منال لاشين تكتب: احذر لدغة البيتكوين

مقالات الرأي



■ ربح الوحدة منها وصل 15 ألف دولار وشركات مصرية تكونت للاستثمار فيها

■ الفيس بوك والوتس آب وسائل التواصل مع المصريين والشراء يتم خارج مصر

الاستثمار فى مصر موضات والنصب أيضا دورات، مرة توظيف الأموال، مرة بالفوركس أو البيع الشبكى على الإنترنت.

فى كل مرة يحقق البعض مكاسب هائلة ويتكبد الملايين من المصريين خسائر بالمليارات، عمليات الفوركس كبدت المصريين والاقتصاد 3 مليارات دولار، والآن بدأ عصر انتشار ظاهرة البيتكوين، حمى البيتكوين تجتاح البيوت والمقاهى والكافيهات وشركات ووزارات الأعمال، لا حديث فى مصر سوى كيف نكسب من البيتكوين،؟ كيف نصل للاستثمار فيه.

والبيتكوين ليس جديدا على مصر وكان يتم التجارة فيه فى دوائر صغيرة ومغلقة، ولكن الارتفاعات الهائلة فى سعر البيتكوين أصابت الكثيرين بالجنون، بتعبير قرأته فى إحدى الصحف المصريون الآن جزء من موجة مجنونة.

1- العملة الشبح

البيتكوين عملة افتراضية مثل الشبح، لا توضع فى الجيب أو الخزانة، ولكنها تتداول للشراء الإلكترونى، بدأت العملة فى عام 2008، ومثلما تعد العملة شبحًا، فإن صاحبها أو مطلقها يحيط به الغموض، فى البداية أطلقها رجل مجهول لم يعلن عن اسمه صراحة، وأطلق على نفسه «ساتوش ناكاموتو»، وقد تم إطلاق العملة الشبح من خلال بحث، وتردد أن مجموعة من طلاب أعظم الجامعات، جامعة هارفارد قد اخترعوا العملة الافتراضية خلال بحث لإنهاء هيمنة الدولار على التعاملات الدولية، عملة لا تعتمد على اقتصاد دولة أو غطاء ذهبى أو غطاء سلعى مثل القمح، عملة تقاس بالعملات الأخرى مثل الدولار واليورو والاسترلينى، وتتداول بدون وسيط، يمكن أن تشترى بها من المشروب الغازى إلى البيت الذى تسكنه، وحين بدأ تداول هذه العملة كانت بمجرد دولار واحد، وكان التداول بها يتم فى حدود ضيقة، ولكن سرعان ما انتشر التعامل بها لسهولة التعامل لا تحمل فلوس ولا شيكات ولا فيزا ،مجرد تعامل أو معاملة على الانترنت، وانتشرت البيتكوين فى لندن عاصمة المال فى أوروبا، ولكن هذا الانتشار لم يرفع سعرها كثيرا مقابل الدولار، فحتى عام 2012 كانت سعر البيتكوين 9 دولارات، ولكن فى الفترة الأخيرة ارتفع سعرها مع المضاربات عليها، فقد تحولت البيتكوين إلى سلعة يضارب الناس عليها، بعدما كانت مجرد عملة للشراء الإلكترونى بها، وقد عرف الدولار فى مصر نفس المرحلة، فقبل انتهاء السوق السوداء وقبل التعويم تحول الدولار فى مصر إلى سلعة وليس عملة، وهذا هو ما يحدث الآن للبيتكوين فى العالم.

2- مخاطر ومعوقات

وعلى الرغم من السهولة والحرية التى توفرها عملة البيتكوين إلا أن هذه الحرية تحمل مخاطر الاستثمار فى العملة وليس الشراء بها، فقوة أى عملة عادية من الدولار للجنيه تقاس بقوة اقتصاد الدولة صاحبة العملة، وقديما كان لكل عملة غطاء أو مخزون ذهبى لدعم العملة، ولكن أهمية الغطاء الذهبى تراجعت كثيرا أمام قوة اقتصاد الدولة صاحبة العملة، وضعف الجنيه يعكس ويكشف فى آن واحد ضعف الاقتصاد المصرى، ولذلك فإن هذه العملات يمكن قياس قوتها أو ضعفها من خلال أداء اقتصاد الدول، بينما فى عملة البيتكوين لا توجد معايير اقتصادية ومالية محددة لقياس أو توقع قوة العملة الافتراضية،

من ناحية أخرى فإن الإقبال على عملة البيتكوين كشف عن مشكلات وتعقيدات من شأنها تهديد مستقبل العملة والاستثمار بها، فمع تزايد التعامل بالبيتكوين بدأت إجراءات التسجيل الالكترونى لعمليات الشراء تتأخر مدة طويلة، كما أن رسوم التسجيل وصلت إلى 5 دولارات (90 جنيهًا)، وهو رقم كبير إذا ما كانت عملية التسجيل تتعلق بشراء وجبة غذاء أو مشروب بيرة أو فنجان قهوة، ولذلك شهدت منتديات مستخدمى البيتكوين جدلا عنيفًا لحل المشكلات الفنية المتعلقة بتسجيل العمليات، وتقوم عملية الشراء على عمليتين هما (التشفير) وذلك لحماية أمن عمليات الشراء، والعملية الأخرى تعرف بسلسلة الكتل، وهذه العملية الفنية المعقدة هى سبب كل من بطء التسجيل وارتفاع رسومه، ونتج عن الجدل اقتراح بإنشاء عملة أخرى أو بالأحرى نسخة أكثر تطورا وأقل تعقيدَا من البيتكوين، وهذا الاقتراح أو الاتجاه من شأنه أن يهدد العملة ويخرب بيوت المضاربين عليها والمتعاملين بها.

3- البيتكوين فى مصر

كان تداول ومتابعة البيتكوين فى مصر محدودا وعلى نطاق ضيق، ولكن ارتفاع العملة فى الأسابيع الماضية لتكسر حاجز 15 ألف دولار، هنا اختلط النصب بالبيزنس والحقيقة بالأوهام، أعلنت شركة مصرية عن أول منصة للتداول البيتكوين فى مصر، ونشط السماسرة فى جمع الدولارات من المصريين، وإنشاء مجموعات شبيهة بالفوركس، كل ما تجمع أشخاص أكثر ليستثمروا أو (يلعبوا بلغة السوق فى البيتكوين) ربحك هيزيد، على الفيس بوك وعلى الواتسب رسائل ودعوات محمومة تدعو للكنز الجديد، البيتكوين، وبالطبع بعض الشركات أو الأشخاص قد يحققون أرباحا، ولكن الخسارة واردة جدا، ولم يكن هناك ضمان لتعويض الخسائر، فقد جدد البنك المركزى عدم اعترافه بالبيتكوين، وأكد أنه لن ولم يضمن البيتكوين، ولكن يجب أن يتضامن المركزى والحكومة لضمان ألا تنتشر ظاهرة الاستثمار فى هذه العملة الافتراضية ليس حرصا على أموال المصريين، ولكن لأن الاستثمار فى البيتكوين سيكون منفذا لتهريب وخروج الدولار من مصر، وهذا سيؤدى إلى زيادة سعره، وزيادة أسعار السلع المرتفعة.

صدقونى ما يحدث الآن فى سوق البيتكوين هى حلقة جديدة من النصب باسم وهم الربح السريع، خلوا فلوسكم تحت البلاطة أو طلعوها فى البنوك أو البورصة، بلاش طمع، فكر جيدًا وابحث أكثر قبل أن تدخل مغامرة البيتكوين.