أحمد فايق يكتب: الخطر قادم.. 80 ألف إرهابى من داعش يهربون من العراق.. ويبحثون عن وطن بديل على الحدود

مقالات الرأي

أحمد فايق
أحمد فايق


■ معسكرات تدريب بين ليبيا والسودان وتشاد تستهدف الهجوم على مصر

■ التغير المناخى يؤدى إلى غرق أوروبا خلال 50 عامًا

■ الغرب اختار الساحل الإفريقى وطنًا بديلاً له

■ حدود أوروبا الجديدة من مضيق باب المندب إلى المحيط الأطلنطى وخطة لتفريغها من السكان بالإرهاب والمجاعات

■ الخطر الأعظم على مصر دواعش يحملون الجنسيات الأوروبية يتنقلون بحرية بين الدول العربية

■ لم يبق فى سيناء سوى العشرات بعد المصالحة الفلسطينية.. وجار التعامل معهم


لا تستطيع أن ترى ما يحدث فى العالم حولك بمعزل عن السينما الأمريكية، عليك أن ترى كيف يصنع خيال هوليوود مستقبل السياسة الأمريكية والغرب كله، وربما العكس كيف تفسر هذه الأفلام خيالات مؤسسات صناعة القرار فى الغرب، ولا تتعجب من أى فكرة مهما كانت خيالية، فقد كانت الطائرة التى نستقلها الآن لوحة من خيال ليوناردوا دافنشى صاحب الموناليزا، وكانت فكرة الطيران نفسها لوحة على جدران أحد المعابد الفرعونية، صنعها فنان كان يحلم بالمستقبل، هذا هو الخيال الذى صنع أسطورة داعش فى العالم، خيال ضباط المخابرات الأمريكية والبريطانية، وتحولت إلى أداة لأى دولة، وبدلا من المواجهة المباشرة بين الدول، أصبح لكل دولة جناح عسكرى أو جيش يحمل اسم داعش، يستخدمونه وقتما يحبون ولخدمة سياستهم واقتصادهم، ولم يعد تنظيم داعش تحت قيادة أو فكرة موحدة، فهناك فرق داعشية تحركها تركيا فى سوريا، وأخرى تدار من قطر، وآلاف من الإرهابيين فى منطقة الشرق الأوسط، لقد تخطت داعش فكرة الدين والتكفير، بل أصبح الانتماء اليه وظيفة فى ظل أزمات اقتصادية تعصف بالعالم كله، لقد عدنا إلى عصر مرتزقة العصور الوسطى، ولم يعد لداعش وطن أو دين أو توجه سياسى، لايزال حتى الآن هذا الشيطان تحت امر من صنعه لكن قريبا سيخرج عن سيطرته، مثلما فعل بن لادن فى ١١ سبتمبر، لقد صنعت أمريكا تنظيم القاعدة تحت راية الجهاد المقدس لتفتيت الاتحاد السوفيتى، وخاضوا حربا بدعم الحكام العرب ومشايخ الفتنة فى أفغانستان تحت راية الإسلام، وحينما تفكك الاتحاد السوفيتى، تبرأ الجميع ممن كانوا يصنعون لهم تماثيل الجهاد المقدس، فانقلبوا على الساحر وفجروه فى ١١ سبتمبر. 

العلم يقول إن احتمالات غرق قارة أوروبا تزداد يوماً بعد يوم مع التغير المناخى، إن ارتفاع درجة حرارة كوكب الارض ستؤدى إلى ذوبان القارة القطبية الجنوبية، وبالتالى ستنطلق المياه من قارة كاملة إلى المحيطات والبحار، وهذا يعنى وفقا للعلماء أن قارة أوروبا ستنتهى من على كوكب الارض خلال ٥٠ عاما، ونيويورك وبعض اجزاء من أمريكا، لقد سعت مراكز صنع القرار فى هذه الدول إلى إيجاد وطن بديل لابنائهم واحفادهم حينما تحين ساعة الصفر، هذا الوطن يجب أن تتوافر فيه المقومات الأساسية لإقامة حضارة عليه، المياه الطقس المعتدل البترول والغاز بالإضافة إلى اليورانيوم، لقد وجد علماؤهم أن الوطن البديل متوافر فى الساحل الإفريقى هذا الشريط الذى يمر من مضيق باب المندب وحتى المحيط الاطلنطى، به مياه نهر الكونغو وطقس استوائى معتدل ودوّل كثافتها السكانية قليلة. 

لا يستطيعون أن يعيدوا تجربة الإنجليز مع الهنود الحمر فى أمريكا، فهذا ليس زمن الإبادة المباشرة، هناك طرق إبادة اكثر خبثا، المجاعات والإرهاب والتقسيم، بدأت اللعبة بتقسيم السودان إلى شمال وجنوب، وإقامة قواعد عسكرية أمريكية فى السواحل الافريقية ثم قواعد عسكرية أوروبية، ثم شيطان داعش الذى يستخدموه فى ليبيا وتشاد وموريتانيا والسودان، هم يحضرون الوطن البديل من الان بأقل عدد من السكان، لقد أصبحت الرحلات المدرسية فى كثير من الدول الأوروبية إلى دول إفريقية هم يحضرون الجيل الجديد للوطن البديل من الان، طوال السنوات القادمة تمتلئ هذه الدول بالمجاعات والإرهاب، ويتدخل الغرب المنقذ فى اللحظة الحاسمة، بعد القضاء على نسبة كبيرة من سكان هذه الدول.

لا تتعجب من هذا الكلام، فكل جهاز تليفون تراه شاشته مصنوعة من مواد طبيعية موجودة فى دول إفريقية تحدث فيها مذابح ومعارك يومية وحروب أهلية برعاية غربية. 

لا تتعجب فحينما قطعت السعودية والدول العربية البترول عن الغرب فى أكتوبر ٧٣ وكاد يتوقف العالم كله، أصبح المشروع القومى الألمانى هو الاستغناء عن البترول وتوفير مصادر طاقة بديلة، وفِى عام ٢٠٢٠ ستصبح المانيا بالكامل تعتمد على الطاقة المتجددة رياح وشمس وحرارة، بل ستعتمد أوروبا بالكامل على الطاقة المتجددة قريبا. 

هذه دول تخطط لعشرات السنوات فى المستقبل. 

الاٍرهاب القادم يأتى من دول الساحل الإفريقى وتحديدا الغرب، لقد تحررت الموصل والرقة من داعش، ولكن يبقى السؤال الأهم أين سيذهب هؤلاء المرتزقة بعدما دمروا سوريا والعراق؟ 

التقديرات تقول إن عددهم يصل إلى ٨٠ الف مرتزق سيتفرقون فى الشرق الأوسط، الغالبية منهم ستعسكر فى معسكرات على الحدود السودانية التشادية والحدود الليبية التشادية، من هنا نقرأ التهديد الذى جاء إلى مصر من ميليشيات قطر فى ليبيا، ومن هنا نستطيع أن نفهم سر دعوة منتدى شباب العالم للرئيس التشادى وسر ترحيبه بالحضور إلى مصر، وجلسات المباحثات الثنائية التى دارت بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسى، نستطيع أن نفهم التحذيرات التى أطلقها الرئيس حول الاٍرهاب القادم من غرب افريقيا، واصرار القوات المسلحة على تجديد أسطولها البحرى وقواتها الجوية. 

الاٍرهاب الأخطر على مصر هو القادم من الجنوب والغرب، ليس صحيحا أن الاٍرهاب فى سيناء هو الأخطر، فطبقا للتقديرات لا يتخطى عدد الإرهابيين هناك ٨٠٠ ولن يستمروا لسنوات كثيرة فجار التعامل معهم، والمصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس على ارض القاهرة قضت على منابع الاٍرهاب التى تصدره إلى سيناء، وتعهدت حماس بتجفيف تلك المنابع، وهى إلى الان ملتزمة باتفاقها. 

الوضع على الحدود مع ليبيا مختلف فهناك حدود تمتد إلى ١٢٠٠ كيلومتر، والقوات المسلحة تبذل قصارى جهدها للتأمين وبالفعل ناجحة فى منع الاٍرهاب من الغرب والجنوب، ولكن لكل نظام أمنى محكم ثغرة، حتى الجيش الأمريكى لا يستطيع التأمين دون ثغرة ولو بسيطة، فهذه قاعدة علمية وأمنية معروفة. 

لذا سعت مصر مبكّرا إلى الدفاع المتقدم من خلال التنسيق مع الجيش الليبى وقائده خليفة حفتر، والمساهمة فى دعمه وإعادة بنائه وتقويته فى مواجهة الاٍرهاب، وجار الان التنسيق مع الدولة التشادية لمنع هذه المعسكرات، وتبقى علامات الاستفهام تدور حول التنسيق مع السودان الشقيقة؟ 

ونتمنى وجود رغبة حقيقية حول هذا التنسيق من الجانب السودانى لأن النتيجة ستكون كارثية على الجميع. 

لا تستطيع أن ترى كيف يفكر الآخرون فيك وتحديدا الغرب دون أن ترى أفلامهم، ولا تتعجب مما يحدث حولك من خيال علمى، فمعظمها سيناريوهات كتبت فى غرف مغلقة.

  فى الفيلم الأمريكى "العبور" محاولة للفهم، البطولة لهاريسون فورد واشلى جود ورى لايوتا إخراج واين كرامر، استخدم المخرج اكثر من لقطة واسعة لعرض الشوارع الضخمة فى أمريكا وكيف أنها ملتقى طرق للعالم كله، تبدو الشوارع مليئة بالسيارات، وكل سيارة تسير باتجاه ثابت طبقا للنظام الأمريكى الذى يطرحه الفيلم للمناقشة، وفى إطار من الحكى المتوازى نرى خطاً درامياً يتعرض لفتاة استرالية جاءت من أقصى الجنوب بحثا عن التمثيل والشهرة فى هوليوود، لكنها تواجه أزمة البطاقة الخضراء، وترفض إدارة الإقامة والهجرة منحها إياها، بينما تخرج منهارة تصطدم سيارتها بأخرى، يرتجل منها رجل أمريكى لاعنا اياها وحينما يراها ينسى ما فعلته به، ويبتزها جنسيا مقابل أن يتنازل لها عن ثمن إصلاح السيارة، وترضخ للابتزاز وتمارس معه الجنس، وحينما يعرف المشكلة التى تتعرض لها، يعرض عليها أن يمارس معها الجنس لستة أشهر مقابل أن يضع حلا للمشكلة من خلال عمله فى إدارة الهجرة والاقامة، ويتفاوضان معاً فى مشهد كوميدى أسود على فترة الابتزاز الجنسى التى تصل فى النهاية إلى  ثلاثة اشهر، وكلما مارست الجنس معه تستحم باكية لتنظيف نفسها من هذه القذارة 

الحلم الأمريكى داعب صديق هذه الفتاة الاصلى اليهودى الاسترالى  الذى وجد فى يهوديته بوابة ذهبية فى الحصول على البطاقة الخضراء، ويتعلم العبرية والصلوات اليهودية حتى يمر من اختبار البطاقة الخضراء، وفى نفس الوقت هو لا يدرى أنه يفقد صديقته الاسترالية فى احضان رجل غريب 

أما "حميد " فهو أمريكى من اصل إيرانى ويعمل مساعدا فى شرطة الهجرة وصديق ومرؤوس "هاريسون فورد "، حميد يعيش مع عائلته فى أمريكا، لكن الاب لم يحصل بعد على الجنسية، والاخت تعيش حياة الفتاة الغربية التى ترفضها العائلة لانها تتنافى مع شرقيتهم، حتى حميد يعانى من هذه الازدواجية، التى دفعت الاخ إلى قتل الاخت، دفاعا عن الشرف، هم لايريدون أن يتقبلوا ثقافة أخرى، ثقافتهم ذكورية، حيث يحتسى الرجال الخمور ويفعلوا مايريدون ويرفضون للاخت أن تفعل مثلهم 

نرى ايضا الهندى الذى ينتظر هو وزوجته حتى يتم الأبناء الـ21 سنة حتى يحصلوا على الجنسية، وأيضا ابنتهم الكبرى "تسليمة " التى تبلغ من العمر 15 عاما. 

تسليمة فتاة محجبة وتواجه عنصرية شديدة فى التعامل معها فى المدرسة بسبب موضوع تعبير كتبته عن أحداث 11 سبتمبر، يتهمها الزملاء فى المدرسة بأنها إرهابية، وتقتحم المباحث الفيدرالية منزل العائلة الهندية بحثا عن أدلة تدين تسليمة، ولم يجدوا سوى دليل واحد من وجهة نظرها وهى أنها سبق وتصفحت مواقع الجماعات الإسلامية على الانترنت، وبعضاً من نصوص القران الكريم محفوظة على الكمبيوتر الخاص بها، حينما يسألونها تجيب: أليست هذه هى الحرية الأمريكية أقرأ فى كل وجهات النظر حتى أكون وجهة نظر خاصة بى، إلا أن المباحث الفيدرالية لا تقبل بهذا التفسير وتقرر ترحيل تسليمة، وتمنع الأب من رؤية ابنته قبل الترحيل، وتخير الاب أو الأم ايهما يرحل معها، وتختار الأم الابنة، وفى مشهد أكثر من رائع نرى الأب باكيا فى المطار ومتخفيا أيضا يودع ابنته دون أن تراه الشرطة، تقول الابنة بلغة الشفاه إلى الاب من بعيد: أنا أحبك، وينظر اليها الاب باكيا ويرد بنفس الطريقة: وأنا ايضا.

نرى أيضا اسرة مكسيكية مكونة من أم وفتاة تحاولان العبور إلى أمريكا بشكل غير شرعى، ويتعاطف معهما هاريسون فورد، وتنتهى حكايتهما بمأساة وهى جثة الام ممدة على الحدود وحولها الذباب. 

أما الفتى الصينى الذى ينتظر خلال اسبوع الجنسية الأمريكية، فيرضخ لضغوط الصبية حوله فى السطو على محل تجارى صينى أيضا، ووجهة نظرهم أن النظام  الأمريكى يجب أن تواجهه بعنف حتى تستطيع أن تعيش بداخله، وفى المحل التجارى تحدث مذبحة ويتدخل "حميد " الذى كان متواجدا بالصدفة هناك، ويتواطأ مع الفتى الصينى حينما يسمع ظروفه ويخفى جريمته، حتى يستطيع الفتى الحصول على الجنسية، وتغطى عليهما سيدة صينية كانت متواجدة بالصدفة هناك، ويشير هذا المشهد إلى تحالف المهاجرين فى أمريكا لوجود شيء ما مشترك بينهما وهو ما يؤكد صعوبة تكيفهم مع المجتمع الجديد. 

وفى مشهدين رائعين تم  تصويرهما بشكل  حقيقى للحدود بين أمريكا والمكسيك نكتشف أن العبور من أمريكا إلى المكسيك سهل جدا من خلال البوابات أما العودة فهى شديدة الصعوبة وآلاف من السيارات تقف منتظرة الرحمة من الحلم الأمريكى. 

الرحمة غير موجودة فى الفيلم نفسه الذى يصل فى النهاية إلى رسالة واحدة، هذا هو النظام الأمريكى لا تستطيع أن تغير شيئا بداخله وعليك أن تتقبله وتقف منتظرا فى طابور الرحمة، أو ترفضه وقد تجد جثتك على الحدود وحولها الذباب، وعلى الرغم من أن الفيلم سخر كثيرا من الشخصية اليهودية والحاخام أيضا، إلا أنه يؤكد على حقيقة مفزعة وهى أن اليهود جزء من النظام الأمريكى الذى يجب أن تتقبله.

 تستطيع أن تقرأ المشهد ايضا من خلال   فيلم "جنوب الحدود " للمخرج أوليفر ستون، والذى يقترب سياسيا من مضمون "الرأسمالية قصة حب " لمايك مور، فيلم جنوب الحدود مباشر وليس به لغة سينما واضحة إنما تجميع من اللقطات التليفزيونية فى نشرات الأخبار، وبعض اللقاءات التى تميل إلى الافلام الوثائقية فى المحطات الإخبارية، فى هذا الفيلم يكرم أوليفر ستون الرئيس الفنزويلى "هوجو شافيز " الرئيس الوحيد الذى قال لبوش "أنت حمار "، يتعمق الفيلم فى دول أمريكا اللاتينية جنوب حدود الولايات المتحدة الأمريكية، وكيف يتكاتف رؤساء دول فنزويلا والبرازيل والأرجنتين وبوليفيا والاكوادور ضد الغطرسة الأمريكية، يطرح الفيلم الطمع الأمريكى فى البترول الفنزويلى كجزء ثان مما فعلته فى العراق، واتهامات باطلة من أمريكا ضد شافيز ورؤساء دول جنوب الحدود بأنها دول غير ديمقراطية، على الرغم  من أنه لا توجد دولة فى العالم أجرت انتخابات 17 مرة مؤخرا غير فنزويلا، ومن خلال لقطات قليلة نرى كيف يعيش شافيز، وكيف يسير فى الشارع دون حراسات ويقود سيارته بنفسه، ويلعب كرة القدم مع "أوليفر ستون"، وفى أحد المشاهد يركب شافيز "دراجة صغيرة " يتذكر أيام طفولته فى منزل جدته، ويكسر شافيز الدراجة لأنها لم تعد مناسبة لحجمه وسنه قائلا لـ«ستون»: لقد كسرتها ويجب أن أدفع ثمنها....! 

يعرض الفيلم المحاولات الأمريكية من قبل إدارة بوش لتشويه صورة شافيز والتحريض ضده للخروج من الحكم ونجحوا فى ذلك بالفعل إلا أن الشعب أعاده مرة أخرى، ومحاولات من المخابرات الأمريكية للايقاع بينه وبين رؤساء الدول فى أمريكا اللاتينية لكنها فشلت، والسبب هو تمتع شافيز بكاريزما عالية جعلت منه زعيما لدول أمريكا اللاتينية، إلا أن لغة السرد السينمائى بدت مملة وتقليدية ولا توازى فيلم "ستون " السابق عن "تشى جيفارا "، لكنه يعود إلى نفس النتيجة التى وصل إليها مايكل موور، وهى أن أوباما يبدو "هيرو" جديد يعود إلى إفساد ماخربه بوش وابنه. 

إن ما فعلته الولايات المتحدة بأمريكا اللاتينية تفعله بالعالم كله من خلال داعش، وتفعله بإفريقيا الآن.