طفرة وفرصة تاريخية.. ماذا قال العرب عن مؤتمر نصرة القدس؟

تقارير وحوارات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


عقب مواجهة الأزهر قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر نصرة القدس، أشاد العديد من المشاهير والصحف، بالمؤتمر، واصفينه بـ"النصرة" واستعادة للوعي بهوية القدس، لاسيما أنه جاء بمرحلة غاية في التعقيد.

 

وانطلق يوم الأربعاء، فعاليات المؤتمر الدولي لنصرة القدس، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعقد المؤتمر على مدار يومين بالقاهرة، بحضور وفود وشخصيات من 86 دولة حول العالم، للرد على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل العاصمة الأمريكية إلى القدس.

 

استعادة للوعي بهوية القدس

أكدت صحيفة "الرياض" السعودية"، أن مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، استعادة للوعي بهوية القدس، مطالبة العرب والمسلمين بضرورة وضع استراتيجيات قابلة للتطبيق للتصدي للغطرسة الإسرائيلية، واستغلال مشاعر التعاطف وحالة التنديد بالقرار الأمريكي الجائر بنقل السفارة إلى القدس الذي يمنح سلطات الاحتلال غطاءً لمواصلة اعتداءاته على الإنسان الفلسطيني والمقدسات في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

 

نصرة للقدس

وتحت عنوان "نصرة القدس"، قالت جريدة "الرياض"، في افتتاحيتها اليوم، "يمثل نفي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن الانتهاء من إجراءات نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس خلال عام مؤشراً مهماً يشكل نقطة بيضاء في صفحة سوداء رفعتها بلاده ملغية بذلك معاهدات ومواثيق وقرارات دولية وأي محاولات مستقبلية لإنعاش أي أمل في السلام فى الشرق الأوسط".

 

وأضافت الرياض، أن هذا النفي تزامن مع مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس الذي احتضنته القاهرة بمشاركة واسعة ضمت قيادات سياسية وشخصيات تمثل الأديان السماوية والذي أكد على أهمية استعادة الوعي بقضية القدس وهويتها العربية والمسؤولية الدولية تجاهها، كما دعا إلى ضرورة الوقوف فى وجه جميع الممارسات الإسرائيلية التى تستهدف تهويد القدس وطمس تاريخها العربى.

 

وتابعت: "الرئيس الفلسطيني كان واضحاً فى دعوته المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته لتفعيل عشرات القرارات الصادرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، حيث أثبتت الأيام عجزه عن تنفيذ ولو قرار واحد يعيد الحقوق لأصحابها منذ وعد بلفور المشؤوم وحتى يومنا هذا".

 

وشددت الصحيفة، على ضرورة أن يرتقى الخطاب الإعلامي العربي والإسلامي إلى مستوى القضية بعيداً عن الإثارة ولغة التهديد والوعيد التى لم تجد خلال عقود طويلة سوى خيبات أمل متلاحقة هزت الوجدان العربى والإسلامى، والاهتمام بثورة وسائل التواصل لمخاطبة الشعوب بالمنطق وتفنيد جميع الادعاءات الإسرائيلية بالحجج فى قوالب تتواءم مع طبيعة المتلقى لا بما اعتدنا عليه من خطابات متشنجة ساهمت فى تحويل الظالم إلى مظلوم وقلب المفاهيم.

 

فرصة تاريخية لنصرة القدس وفلسطين

من جانبها قالت السفيرة مشيرة خطاب، وزيرة الدولة للأسرة والسكان السابقة إن ما يحدث الآن من اعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل يعد هدما لكل قرارات الأمم المتحدة ويجافي قرارات المنظمات الدولية.

 

وأضافت خطاب: أن المؤتمر يمثل فرصة تاريخية لنصرة القدس وفلسطين وعلينا الخروج بخطة عمل تضمن تنفيذ الالتزامات الفعلية تجاه فلسطين، ونحن كدول إسلامية وعربية والمساندين للقضية الفلسطينية علينا دور كبير في إنقاذ القضية الفلسطينية والعربية، ويجب علينا تقييم سياساتنا تجاه الولايات المتحدة عقب قرار رئيسها ترامب بشأن القدس.

 

جاء بمرحلة غاية في التعقيد

أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن مؤتمر الأزهر لنصرة القدس جاء فى مرحلة غاية فى التعقيد، خاصة بعد قرار ترامب بشأن القدس، لافتًا إلى أن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية تطورت فى الفترة الأخيرة.

 

وقال الرقب، فى مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح أون"، المُذاع عبر فضائية "أون لايف" يوم الخميس، أن مؤتمر نصرة القدس أكد أن شعوب المنطقة لن تقبل بقرار ترامب بشأن القدس وضد الصهيونية، مشيرًا إلى أن الظروف فى غاية التعقيد ويجب دعم القضية الفلسطينية والحشد ضد الانتهاكات بالقدس.

 

طفرة لنصرة القدس.. ومادة دراسية لتعريف الطلاب بالقضية

بينما قال عضو اللجنة المُنظمة للمؤتمر العالمي لنصرة القدس الدكتور، ربيع الغفير، إنّ مؤتمر الأزهر طفرة كبيرة لنصرة القدس، وهذا المؤتمر سلسلة من مؤتمرات التعريف بالقضية الفلسطينية، لكن المُختلف اليوم وجود 86 دولة على مُستوى العالم تُمثل كل الأطياف والديانات والشرائع والفرق من سنة وشيعة ومُسلمين ومسيحيين للبحث الجاد في سُبل إيجاد حل حاسم لهذه القضية الفلسطينية.

 

وأضاف "الغفير"، في تصريحات صحفية له، أن الجديد في المؤتمر هو انتقاله من مرحلة التنظير إلى التطبيق، وهناك خطوات عملية وضع أسسها الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بوجود مادة دراسية تُدرس من العام القادم في كل قطاعات التدريس لتعريف الطلبة بقضية القدس، وإيجاد النسيج المشترك لِبحث هذه القضية وإرسال رسالة للعالم بأكمله أن ما يُحاوله دونالد ترامب أو غيره من الكيانات المُعادية للحقيقة لن تُغير من الوضعية السياسية والقانونية والتاريخية لقضية القدس العربية الإسلامية.