عظمة على عظمة ياست.. 3 محطات تاريخية في علاقة أم كلثوم بزعماء مصر (فيديو)

تقارير وحوارات

أم كلثوم
أم كلثوم


في مثل ذلك اليوم، ولدت كوكب الشرق عام1898، وبسبب عدم وجود أي وسيلة لتوثيق الميلاد رسمياً فقد سجلت أم كلثوم رسمياً على أنها من مواليد العام 1908، ومن هنا فقد أصبح هذا العام هو عام ميلادها وتحديداً في الشهر الرابع من مايو.

وكانت هناك علاقة قوية بين كوكب الشرق أم كلثوم، وعدد من الزعماء الذين تولوا حكم مصر خلال الفترة التي عاشتها الراحلة.

الملك فاروق
علاقة أم كلثوم بالملك فاروق بدأت منذ أن كانت تذهب لإحياء عيد ميلاده وهو طفل في قصر عابدين، وقت أن كان والده فؤاد الأول ملكًا للبلاد، وفي عيد ميلاده الموافق 11 فبراير 1937، قدمت "الآنسة" أم كلثوم 14 مقطوعة، كلها تحمل اسم الملك الفاروق، حتى أطلقوا عليها "الفاروقيات"، لتكون أم كلثوم المطربة المفضلة للأسرة المالكة التي اعتبرتها مطربة البلاط الأولى.  

حرصت أم كلثوم على توطيد علاقتها بالملك، حتى سنحت الفرصة التي جعلت منها "صاحبة العصمة"، ففي 17 سبتمبر عام 1944 أعادت أم كلثوم تقديم أغنيتها الشهيرة "يا ليلة العيد"، التي غنتها لأول مرة في فيلم "دنانير"، للمخرج علي بدرخان، في عام 1939، وذلك خلال إحيائها حفل العيد بملعب "التتش"، مقر النادي الأهلي حاليا. 

وبدأت أم كلثوم وصلتها الثانية بأغنية "يا ليلة العيد"، وفجأة توقف العزف وتعالى صوت الهتاف والتصفيق، وإذا بمذيع الراديو يعلن قائلًا: "شرف حضرة صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم حفظه الله.. فقد نفح شعبه بتشريف حضور هذه الحفلة". 

فدخل الملك فاروق للحفل، فبدلت سريعًا كلمات الأغنية لتكون: "يا نيلنا ميتك سكر وزرعك في الغيطان نور.. يعيش فاروق ويتهنى ونحيي له ليالي العيد"، وذلك بدلًا من: "يا نيلنا ميتك سكر وزرعك في الغيطان نور.. يعيش هارون يعيش جعفر ونحيلهم ليالي العيد"، فانفجر الحضور تهليلًا وتصفيقًا، وتعالى الهتاف مجددًا: "يعيش الملك في عيون الأهلي.. يعيش فاروق ملك مصر والسودان"، وتابعت أم كلثوم مغازلتها مغنية: "ده الليلة عيد ع الدنيا سعيد.. عز وتمجيد لك يا مليكي".


جمال عبدالناصر
وكانت لأم كلثوم علاقة قوية بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر فبعيدًا عن الأغاني الحماسية التي غنتها في عهده، إلا أنها كانت على تواصل معه وكانت دائمة التردد على بيته عائليا، وكانت علاقة عبد الناصر بأم كلثوم علاقة طاهرة نابعة من تقديره لدورها الفني العملاق الذي أسعد الأمة العربية كلها.

ارتبطت كوكب الشرق أم كلثوم بعلاقة قوية بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، مما أكسبها شانًا قويًا لدى أعضاء مجلس تنظيم ثورة يوليو 1952، وفي مجلة "الهلال" بشهر أكتوبر عام 1971، سطرت أم كلثوم مقالًا صحفيًا بعنوان "كيف عرفت عبدالناصر؟"، وروت فيه لحظات اللقاء الأولى بمناسبة مرور الذكرى الأولى لوفاته.

كوكب الشرق قالت أن أول لقاء كان عام 1948، وتحديدًا وقت مأساة فلسطين، بحسب وصفها قائلة: "كنت أتتبع أنباء إخوتي وأبنائي أبطال الفالوجا يومًا بيوم، وبعد عودتهم استقبلتهم بدموع المصرية الفخورة بأبناء مصر، وجلست بينهم وأنا أشعر أنهم أسرتي، صميم أسرتي، إخوتي وأبنائي، وهناك قدم لي المرحوم القائد السيد طه ضباطه وجنوده، وحدثني عن أصحاب البطولات الكبيرة منهم، وكان في مقدمة أصحاب هذه البطولات الضابط الشاب جمال عبدالناصر".


وتطرقت أم كلثوم في حديثها إلى أغانيها للزعيم الراحل وللثورة بقولها: "هناك أنشودتان من بين كل الأناشيد التي غنيتها للثورة أحسست بانفعال أعمق كلما ذكرتهما، إحداهما يا جمال يا مثال الوطنية التي غنيتها له بعد حادث منشية البكري بالإسكندرية، والثانية أغنية قم التي قدمتها عقب النكسة".


أصيبت الفنانة الراحلة أم كلثوم، بصدمة كبيرة بعد علمها بوفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذي كانت تربطها به علاقة صداقة قوية، ورغم الحزن الذي عاشت فيه إلا أنها قررت غناء قصيدة جديدة ترثيه فيها، فاتصلت بالشاعر نزار قباني، والموسيقار رياض السنباطي، واتفقت معهما على تقديم عمل فني يليق بهذا الرجل العظيم، فكانت القصيدة التي كتبها نزار "رسالة إلى الزعيم"، وسجلت كوكب الشرق القصيدة التي لم تطبع على أسطوانات وأذيعت مرة واحدة فقط، وبعد انتهائها من الغناء انهارت داخل الأستوديو، حيث كانت تغني والدموع تتساقط على وجنتيها.




محمد أنور السادات
أما عن علاقتها بعائلة "السادات"، فكان عناك موقف طريف يجسد تلك العلاقة فروى الفنان سمير صبري، خناقة كوكب الشرق أم كلثوم والرئيس الراحل أنور السادات وزوجته جيهان السادات.

ويقول "صبري": القصه بدأت عندما منعت أغانى كوكب الشرق أم كلثوم، من الإذاعه عبر الراديو، ولم تكن تذاع أيضا فى النادى الدولى كما هو معروف وقتها وكان ذلك فى عام 1974، وكنت قد تعودت على إنهاء كل حلقة من برنامج النادى الدولى بأغنيه لأم كلثوم، ويوماً جاء اليّ أحد المسؤولين في التلفزيون وقال لى بالنص: "أنت إزاى تحط فى كل حلقه أغنيه لأم كلثوم"، فقلت له: "وفيها ايه؟ وهى أم كلثوم شويه؟"، ولم اكن اعلم ماذا حدث وهل ارتكبت جرم شنيع لهذه الغضب.

 وأكمل الفنان سمير صبرى حكايته بأن المسؤول قال له أوقفها فوراً هوه انت ما تعرفش ان فيه خناقه بين أم كلثوم ومدام جيهان السادات، فرد صبري لأ، فرد عليه المسؤول قائلاً: "لا ده فيه خناقة كبيره واحنا منعنا أغانيها حتى لا تغضب مدام جيهان"، ورد سمير صبرى عليه "قلت له ايه الكلام ده اغانى ام كلثوم تمنع فى تلفزيون مصر".

ويضيف: "دعيت لأكون مذيع حفله كبيره أقيمت فى مستشفى المعادى تكريماً لجرحى الثوره، وكان يحضرها الرئيس أنور السادات وزوجته السيدة جيهان والموسيقار محمد عبدالوهاب، والسيدة أم كلثوم والفنان يوسف وهبى، وكانت من تغنى فى الحفل عليا التونسيه.

وذهب "صبري" لزوجة "السادات" وقال لها: "يا هانم أنا يصعب على أن يقال فى التلفزيون إن سيادتك منعت أغانى أم كلثوم من التلفزيون"، فاستنكرت لذلك لأنه لم يحدث واستدعت وزير الإعلام الذي كان وقتها يوسف السباعي وذهبوا إلى أم كلثوم وقالت لـ"السباعي: "ما عاش اللى يفكر حتى تفكير بأن يمنع أغانى أم كلثوم"، ثم تبادلت السيدة جيهان السادات القبلات مع أم كلثوم وقالت لها: "إنتي يا ست ثروه قوميه، وأغانيك فيها السعاده لملايين المصريين والعرب".

وفي مذكرات الكاتب الصحفى، مصطفى أمين، قال إن سر انقلاب السيدة جيهان السادات علي أم كلثوم هو قصة الصراع بين لقب سيدة مصر الأولي الذي سعت إليه جيهان السادات بحرص شديد، وسيدة الغناء العربي الذي تربعت به أم كلثوم علي عرش وقلوب الجماهير المصريه الغفيرة.

وكانت الشائعه الأقوى تقول إن سبب الحرب علي أغنيات أم كلثوم واصدار الأوامر بمنعها، السر هو رغبه الانتقام لدى سيدة مصر الأولى من المطربه التى داعبت زوجها الرئيس فى احدى المناسبات، وهى تصافحه قائلة "منور يا أبوالأنوار".