"الفجر" في محيط عقارات روض الفرج المنهارة.. تفاصيل جديدة وروايات مفزعة من الجيران

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"قلبنا موجوع".. عبارة قصيرة تفوه بها جيران عقارات روض الفرج المنهارة، تترجم حالة الهلع التي تملء قلوبهم والدموع المحتبسة في عيونهم منذ وقوع العقارات الثلاثة صباح أمس الثلاثاء.

 

فبمجرد ما تطأ قدميك حارة البرنس داوود، المتفرعة من شارع الترعة، الكائن بمنطقة روض الفرج، ترى عينيك تراب الهدم تتصدر المشهد، فالعقار 45 المكون من خمس أطباق انهار بالكامل، وكذلك العقار 43 المكون من 3 أطباق، بالإضافة إلى انهيار العقار 47 بشكل جزئي.

 

وعلى بعد خطوات تسبق العقارات المنهارة بحوالي 5 عقارات آخرى، فرضت قوات الشرطة كردون أمني لحماية سكان باقي العقارات، التي لم تخلو من سكانها، رغم وهل الصدمة واقتراب عقاراتهم المتهالكة من الآخرى المنهارة.



الصدمة تمنع أم حسني من الكلام

في مقدمة حارة البرنس داوود، يجلس جيران العقارات المنهارة يتحدثون عن المشهد الذي لا يغيب عن أعينهم منذ صباح أمس الثلاثاء.

                   

التقطنا بعض الكلمات بصعوبة من أم حسني، السيدة التي تجاوزت الستينات من عمرها، ويؤكد من حولها أنها على هذا الحال من الصمت منذ وقوع الكارثة التي حلت عليهم.

 

وبمرارة والدموع تقفذ من عينيها، قالت أم حسني: "أنا مش حاسة بجسمي من امبارح.. مش عارفة اتكلم.. أنا حزينة على اللى ماتوا ذنبهم ايه يروحوا كده".



أم محمود تروي حالة الفزع

وتروى أم محمود، السيدة الخمسينية إحدى البائعات بسوق روض الفرج، الصدمة التي تعرضوا عليها، فقالت: "أنا ببيع على باب الله.. كنت قاعدة باكل أنا وعيالي.. سمعنا صوت الهبدة زي الانفجار الساعة 8 وربع الصبح.. وجم قالوا لابني حمادة الحق في دخان.. بعدها اكتشفنا ان البيوت وقعت".

                

وأضافت: "جرينا نلحق الناس في البيوت اللى وقعت قبل ما الإسعاف تيجي.. الوقعة دي واجعة قلبنا كلنا.. والناس كلها زعلانة".

 

وأشارت أم محمود أن العقار المنهار ذو الخمس طوابق، جاء له أمر إزالة منذ 7 سنوات، مشيرة أن السكان رفضوا ترك العقارات لإنهم لا يملكون مآوى.



عريس العقار المنهار توفى قبل زفافه بأيام

وعن عريس العقار المنهار، روى الجيران إن زفافه كان يوم الأحد المقبل، مؤكدين أن والدته توفت بعد علمها بوقوع العقار الذي تسكن فيه، وانتشلت جثة العريس رامي، في الساعة الرابعة من فجر الأربعاء.

                             

عادت لتجد أطفالها يغطيهم التراب

"في ايه".. هكذا سألت إحدى الأمهات عن ما حدث ليحاول الجيران أمس اخفاء ما حدث عنها لإنهم علموا أن أطفالها الذين لم تتجاوز أعمارهم أصابع اليد الواحدة قد قضيوا وهي في خارج المنزل.

 

وقالت جارتها: "قولتلها ادخلي شوفي عيالك مكنتش عاوزة أخضها.. لكن عيالها ماتوا.. وسلفتها كمان ماتت.. وبنت سلفتها كمان ماتت".

الوفيات 15 شخص بينهم أطفال

ويعدد الجيران العديد من الوفيات على أيديهم بخلاف المصابين الذين يتلقوا العلاج بمستشفى الساحل التعليمي، قائلين: "واحدة ماتت وبنت سلفها وبنت بنتها بخلاف الأطفال الذين توفوا ووالدتهم بالخارج بالإضافة إلى العريس رامي"، والتقطت إحدى الجيران الحديث، قائلة: "اللى ماتوا 15 واحد بينهم أطفال".

                    

توفت وهي تحتضن حفيدتها

ووسط حالة الحزن التي تغطي جيران العقارات المنهارة بروض الفرج، يقف أحد الشباب يعلق ورقة على مدخل حارة البرنس داوود مكتوب عليها: "توفيت إلى رحمة الله تعالى الحاجة أم مصطفى وهنا طه بدوي".. وبالتحرك صوب الشاب قال إن هذه هي السيدة التي توفت بجوار حفيدتها.

 

وأضاف: "لما دخلوا البيت اللى وقع لقوا أم مصطفى كانت حاضنه بنت بنتها ونايمة على السرير.. هي ماتت في ساعتها وبنت بنتها ماتت بعدها.. وهيتعمل العزاء ليهم هما الاثنين".



سفلتة الشوارع تثير شكوك الجيران

وفي محاولة لتفسير الانهيار المفاجيء للعقارات، أشار بعض الجيران أن الحي كان يقوم بسفلتة الشوارع الأمر الذي تسبب في اهتزاز العقارات.

                  

وقال أحد الجيران إن عملية السفلتة وتنظيم وضعية الأرض، أدت لخروج مياة جوفية من تحت العقارات، مشيرًا أن ذلك الأمر ساعد على تهالك العقارات بشكل أسرع والنتيجة انهيار الثلاثة عقارات.

 

محمد يخشى من نفس المصير

ويقف محمد، الذي يبعد منزله مسافة شارعين عن العقارات المنهارة، حاملًا بيديه صور لعقاره الذي تغطيه الشروخ، يفكر في أن يلقى نفس مصير سكان العقارات المنهارة.

 

ويؤكد محمد أنه اشتكى للحي مرارًا وتكرارًا خوفًا من وقوع منزله عليه ولكن دون جدوي، ويكون الرد أن هناك لجنة ستفحص المنزل.



متضرري العقارات المنهارة يرفضون الحلول المؤقتة

وعن متضرري العقارات المنهارة، قال الجيران إنهم ذهبوا إلى مركز شباب سيدي فرج "جزيرة بداران"، للمكوث فيه لحين توفير سكن لهم.

                  

وبالانتقال إلى مركز الشباب تأكدنا أن متضرري العقارات المنهارة رفضوا المكوث فيه، لعدم جاهزية المكان لاستقبالهم من جهة، ومن ناحية آخرى لرغبتهم في تعويض بوحدات سكنية تآويهم، وهو الأمر الذي جعلهم ينتقلون إلى المحافظة اليوم على الفور.

 

ويسعى مسؤولي مركز شباب سيدي فرج "جزيرة بدارن" لهدمه منذ قرابة العام، لكونه غير مؤهل.