بالسيطرة على مؤسسات المسلمين.. مهندس مصري يفضح فساد "الإخوان" في أمريكا

تقارير وحوارات

جماعة الإخوان
جماعة الإخوان


كشف الدكتور علاء الدين نصار، وهو مهاجر مصري متخرج من جامعة ستانفورد ويعمل كمهندس في شركة فيس بوك على موقعه على مدى سنين الممارسات الفاسدة للإخوان وطريقتهم في السيطرة على المساجد، والمنظمات المسلمة في أميركا.

 

وقد أظهرت مدونة مكاشفات الأميركية الناطقة بالإنجليزية المعنية بشؤون المسلمين الأميركيين عن المجهود الجبار الذي بذله "نصار" في مقاومة المد الإخواني الذي يعتمد على الكذب والتزوير والمراوغة من أجل الهيمنة على مؤسسات الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة.

 

موقع "نصار" بدء الكشف عن فضائح الإخوان من سنوات، إذ أنه إصطدم بممارساتهم للإستئثار بالسلطة على رغم قلتهم العددية، فبعد أن كان عضوًا في مجلس إدارة مدرسة قرطبة الإسلامية المعنية بتعليم الأطفال مبادئ العقيدة واللغة العربية في مدينة سانتا كلارا قرب سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، فقد اكتشف أن المنظمة المحلية التي أسست المدرسة وتسيطر على المسجد هي في الحقيقة واجهة لتنظيم الإخوان المسلمين في أميركا الذي يتخفى وراء أسماء كالجمعية الإسلامية الأمريكية Muslim American Society (M.A.S) وهو القناع الذي يسمح للتنظيم ببسط سيطرته وأخفاء حقيقة إنتماءه عن المسلمين الأمريكان أنفسهم، وعن غير المسلمين من الأميركان.

 

فحسب قوله على موقعه "ليس ضد الإسلام بل هو ضد جماعة تنتهك الآخرين بإسم الإسلام، هذه الجماعة تتمدد في الظلام وراء الكواليس بلا أدنى محاسبة من الجمهور، و يخفي أعضاء الجماعة هويتهم وانتمائهم (لجماعة الإخوان المسلمين) وهي العقلية القبلية التي حرمها الإسلام".

 

 ويضيف قائلاً "أغلبية المسلمين هنا لا يعون أن جماعة الإخوان المسلمين تعمل هنا تحت المسمى الخادع "الجمعية الإسلامية الأمريكية".

 

ويفسر نصار سلوك الجماعة في أمريكا بأن "عقليتهم نتيجة لعقود من العمل السري، إذ أنهم يدركون تمامًا أنهم لا يستطيعون العمل بشكل علني في البلدان التي هاجروا إليها تحت إسم الجماعة، فيكمن الحل في تبني مسمى كالجمعية الإسلامية الأمريكية — و هكذا تحل المشكلة بخداع ٩٩٪ من الجمهور."

 

وكشف "نصار" عن سر سيطرة الإخوان رغم كونهم أقلية تبلغ ١٥٠ شخصاً على أغلبية المسلمين في مدينته الذين يبلغ عددهم فيها ٥٠٠٠ شخص، فهم حسب تسريباته يقومون بذلك بممارسات ذكية للتزوير والمحسوبية. اللوائح الداخلية للجمعية مكتوبة بطريقة تسمح للقائمين ضمان السيطرة عليها، وذلك بتسجيل أعضاء مجلس الإدارة وأقربائهم كأعضاء كاملين مما يعطيهم الأغلبية الدائمة في التصويتات الداخلية.

 

كما أن هيئة التصويت وتسجيل الناخبين نفسها يسيطر عليها أعضاء في الجماعة يخفون انتمائهم من أجل تضليل الجمهور، ويضاف إلى ذلك أن اللوائح الداخلية للجمعية تعطي مجلس الإدارة الحق في تغيير مواعيد وأماكن التصويت بدون أي إشعار مسبق.

 

الخدعة الأقوى التي تستخدمها الجماعة للحفاظ على سطوتها هي خلق إنطباع زائف بوجود تناوب على المسؤوليات وخيارات للناخبين لاختيار قيادة الجمعية، يتم ذلك عن طريق نظام تزكية وترشيح يتداول فيه أعضاء الجماعة السلطة بينهم على أساس أسري، إذ يرشح كل منهم شخصاً من الأسرة الثانية كواجهة يحافظ فيها نفس الأشخاص على نفوذهم بدون أن يشعر بذلك الناخبون من أبناء الجالية المسلمة.

 

ينيط "نصار" أيضًا، اللثام عن أحد الدوافع الأساسية للجماعة للاستماتة من أجل السيطرة على كل مؤسسات الجالية الإسلامية من مساجد ومدارس ومراكز إسلامية ألا وهو الدافع المالي.

 

 فقد كشف أن الإخوان المسلمين يستخدمون واجهتهم في مدينته لجمع الأموال لإستخدامها وتوظيفها لخدمة أجندتهم السياسية في كل الولايات المتحدة إذ بلغت ميزانية الجمعية في سانتا كلارا ٣ مليون دولار في سنة ٢٠١١ جمعت عن طريق جمع التبرعات من المسلمين بحجة الصرف على المسجد والمدرسة ونشاطات الدفاع عن المسلمين في أميركا في مواجهة الكراهية ضدهم ويتم كل ذلك من دون أن يكون للمتبرعين أي تأثير على كيفية صرف الأموال ولا حتى أية رقابة لأن الجماعة لا تودع الأموال في حساب بنكي بل تحتفظ بها نقداً وبأيدي أعضاءها.

 

ما يثير الانتباه في كتابات الدكتور نصار هو أن ما وصفه من ممارسات في مدينته بكاليفورينا لا يمثل استثناءً في أميركا بل هو القاعدة العامة في الأغلبية الساحقة من الجاليات المسلمة هناك والتي هي في الحقيقة تعيش تحت سطوة الإخوان المسلمين التي تردع أي معارض بتهديده بالإشهار به كفاسق، أو كمرتد معادي للإسلام والمسلمين وهو رادع قوي يمنع الكثيرين من مواجهتهم، وقد يكون هذا هو السبب الأساسي في موجة العزوف الكبيرة بين أبناء المسلمين عن ارتياد المساجد، أو الإنخراط في العمل التطوعي لخدمة جالياتهم نظرًا لغضبهم واستيائهم العارم من تلك الممارسات.

 

لكن الاستثناء هنا يبقي "نصار" نفسه الذي غرد خارج السرب وأحرق ستار السرية الذي تتخفى وراءه جماعة الإخوان المسلمين بجرأة منقطعة النظير.