صحف الخليج تكشف بالتفاصيل آثار قطع الرباعي العربي للعلاقات مع الدوحة على الاقتصاد

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تناولت الصحف الخليجية اليوم الاثنين عددًا من القضايا والموضوعات التي تخص الشأن الإقليمي والدولي أهمها ما كشفته صحيفة "الإمارات اليوم" بشأن حيل قطر الجديدة لمواجهة انهيار اقتصاد الدوحة أثر قطع العلاقات الدبلوماسية للرباعي العربي معها وكذلك ما أشارت إليه صحيفة "الخليج" بأن اقتصاد قطر لن يصمد طويلاً أمام المقاطعة.

 

حلفاء جدد في آسيا بعد نصف عام من المقاطعة

نشرت صحيفة "الإمارات اليوم" تقريرًا عن حيل قطر لمواجهة قطع العلاقات الدبلوماسية للرباعي العربي مع الدوحة بعد نحو نصف عام من العزلة، تتطلع قطر إلى شراء مزيد من الحلفاء تحت غطاء تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الآسيوية، عبر انتهاج إستراتيجيتها المفضلة "دفتر الشيكات".

 

وفي تقرير نشرته صحيفة "نيكي آسيان ريفيو" على موقعها الإلكتروني، قالت إن الدوحة تهدف إلى استيراد المزيد من الأغذية وبيع المزيد من الغاز الطبيعي المسال، في ظل استمرار مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.

 

وأوضحت أنه بعد ما يقرب من ستة أشهر من المقاطعة، تحاول قطر كسب الثقة في اعتمادها على نفسها، لتهدئة الذعر في صفوف الشعب القطري حول نقص الغذاء المحتمل، وأشارت إلى أن صندوق النقد الدولي حذّر في أكتوبر الماضي من ضعف توقعات النمو على المدى المتوسط، وتآكل أوسع في الثقة، والحد من الاستثمار والنمو وزيادة تكاليف التمويل في قطر.

 

وفى مقابلة مع صحيفة "نيكي" قال وزير الطاقة القطري السابق عبد الله بن حمد العطية إن بلاده زادت واردات الأغذية والمواد من تركيا وجنوب آسيا لتعويض الواردات التي كانت تأتي من السعودية.

 

وزعم الرئيس التنفيذي لبنك قطر الوطني، علي أحمد الكواري، في تصريحات للصحيفة أن الاضطرابات المالية التي عانت منها قطر بسبب عزلتها، مثل تدفقات رأس المال، كانت قصيرة الأجل، ولفتت الصحيفة إلى أن بنك قطر الوطني يسعى إلى توسيع عملياته في آسيا، مع التركيز على الأعضاء الـ10 في رابطة أمم جنوب شرق آسيا.

 

وفي الوقت نفسه، وجدت الخطوط الجوية القطرية نفسها في وضع صعب، بعد أن أغلقت الدول المجاورة للدوحة مجالها الجوي أمامها، وهي تسعى إلى إدارة ثرواتها من خلال تكثيف جهودها للاستفادة من السوق الآسيوية، حيث أعلنت في نوفمبر عن الاستحواذ على حصة 9.6٪ في الخطوط الجوية كاثي باسيفيك هونغ كونغ، كما تريد قطر استعادة حصتها في سوق الغاز الطبيعي المسال في آسيا.

 

اقتصاد قطر لن يصمد طويلاً أمام المقاطعة

كما نشرت صحيفة "الخليج" تقريرًا أكدت شركة فرنسية عالمية على أن قطر تحاول النهوض من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن مقاطعتها من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، ولكنها قد لا تنجح في الحفاظ على ذلك في حالة طال أمد المقاطعة.

 

وأوضحت شركة "كوفيس" الفرنسية العالمية للتجارة، في دراسة حصرية لها، نشرت بمجلة "جلوبال تريد" الأمريكية، أن الاقتصاد القطري يواجه أخطر تهديد في حالة استمرار المقاطعة الممتدة منذ 5 يونيو/حزيران الماضي، وقالت الدراسة إن محاولات الدوحة الاعتماد على احتياطياتها من النقد والذهب لن تخفف من أزمتها الاقتصادية، موضحة أن نمو الاقتصاد القطري قد ينحدر من 3.4% في عام 2017 إلى 3% في عام 2018. وتشير الدراسة التي أعدتها الشركة الفرنسية إلى أن هناك تحديات منتظرة قد تنشأ على المدى المتوسط إذا لم يتم التوصل إلى حل سريع للأزمة.


وتضيف الدراسة أنه إذا استغرق الأمر وقتاً أطول من بضعة أشهر كي تتمكن الأطراف المعنية من التوصل إلى حل، فإن تكاليف الواردات في قطر سوف تتصاعد بشكل لا يمكن التعامل معه. ومن شأن ذلك أن يعيق النمو في القطاعات الرئيسية بما في ذلك قطاع التشييد، حيث سترتفع الأسعار بسبب ارتفاع تكاليف مواد البناء، وقد يضعف ذلك أداء النمو في قطر على الرغم من تدخل الحكومة للحد من المخاطر المالية والضريبية. وسيؤدي استمرار عدم اليقين السياسي أيضاً إلى تقليص الاستثمارات، ولاسيما في القطاعات غير الهيدروكربونية ومن شأن ضعف الظروف الاقتصادية أن تخفض معنويات المستثمرين وتدفقات الودائع، مما سيجعل من المهم وضع سيولة النظام المصرفي القطري تحت المراقبة تحسباً للأزمات.

 

قطر ترفع سقف خضوعها لـ"وصاية الملالي"

ونشرت صحيفة "سبق" تقريرًا عن دعوة النظام القطري إلى رفع حجم التبادل التجاري مع طهران إلى خمسة أضعاف ما كان قبل الأزمة القطرية الناجمة عن دعم نظام الدوحة للإرهاب وارتمائه في أحضان طهران؛ وذلك إمعاناً من تنظيم "الحمدين" في سياسته المزعزعة لاستقرار المنطقة بالتحالف مع إيران، والتلاعب بأمن الخليج والأمن القومي العربي.

 

ونقلت صحيفة "فاينانشيال تريبيون"، عن وزير الصناعة والتجارة الإيراني محمد شريعتمداري، أن قطر اقترحت رفع حجم التبادل التجاري البالغ حالياً نحو مليار دولار، إلى 5 مليارات دولار، أي بخمسة أضعاف.

 

وقال، بعد اللقاء الذي جمعه بوزير الاقتصاد القطري أحمد بن جاسم بن محمد: إن حجم صادرات إيران لقطر خلال الأشهر الـ7 الماضية، بلغ نحو 97 مليون دولار، وحجم الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين في قطاع الخدمات التقنية والهندسية يبلغ أقل من مليار دولار، مضيفاً أنه نظراً للظروف الخاصة بالمنطقة، فإن قطر ترغب بتطوير العلاقات الشاملة مع إيران، أكثر من أي وقت آخر.

 

ووفق ما نقلته "البيان" الإماراتية أشار "شريعتمداري" إلى أنه على ضوء استضافة قطر لبطولة كأس العالم في العام 2022، فمن الممكن تعزيز التعاون المشترك في مجالات كالخدمات التقنية والهندسية، معرباً عن أمله برفع حجم التبادل التجاري الذي ارتفع خلال الأشهر الأخيرة بـ 120%.

 

وفي محاولة للتودّد لنظام الملالي في طهران، قال وزير الاقتصاد القطري إن إيران تؤدي "دوراً مهماً" في وصول السلع من الدول الأخرى، ومنها تركيا وجمهورية أذربيجان، إلى قطر عن طريق البر، وأعلن أنه تم التأكيد خلال اللقاء على زيادة حجم التبادل التجاري بين إيران وقطر وإزالة جميع العقبات التي تعترض سبيل تنمية العلاقات بينهما، في استغلال غير مستغرب من جانب طهران للأزمة القطرية.

 

وأوضح "ابن محمد" أن حجم التبادل التجاري بين البلدين شهد نمواً لافتاً، وازداد حجم صادرات المنتجات الغذائية والمواد الإنشائية من إيران.

 

واستغلت إيران الأزمة القطرية للترويج لمنتجاتها في الأسواق القطرية؛ لإنعاش اقتصادها المتردي، ومنافسة تركيا في هذا المجال، وفتحت جسراً جوياً يربط طهران بالدوحة لإمدادها بالمؤن، وتوقع مسؤولون تضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين بدافع الاستفزاز من جانب أمير قطر تميم بن حمد، للدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب.

 

كما استقبل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في طهران، وزير الاقتصاد القطري أحمد بن جاسم آل ثاني، وكان اللقاء بين الطرفين حميمياً، حيث تبادلا فيه عناق المتبوع للتابع، ووزعا فيه الابتسامات الصفراء.

 

وأكد الوزيران ضرورة إزالة القيود التجارية وتسهيل الظروف أمام التبادل الاقتصادي بين طهران والدوحة التي ألقت بنفسها في أحضان النظام الإيراني، مردداً خطاب المظلومية المضلل منذ أوقعت الدوحة نفسها في أزمة بسبب دعمها للإرهاب.