"حابس حابس".. عمارة رمسيس مسكونة بالعفاريت.. روايات مفزعة للجيران والشكوك تحاوط البواب

تقارير وحوارات

عمارة رمسيس
عمارة رمسيس


لم يكن يتخيل محمود أبو زيد، مؤلف فيلم البيضة والحجر للفنان الراحل أحمد ذكي أن بعد 27 عاماً من عرضه سيتجسد تفاصيل تشبه سيناريو الفيلم، ولكن هذه المرة على أرض الواقع، بعقار 209 الكائن بشارع رمسيس.

 

حيث جائت أحداث الفيلم ، حول شخص كان يسكن بأحد الحجرات فوق سطوح أحد العقارات الكبرى بميدان التحرير، ومع ضيق الحال استغله حارس العقار ومن معه لإزاحته من السكن باعمال سحر وشعوذة وايهامه بوجود "عفاريت" حتي يكتشفهم بالصدفة وهنا إدعى قدرته على الفك والربط وقراءة الفنجان وآمن به سكان السطوح، حتى دخل السجن بتهمة الدجل وظلت حجرته مغلقة، ولكن صاحب العمارة استطاع فتحها بعد أمر النيابة، ليصطدم بدخول الشطة والفلفل بعينيه مما كان هذا الدجال يضعها على الباب، ليصدق الجميع أن هذه كرامة الدجال، ورفضوا السكن بها.

 

حتى جاء العبقري أحمد زكي مدرس الفلسفة في الفيلم يوهم الجميع بأنه يحترف الدجل والشعوذة ولكن الحقيقة أنه كان يستخدم ذكاءه العقلي.



يشترك عقار 209 برمسيس وحجرة فيلم البيضة والحجر في الاعتقاد بكونهما مسكونان بالعفاريت، ولكن أحداث الفيلم كشفت حقيقة كون الفنان أحمد زكي لم يكن دجال، ولكن عمارة رمسيس- كما يطلق عليها الجيران، تخفي العديد من الأسرار وتبقي لغزها ليحير الجميع.

            

روايات الجيران

فبمجرد ما تطأ قدمك، بمحيط عقار 209 برمسيس، تجد واجهته تمتليء الأتربة ويغلق بابه، ليفسر الجميع السبب في خلو العقار من السكان منذ انشائه قبل 60 عاماً، إنه مسكون بالعفاريت.

 

يبني هؤلاء الجيران روايتهم، على مشاهدة شكوى من حاول السكن داخل العقار، ويصدقون مسامعهم، بأنها يسكنها العفاريت.

 

حمام يحلق على شرفة العقار

في البداية تقابلنا بأحد جيران العقار 209 الذي يتوسط بين آخر تدب فيه الحياة إلى حد ما، وأحد الشركات، ليؤكد أنه يعلم جيداً أن العقار مسكون بالعفاريت، ولا يرى منه أحد سوى البواب.

 

وبالاقتراب أكثر من العقار 209، وبالتمعن بالنظر في وجهته وعدد أطباقه التي تجاوزت الثمان طوابق، يلفت النظر حمام يحلق على أحد الشرفات العلوية، وبالنزول بالنظر مرة آخرى وجدنا بواب يخرج بجلباب، من حجرة خشبية ملاصقة لباب العقار من الخارج، ليتسائل عن سبب تواجدنا.



البواب يهدد محررتي "الفجر"

تحرك البواب من جانب السيارات المركونة أمام العقار، فهو يستغل المساحة أمامه كجراج للسيارات، وبسؤاله عن وضع العقار وصاحبه، حاول التهرب من كل الأسئلة ونفى كون العقار مسكون مدعي أنه يعيش بالدور الأرضي للعقار هو وأولاده وأحفاده منذ سنوات بعيدة تفوق العشرون عاماً، ورفض البواب الإدلاء بأى معلومة عن صاحب العقار أو اسمه، مهدداً محررتي "الفجر" بالأذى.

                  

كاميرا البواب

حاولت محررتي "الفجر" الانتظار أمام العقار بعد غروبه عن وجههم ودخوله لحجرته، ولكنه خرج مرة آخرى، مؤكداً أنه رأى كونهم مازلن أمامه من خلال كاميرا يستطيع من خلالها مراقبة الأوضاع خارج العقار.

 

خوف الفتايات من العقار

وبالتحرك لخطوات بجانب العقار حيث وجهته الجانبية رأينا مشهد آخر لطيور من الحمام والغربان ولكن هذه المرة ممسكة بمسلح العقار، وتتخلل المياة الطيور الواقفة، مما آثار الريبة أكثر.

 

تقابلنا بفتاتين من عمر الزهور وعند سؤالهم عن العقار، صرخوا مؤكدين: "دي العمارة المسكونة.. عمرنا ما بنروح عندها.. آخرنا نقف بعيد".

 

وبالتحرك أكثر بوجهة أحد محلات الهواتف المحمولة، قال أحد العاملين من أفراد الأمن إن العمارة مسكونة ومن دخلها يعي ذلك جيداً.



 المياة والعفاريت

وأضاف أن العقار بهذا الشكل منذ 60 عاماً، باعثاً أحد شكوكه عن البواب والذي يعلم بإنه اسمه "مجدي" واستمرار تواجده أمام العقار، ليشير أنه ربما يكون شريك في انتشار هذه السمعة عن العقار.

 

وأوضح أنه يعلم أن هناك خلاف على الميراث بين ورثة العقار، مما يفتح الشكوك أكثر أن يكون أحد الورثة وراء تلك الأسطورة أن العقار مسكون والتي استمرت لسنوات.

 

وأخذ يتمتم بصوت مسموع بأن الجن والعفاريت ليست بعيدة عن الإنسان وعلى الجميع أن يأخذ بالأسباب، مشيراً بيديه للطيور الواقفة على الواجهة الجانبية للعقار، قائلاً: "المياة اللى واقف عليها الحمام والغربان دي من دورات المياة.. وهو اصلا مفيش ناس يعني ممكن العفاريت بيستعملوا دورات المياة.. ولا ممكن يكون الطيور دي عفاريت احنا نعرف منين".

 

شاب مشنوق بجوار العقار

التقط منه الحديث مسؤول آخر بالمحل، ليحاول ربط الأحداث ببعضها، مشيراً بيديه أن بجوار العقار المسكون، استقيظ الجيران على مشهد لشاب مشنوق منذ إسبوعين دون معرفة أى تفاصيل عن هذا الحادث.

 

انتهى كلام الجيران ليترك الشكوك حول بواب وصاحب العقار وما يدور داخله، ويبقى لغز عمارة رمسيس دون أن ينفك، ليبعد كل السكان عن عقار ربما تقدر الشقة الواحدة داخله بأكثر من مليون جنيه- بحسب تقديرات السكان للمنطقة الراقية التي يقع بها.