قصة حياة "باربرا مكلنتوك"

الفجر الطبي

باربرا مكلنتوك
باربرا مكلنتوك


ولدت باربرا مكلينتوك عام 1902م في هارتفورد، في مدينة كونيتيكت، كانت ثالث أربعة أطفال ولدوا للطبيب توماس هنري مكلينتوك وسارة هاندي مكلينتوك. 

وكان توماس مكلينتوك طفلا من أطفال المهاجرين البريطانيين، وتنتسب سارة هاندي، وليدة النعمة إلى عائلة ماي فلاور الأمريكية القديمة.

وكان مارجوري، الطفلة الكبرى، قد وُلدت في أكتوبر 1898؛ ومغنون، الابنة الثانية، ولدت في نوفمبر عام 1898م وقد ولُد الطفل الأصغر، مالكولم رايدر (ويسمى توم)، بعد باربرا بثمانية عشر شهراً.

قرر والديها أن اليانور، وهو مسمى "مؤنث" و"يُوحي بالضعف" لم يكن مناسبا لها، واختارا باربرا بدلا من ذلك، وكانت مكلينتوك طفلة تعتمد على نفسها ابتداء من سن مبكرة جدا، وهي سمة اعترفت هي فيما بعد بأنها "لديهاالقدرة على أن تكون وحدها".

ومنذ سن الثالثة حتى بدأت المدرسة، عاشت مكلينتوك مع عمتها وعمها في بروكلين، بنيويورك من أجل تخفيف العبء المالي على والديها في حين بدأ والدها الممارسة الطبية. 

وقد وصفت بأنها طفلة انفرادية ومستقلة، ووصفت أيضا بالمسترجلة.وكانت قريبة من والدها، ولكنها علاقتها بوالدتها كانت سيئة، والسبب التوتر الذي بدأ عندما كانت صغيرة.

وقد انتقلت العائلة مكلينتوك إلى بروكلين في عام 1908م وأكملت مكلينتوك تعليمها الثانوي هناك في مدرسة ايراسموس هول الثانوية، وتخرجت في عام 1919في وقت مبكر.

واكتشفت حبها للعلم وأكدت على شخصيتها الانفرادية خلال المرحلة الثانوية، وقالت أنها تريد أن تكْمل دراستها في جامعة كورنيل في كلية الزراعة. 

وقد اعترضت والدتها على إرسالها إلى الكلية، خوفا من أن يسبب ذلك حرمانها من الزواج، وقد تم منع مكلينتوك تقريبا من بدء دراستها الجامعية، ولكن والدها تدخل قبل بدء التسجيل مباشرة، وقد التحقت بجامعة كورنيل عام 1919م.

بدأت هناك حياتها المهنية كرائدة في تطور علم الوراثة الخلوية لنبات الذُرة وكان ذلك محور بحثها بقية حياتها. ومنذ أواخر العشرينيات درست مكلينتوك الكروموسومات وكيف أنها تتغير خلال عملية الاستنساخ في الذرة.

انها وضعت هذه التقنية لتصور الكروموسومات الذرة واستخدام التحليل المجهري لإثبات العديد من الأفكار الجينية الأساسية. 

وكانت واحدا احدى هذه الافكار هي فكرة إعادة التركيب الجيني عن طريق ظاهرة العبور التي من خلالها يحدث الانقسام الاختزالي-الآلية التي بها تبدل الكروموسومات المعلومات. 

وأنتجت أول خريطة جينية للذرة، والتي تربط مناطق الكروموسوم بالصفات المادية. ولقد برهنت على دور التيلومير والسنترومير، مناطق الكروموسوم التي تعتبر مهمة في الحفاظ على المعلومات الجينية. 

كانت معترف بها كواحدة من بين الأفضل في هذا المجال، ومُنحت زمالات دراسية مرموقة، و تم انتخابها عضوا في الأكاديمية الوطنية للعلوم في عام 1944م. 

وقد اكتشفت مكلينتوك خلال الأربعينات والخمسينات نقل الجينات واستخدمتها لإثبات أن الجينات هي المسؤولة عن تحول الخصائص الفيزيائية داخليا وخارجيا. 

ثم وضعت بعض النظريات التي تفسر قمع المعلومات الوراثية والتعبير عنها من جيل واحد من نباتات الذُرة إلى جيل قادم، وقد توقفت عن نشر البيانات التي تقدمها عام 1953م بسبب شكوك بحثها والآثار المترتبة عليه.

وفي وقت لاحق، قدمت دراسة مكثفة في علم الوراثة الخلوية والنباتات العرقية للذُرة في أمريكا الجنوبية، وفي الستينات والسبعينات، أصبح بحث مكلينتوك مفهوم جيداً، كما أكد علماء آخرين على آلية التغيير الجيني والتنظيم الجيني اللذان أقامت عليهما الحجة في أبحاث الذُرة التي أجرتها في الأربعينيات والخمسينيات. 

ثم تتابعت الجوائز والتقديرا ت لما ساهمت به في هذا المجال، بما في ذلك جائزة نوبل في الفسيولوجيا أو الطب، والتي مُنحت لها عام 1983م لاكتشاف نقل الجينات؛ فهي المرأة الوحيدة التي حصلت على جائزة نوبل في هذا المجال دون أن يشاركها أحد.

قضت مكلينتوك سنواتها الأخيرة، بعد جائزة نوبل، كقائد رئيسي وباحث في هذا المجال في مختبر كولد سبرنج هاربور في لونج آيلاند، بنيويورك. 

وتوفت مكلينتوك لأسباب طبيعية في هنتنجتون، نيويورك، في الثاني من سبتمبرعام 1992م في سن التسعين؛ ولم تتزوج ولم يكن لها أطفال.