"black friday".. عروض بنكهة وهمية (تحقيق)

تقارير وحوارات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


تعتبر الجمعة السوداء "black Friday" أحد المناسبات الشهيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، كما تعتبر جديدة على العالم العربي ومصر على الأخص.

 

وبما أن الجمعة السوداء، ترتبط بتقديم العروض على مختلف المنتجات، فتنال شغف الكثيرين من عشاق الشراء.

 

وفي العام الماضي أقيمت عروض الجمعة السوداء داخل مصر، ونالت إعجاب البعض واستهجان البعض الآخر.

 

وقبيل ساعات من انطلاق الجمعة السوداء لعام 2017، نضعها تحت مجهر النقاش لمعرفة الكثير عن تطبيقها في مصر.

 

ماهي الجمعة السوداء؟

الجمعة السوداء (بالإنجليزية: Black Friday) هو اليوم الذي يأتي مباشرة بعد عيد الشكر في الولايات المتحدة وعادة يكون في نهاية شهر نوفمبر من كل عام ، ويعتبر هذا اليوم بداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد.

 

في هذا اليوم تقوم أغلب المتاجر بتقديم عروض وخصومات كبيرة، حيث تفتح أبوابها مبكرا لأوقات تصل إلى الساعة الرابعة صباحا، وبسبب الخصومات الكبيرة يتجمهر المستهلكون فجر الجمعة خارج المتاجر الكبيرة ينتظرون افتتاحها، وعند الافتتاح تبدأ الجموع بالتقافز والركض كلٌ يرغب بأن يحصل على النصيب الأكبر من البضائع المخفضة الثمن.

 

شراء الملابس الشتوية

وعن الجمعة السوداء، قالت دعاء سيد إنها تنوي الذهاب غداً أحد المتاجر الشهيرة لشراء ملابس شتوية.

 

وأضافت "دعاء"، أنها ستذهب على أمل في انخفاض أسعار الملابس بعد عروض الجمعة السوداء، مشيرةً إلى أنها ستحاول الذهاب مبكراً لتجاوز الزحام.

 

مصداقية العروض

ومن جانبها قالت نجلاء محمد، إنها ستذهب غداً للمرة الأولى للمشاركة في الشراء خلال الجمعة السوداء.

 

وأضافت "نجلاء"، أنها تعلم أسعار ما تريد شراءه، ولهذا ستقارن بين الأسعار لمعرفة مصداقية العروض من عدمها.

 

استغلال

أما آلاء إبراهيم، فأكدت أنها لاحظت العام الماضي ارتفاع في الأسعار وصفته بالباهظ، خلال الجمعة السوداء.

 

وأضافت أن بعض العلامات التجارية الشهيرة استغلت جهل البعض بالأسعار الحقيقية، وما ترتب عليه من الوقوع في فخ الشراء، دون خسارة الشركات.

 

وتابعت أنها كانت أحد من وقعوا في فخ الشراء، وعلمت بعد انتهاء العروض أن سعر المنتج الذي اشترته أقل مما دفعته خلال العروض.

 

ثقافة التخفيضات غائبة في مصر

وفي سياق ما سبق، قال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن كل الاحتمالات واردة خلال الجمعة السوداء، المقرر له غداً.

 

وأضاف في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن هناك بعض العروض تكون حقيقية والبعض الآخر تكون وهمية.

 

وأشار إلى أن ثقافة التخفيضات غائبة في مصر حتى في وقت الأوكازيون، فبعض المحلات ترفع السعر وتقوم بخفض جزء مما رفعته.

 

وضرب الخبير الاقتصادي مثال، قائلاً: "هناك بعض المحلات تقوم برفع سعر منتج كان ثمنه 100 جنيه وتجعله 130 جنيه وبعدها تدون عليه أن عليه خصم 37% وفي هذه الحالة يكون التخفيض 7% وليس 37%".

 

وتابع أن الجمعة السوداء في أمريكا رائجة لإنها فرصة حقيقية للترويج للمنتجات والتي يصل تخفيضها بين 80:70%.

 

واستطرد أن المستهلك عليه معرفة الأسعار حتى لا يقع في فخ العروض الوهمية، مشيراً إلى أن البعض يشترى منتجات لمجرد أن عليها عروض وليس لأنه يحتاجها.

 

وطالب "عبده" بتفعيل دور الدولة لمراقبة الأسواق والأسعار، والمحلات التي تروج بشكل وهمي لمنتجاتها.

 

تحذير الشركات من العروض الوهمية

ومن جانبه ناشد اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، جموع المستهلكين بضرورة التأكد من صحة وحقيقة العروض قبل الإقبال على الشراء، وتغليب مبدأ "الترشيد في الاستهلاك"، وعدم شراء ما هو زيادة عن الاستخدام بحجة "العروض أو التخفيضات".

 

وحذر "يعقوب"، في بيان، الخميس، الشركات المخالفة من اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها بتهمة الإعلان المضلل، ومخالفة نص المادة (6) من قانون حماية المستهلك رقم (67) لسنة 2006 في حالة قيامها بالتحايل على المستهلكين من خلال طرح عدد من العروض الوهمية التي توحي بوجود تخفيضات – غير حقيقية- على المنتجات خلال ما يسمى "Black Friday".

 

وأشار "يعقوب" إلى أن الجهاز يشكل غرفة عمليات من خلال الاتصال على الرقم "33009510"، وعلى الخط الساخن للجهاز "19588"، لمتابعة الأسواق والعروض المعلن عنها للسلاسل التجارية والمحال والمواقع الإلكترونية، والتصدي للمخالفين من التجار المتلاعبين والعروض الوهمية المعلن عنها للمستهلكين بغرض تضليلهم، كما أن الجهاز يتلقي الشكاوى الخاصة بهذا الشأن، وأن الجهاز قام باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية منها غرفة العمليات التي قام بتشكيلها.

 

وأضاف أن "إدارة التحريات بالجهاز تقوم بشن حملات دورية علي السلاسل والمحلات التجارية للتأكد من صحة العروض المعلنة، والتأكد من عدم قيامها برفع أسعار المنتجات عن السعر الحقيقي ثم تقوم بعمل خصم  عن المعلن عنه، بهدف إدخال خلط وخداع للمستهلك، وهو ما يمثل ارتكاب جريمة الإعلانات المضللة بمخالفة قانون حماية المستهلك رقم (67) لسنة 2006".

 

كما طالب "يعقوب" جموع المستهلكين بمعاونة الجهاز من خلال الاهتمام بالإبلاغ عن أية شكاوى لديهم كي يتمكن من اتخاذ الإجراءات ضد المخالفين وضبط الأسواق، مشيرًا إلى تعدد وسائل إرسال الشكاوى للجهاز سواء من خلال الخط الساخن "19588"، أو مكاتب البريد المنتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية - حيث أعد الجهاز استمارة مجانية في هذه المكاتب يمكن للمستهلك إرسال شكواه من خلالها دون تحميله أية أعباء مالية - أو عن طريق جمعيات حماية المستهلك المنتشرة بالمحافظات، أو من خلال الموقع الإلكتروني للجهاز "WWW.CPA.GOV.EG"، أو عبر التطبيق الإلكتروني المتاح على الهواتف الذكية من متجر.