون من الخجل الاجتماعى وبالتالى مجرد إلقاء تحية على الهدف يعنى أن وجه العميل آر انطبع فى ذاكرته إلى الأبد، وبعد بضعة أيام، يدعو العميل آر العالم لتناول الغداء أو العشاء ثم يبدأ فى الحديث عن أن شركته مهتمة بمجال العالم، وترغب فى دعم عمله.

ويقول العميل آر: «كل الأكاديميين الذين التقيت بهم يحاولون باستمرار معرفة كيفية الحصول على المنح لمواصلة أبحاثهم، إن هذا هو كل ما يتحدثون عنه»، ويختلف قدر تمويل كل عالم باختلاف البلد الذى ينتمى إليه، على سبيل المثال إذا كان العالم من باكستان فإن التمويل يتأرجح من ألف إلى 5 آلاف دولار، بينما يرتفع هذا المبلغ إذا كان العالم من كوريا الشمالية، وبمجرد أن تدفع وكالة الاستخبارات المركزية تمويلاً إلى أستاذ أجنبى، حتى لو كان غير مدرك لأول مرة مصدر التمويل، فإن المخابرات الأمريكية تسيطر عليه بعد ذلك بسهولة لأن الكشف عن علاقته بالمخابرات الأمريكية قد يعرض حياته المهنية للخطر أو حتى حياته نفسها فى بلده الأصلى.


5- ملعب للتنافس

أصبحت المؤتمرات ملعباً كبيراً للتنافس بين أجهزة المخابرات الدولية فى محاولة للعثور على الصيد المناسب بين أشخاص قد يصنعون مصادر جيدة، من الناحية المثالية يفضل أن يكون العالم من كوريا الشمالية وإيران وليبيا وروسيا والصين.

ويقول كارستن جير، رئيس سياسة الأمن السيبرانى للمكتب الأجنبى الألمانى،: «فوجئت بوجود كثير من المعلومات الاستخبارية المفتوحة فى هذه المؤتمرات».

والتقى مؤلف الكتاب دانيال جولدن، مع جير فى المؤتمر الدولى السنوى السادس حول الانخراط السيبرانى، الذى تم عقده فى أبريل 2016 فى جامعة جورج تاون فى واشنطن وشارك فى هذا المؤتمر مدراء وكالة الأمن القومى ومكتب التحقيقات الفيدرالية، كما ألقوا كلمات رئيسية عن مكافحة التحديات الشاقة للهجمات الإلكترونية فى القرن الحادى والعشرين، وتحدث رئيس هيئة الأمن القومى السابق، كما فعل الرئيس السابق لمجلس المخابرات الوطنى، ونائب مدير إدارة الأمن فى إيطاليا، ومدير مركز الأبحاث المصنفة فى المخابرات السويدية، وأظهرت قائمة المشاركين فى المؤتمر والذين وصل عددهم إلى 700 شخص تقريباً أنهم يعملون لحساب الحكومة الأمريكية والسفارات الأجنبية ومقاولى المخابرات أو بائعى المنتجات ذات الصلة بالإنترنت أو أنهم يدرسون فى الجامعات.

ربما لم يكن كل الحضور الاستخباراتى مفتوحاً رسمياً، كانت هناك 40 دولة من البرازيل إلى موريشيوس، وصربيا إلى سريلانكا، ممثلة فى المؤتمر، وفى هذا المؤتمر التقى الكاتب دانيال جولدن بشاب اكتشف بعد ذلك أنه من السفارة الروسية ويقوم بتسجيل كل ما يقال فى المؤتمر.


6- شركة سينترا

حسب الكتاب تلجأ المخابرات المركزية الأمريكية إلى شركات القطاع الخاص لتوفر لها غطاء مناسباً لتمويل إقامة المؤتمرات التى تعقدها لتجنيد العلماء من مختلف أنحاء العالم، ومن الشركات التى تتعاون مع المخابرات الأمريكية التى أشار إليها الكتاب شركة سينترا للتكنولوجيا، وتقدم المخابرات المركزية إلى سينترا التمويل المالى لإقامة المؤتمر وقائمة المدعوين الذين يتجمعون فى مركز المؤتمرات سينترا فى أرلنجتون، بولاية فيرجينيا.

وتلقت سينترا، التى أنشئت فى عام 1997، أكثر من 200 مليون دولار فى العقود الحكومية، بما فى ذلك 40 مليون دولار من وكالة المخابرات المركزية للحصول على الدعم الإدارى فى عملية تجميع الكابلات المصنفة وضبطها من أجل دراسة لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ التى استمرت خمس سنوات لبرنامج تعذيب المخابرات الأمريكية.

وهناك علاقة طويلة الأمد تجمع العاملين بهذه الشركة مع المخابرات الأمريكية. كان المؤسس والرئيس التنفيذى للشركة هارولد روزنباوم، مستشار العلوم والتكنولوجيا لوكالة المخابرات المركزية، وترأس نائب الرئيس الأول ريك بوجوسكى، قسم كوريا فى وكالة المخابرات العسكرية، أما نائب الرئيس للبحوث جيمس هاريس، فتولى إدارة البرامج التحليلية فى وكالة المخابرات المركزية لمدة 22 عاماً، كما قضى ديفيد كانين، المدير التحليلى فى سينترا 31 عاماً كمحلل وكالة المخابرات المركزية.

حسب الكتاب من السهل التعرف على عملاء المخابرات المركزية الأمريكية الذين يشاركون فى هذه المؤتمرات الوهمية، ببساطة من الممكن ملاحظة بطاقة أسماء هؤلاء العملاء وملاحظة أنها عادة تحتوى على اسم واحد.

وفى النهاية يشير الكاتب الصحفى الأمريكى دانيال جولدن إلى أنه ربما كانت وكالة الاستخبارات المركزية قد أنفقت سراً ملايين الدولارات من أجل تنظيم مؤتمرات علمية فى جميع أنحاء العالم، بغرض إغراء العلماء النوويين الإيرانيين للمشاركة، حيث يمكن لأفراد مخابراتها الاقتراب منهم بشكل فردى والضغط عليهم للتعامل معهم. وبعبارة أخرى، سعت الوكالة إلى تأخير تطوير إيران للأسلحة النووية من خلال استغلال الطابع الأكاديمى، وسحب الخداع الجماعى على المؤسسات التى استضافت المؤتمرات والأساتذة الذين حضروا وتحدثوا فيها، ولم يكن لدى الناس الذين حضروا المؤتمرات فكرة أنهم كانوا يتصرفون فى دراما تحاكى الواقع، ولكن كانت تدار من مكان من بعيد، ما إذا كانت مهمة الأمن القومى تبرر هذا التلاعب بقدسية البحث العلمى والأكاديمى ولكن المؤكد أن كثيرا من العلماء والباحثين الدوليين وقعوا ضحية هذه المسرحية الهزلية التى ألفتها وأخرجتها المخابرات المركزية الأمريكية.