في ذكرى رحيله.. أبرز إنجازات محمد سعيد باشا

تقارير وحوارات

محمد سعيد باشا
محمد سعيد باشا

                                                       
"الأمة التي لا تقدر مفكريها لا تساوى شيئًا بين الأمم".. بهذه الكلمات عبر محمد سعيد باشا، عن اهتمامه بالمفكرين، بالرغم من أنه قام بإغلاق الكليات التي أنشأها والده محمد علي باشا، لإيمانه أن  "الأمة الجاهلة أسلس قيادة من أمة المتعلمة".

في مثل هذا اليوم من الثامن عشر يناير  ١٨٦٣ ،  توفي محمد سعيد باشا، والي مصر من سلالة الأسرة العلوية، والذي  تولى الحكم من 24 يوليو 1854 إلى 18 يناير 1863 تحت حكم الدولة العثمانية، كان الابن الرابع لمحمد علي، تلقى تعليمه في باريس وكان ذا نزعة غربية.
 
جاء خلفا لعباس حلمى الأول وهو مولود في ١٨٢٢واختار له والده السلك البحرى فدربه على فنون البحرية ولما أتم دراسته انتظم في خدمة الأسطول، وترقى حتى صار في أواخر عهد أبيه القائد العام للأسطول.
 
تطهير ترعة المحمودية
وفى عهد سعيد تم تطهير ترعة المحمودية التى كانت على وشك أن تطمر، وهى القناة الملاحية النيلية الواصلة من فرع رشيد عند مدينة المحمودية وتصب فى الإسكندرية، وفى عهده أيضاً جرى تنظيم القضاء وتم تعيين المصريين فى المناصب الإدارية الكبرى.
وفى عام ١٨٥٨ أصدر اللائحة السعيدية التي قضت بتمليك الأرض للفلاحين وحرص على التخفيف عن الفلاح وأسقط عنه الضرائب المتأخرة وجعل اللغة العربية لغة المعاملات فى الحكومة، وأنشأ خط سكة حديد القاهرة - السويس فى ١٨٥٨، ومن قراراته اللافتة أنه كان يرفض أن يستقبله الناس إثر عودته من أى سفر بالاحتفالات والزينة.
 
قام بتأسيس البنك المصري في عام 1854م، وإعطاء فرديناند دي لسبس الموافقة على حفر قناة السويس، تمام سكة حديد القاهرة - الإسكندرية والذي بدأ العمل به في فترة حكم عباس حلمي الأول.
 
قصر مدة الخدمة العسكرية
كما اهتم بالملاحة التجارية الداخلية والخارجية، فأنشأ شركتين للملاحة أحداهما نيلية أسهها عام 1854، والأخرى بحرية أسسها عام 1857، إضافة إلى قصر مدة الخدمة العسكرية ثم عممها على جميع الشبان على اختلاف طبقاتهم، فجعل متوسط الخدمة سنة واحدة وبذلك أدخل في نفوس الناس الطمأنينة على مصير أبنائهم المجندين.
وأصدر لائحة المعاشات للموظفين المتقاعدين، وأصلح مجلس الأحكام وقام بعدة تغييرات في هيكله، وأصلح القضاء الشرعي، ومنع نقل الآثار المصرية وأمر بجمعها في مخازن أعدت لها في بولاق، كما أنهى الاختلاط الذي كان متبعًا في التقويم، حيث كان هناك التقويم الهجري والميلادي والقبطي فحدد لكل وظيفته.
 
حروب خضتها مصر في عهده
وفى عهده خاضت مصر حربين لا ناقة لها فيهما ولا جمل، الأولى حرب القرم حيث أرسل نجدة إلى الجيش العثمانى واستطاعت الدولة العثمانية وحلفاؤها التفوق على الروس وإبرام معاهدة باريس عام ١٨٥٦، أما الثانية فكانت حرب المكسيك: بسبب ميوله نحو إمبراطور فرنسا نابليون الثالث التي جعلته يلبى دعوته حينما طلب منه أن يمده بقوة حربية مصرية لتعاون الجيش الفرنسى بهذه الحرب.