هل يدك شالكه المسمار الأخير في نعش بوروسيا دورتموند ؟

الفجر الرياضي

شالكه
شالكه


يخوض بوروسيا دورتموند، السبت المقبل، مباراة "ديربي" مع جاره شالكه، في الجولة الـ 13 من الدوري الألماني "بوندسليجا".

ولن تكون مهمة دورتموند سهلة لأسباب عديدة، خصوصاً وأن شالكه في الموسم الحالي ليس هو شالكه في المواسم الماضية.

فالفريق الذي احتل المركز العاشر في البوندسليجا الموسم الماضي، يحتل هذا الموسم المركز الثاني خلف بايرن، أما دورتموند فيحتل المركز الخامس بفارق الأهداف عن هوفنهايم السادس.

وبصرف النظر عن المباراة القادمة فإنه يجري الحديث في ألمانيا الآن عن فرص شالكه في تخطي دورتموند، وأخذ مكانته في عالم الكرة الألمانية، وخصوصاً أن الفريق يؤدي حالياً بشكل رائع، بينما يتعرض دورتموند لصدمة تلو الأخرى.

عندما أصبح يواكيم فاتسكه، رئيساً لمجلس إدارة دورتموند في عام 2005، أنهى الفريق الموسم في المركز 11 واقترب من الانهيار مالياً، بينما كان شالكه ثاني البوندسليجا.

لكن فاتسكه نجح بعد ذلك في بناء فريق أصبح ثاني قوة كروية في ألمانيا خلف بايرن، وفاز بالدوري مرتين والكأس مرتين، وخسر نهائي أبطال أوروبا أمام بايرن بصعوبة، كما أنه حقق طفرة مالية كبيرة، وكل هذا يجعله يتفوق بمراحل على شالكه ويعرف ذلك المسؤولون في "غيلزنكيرشن"، معقل شالكه.

والآن يريد "الأزرق الملكي"، تخطي دورتموند على المدى البعيد سواء من الناحية الرياضية أو المالية، وفقاً لما صرح به رئيس مجلس الرقابة بالنادي، فقال كليمينس تونيس لمجلة كيكر: "ليس من الضروري أن يحدث ذلك في الموسم الحالي، لكن إذا حدث رغم ذلك، فيسكون أمراً حسناً."


صانع كلوب وتوخيل سر نجاح شالكه


ويتساءل موقع "شبورت بيلد" الألماني، عن مدى واقعية هذا التحدي قبل المواجهة رقم 151 بين الفريقين ويقارن بينمها من عدة نواح أبرزها المدرب ومستوى اللاعبين والحالة المالية.

ويقول تورستن رومف وسفن فيسترشولتسه، المحرران بسبورت بيلد، إن سر النجاح الآن في شالكه يعود إلى المدير الرياضي كريستيان هايدل، الذي انتقل لشالكه العام الماضي، بعدما صنع في ماينز 2 من أفضل المدربين الألمان، انتقلا فيما بعد إلى دورتموند وحققا معه النجاح وهما يورجن كلوب وتوماس توخيل".

والآن أتى هايدل إلى شالكه بمدرب شاب هو دومنيكيو تيديسكو (32 عاما)، الذي نجح في إعطاء صبغة للفريق جعلته صعب المراس على منافسيه.

حيث زاد من قوة الدفاع واللياقة والمجهود البدني للاعبين، وبدأ يستخدم أسلوب الضغط، ويقول حارس المرمى وقائد الفريق رالف فيرمان: "تحت قيادة تيديسكو هناك شيء يكبر".

أما دورتموند فبعد إقالته لتوخيل جاء هذا الموسم بالهولندي بيتر بوس، الذي بدأ موسماً رائعاً وكان يكتسح الفرق الأخرى في البوندسليجا قبل أن ينهار في الجولات الخمس الأخيرة، التي انهزم فيها 4 مرات.

وإذا خسر هذه المرة فسيكون موقفه صعباً جداً، وكان شالكه قد غير في الـ15 سنة الأخيرة 14 مدرباً، أما دورتموند فغير 7 مدربين فقط.



مالياً: ناديان من عالمين مختلفين

تبلغ القيمة السوقية للاعبي دورتموند وعلى رأسهم أوباميانج نحو 440 مليون يورو، وبذلك يكون ثاني أغلى فريق في ألمانيا خلف بايرن، أما شالكه فيحتل المركز الخامس بمبلغ يصل إلى 167 مليون يورو، ويتضح أن قيمة لاعبي دورتموند تفوق شالكه بـ273 مليون يورو تقريباً.

وكان دورتموند قد دخل خزينته هذا العام من بيع عثمان ديمبلي لبرشلونة مثلا مبلغ 105 ملايين يورو، أما شالكه فباع ليروي ساني العام الماضي بـ50 مليون لمانشستر سيتي، وتخلى الفريقان عن عدد من المواهب لديهما غير أن شالكه معرض لفقد المزيد، بعضهم بدون مقابل مثل ليون جوريتسكا، الذي ينتظره كبار أوروبا، بينما يمتلك معظم لاعبي دورتموند عقود طويلة الأجل.

ويصف عضو بمجلس إدارة شالكه الصراع المالي بين الاثنين بأنه "تنافس بين نظامين مختلفين".

ففي حين يتبع فريق شالكه جمعية مسجلة، أصبح دورتموند منذ 1999 شركة مساهمة يمتلك النادي جزء من أسهمها، التي تتداول حالياً في البورصة.

وبلغ دخل دورتموند، بسبب سياسته المستدامة من حصيلة الحقوق الإعلامية 126 مليوناً تقريباً مقابل 82 مليونا لشالكه، ومن مجال التسويق 39 مليوناً مقابل 15 مليوناً لشالكه، حسب ما ذكرت "سبورت بيلد".