"جمل بنقولها كل يوم ومنعرفش حقيقتها".. تعرف على أصل الأمثال الشعبية المصرية

منوعات

أرشيفية
أرشيفية


تتناقل الكثير من الجمل على ألسنة المصريين دون معرفة معناها أو قتها الحقيقية، تلك الجمل أصبحت ضمن موروثاتنا التي تتخذها الأجيال من بعدنا ليرددونها هم أيضًا في المناسبات التي نرددها فيها دون البحث عن القصة الحقيقة وراء تلك الجمل والأمثال.

وفيما يلي جمعنالكم، قصص عدد من الأمثال الشعبية التي تتناقلها ألسنة المصريين:

1- أقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها:

يرتبط ذلك المثل الشعبي بالفتاة ووالدتها ومدى تشابههما ببعض، وتعود قصته إلى امرأة كانت قلقة على مستقبل ابنتها, فأرادت أن تعرف كل شيء عن حياة ابنتها قبل زواجها بفترة قصيرة, وبالفعل ذهبت المرأة مع ابنتها إلى العرّافة التي تقرأ الطالع باستخدام الحصى والرمل والجرّة، فوضعت العرافة الحصى داخل الجرّة, وقامت بقلبها على فمها، فخرجت من الجرّة حصوة صغيرة وأخرى كبيرة، فقالت العرّافة للمرأة "إن ابنتك ستكون مثل أمها ولودة ودودة"، وأضافت: "اقلب الجرّة على فمها بتطلع البنت لأمها".
 

2- اللي ميعرفش يقول عدس:

يقال ذلك المثل عندما يكون الشخص يتعامل مع أفراد يجهلون حقيقة الأمر ويتحدثون عنه بجهل غير حقيقي، وترجع قصته إلى تاجر يبيع في دكانه العدس وكان يثق بزوجته ثقة عمياء، فتركها يومًا بالمتجر وذهب ليتفق على شحنة جديدة من العدس وحين عاد وجد زوجته تخونه مع شاب بالمحل،  فانتفض الرجل وأخذ يجري وراء الشاب الذي لاذ بالفرار بمجرد رؤيته للزوج، فتعثر في شوال العدس فوقع الشوال بكل ما فيه.

وعندما شاهده الناس ظنوا أنه يسرق العدس ليأكل وانتقدوا التاجر لقسوته مع الشاب وقالوا له: "كل هذا الجري من أجل شوال عدس؟ أما في قلبك رحمة و لا تسامح؟"، فرد التاجر، الذي عجز عن الإفصاح عن الحقيقة المشينة، بالعبارة الشهيرة قائلًا: "اللي ميعرفش يقول عدس".
 

3- اللي اختشوا ماتوا:

تقال تلك الجملة على المرأة التي تتصرف وسط العامة ببجاحة، وترجع قصتها أنه في أحد الأيام في زمن الحمامات التركية القديمة اعتادت النساء على الاستحمام فيها، وفي أحد الأيام نشب حريق هائل بأحد الحمامات، فهرولت بعض النساء بملابس الاستحمام لتنجو، في حين خجلت الأخريات من الخروج بهذا الشكل، فكان مصيرهن الموت داخل الحمام، لينتشر بعدها مثل "اللي اختشوا ماتوا".
 

4- آه..ما هي كوسة:

تستخدم كلمة "كوسة" للتعبير عن المحاباة، والقصة الحقيقة للمثل ترجع إلى عصر المماليك، حين كانت تقفل أبواب المدينة كلها ليلًا، ولا يسمح لأحد بالدخول وكان التجار ينتظرون حتى الصباح لكي يدخلون المدينة ويتاجرون ببضاعتهم، ولكن ثمة استنثاء كان يمنح لتجار "الكوسة"، وذلك لأن الكوسة من الخضروات سريعة التلف، ولذا كان يسمح لبائعي الكوسة فقط بالدخول والمرور من الأبواب، فحدث وصاح أحد التجار بصوت عالِ قائلًا "اه ما هي كوسة".
 

5- المنحوس منحوس ولو علقنا على رأسه فانوس:

تقال تلك الجملة على الشخص الذي يلاحقه النحس ويبعد الحظ عنه، وتعود قصتها لأخوين أحدهما غني والثاني فقير، فقرر الغني في أحد الأيام أن يرسل لأخيه المال بشكل غير مباشر، لكي لا يحرجه فألقى في طريقه سرة من النقود، وانتظر أن يأتي له بخبر العثور على نقود في الطريق، لكن أخاه أخبره أنه قرر أن يأتي مغمضا عينيه هذا اليوم، فقال الأخ الغني: "المتعوس متعوس ولو علقنا على رأسه فانوس".
 

6- جيه يكحلها عماها:

عندما تكون تحاول الصلح بين شخصين وبدلاً من أن تحل المشكلة بينهما تفسدها يقولون لك: "جيت تكحلها عميتها" كناية عن الفعلة التي فعلتها وفسدت منك، وترجع أصل تلك الجملة لرجل في البادية كان يشك في زوجته أنها تحب رجل آخر لعدم حديثها معه، فقام بالذهاب إلى عرافة التي نصحته بأن يقوم بإحضار أفعى ويقوم بلفها على رقبته لإهام زوجته أنه ميت، فعندما جاءت الزوجة توقظه رأت الأفعى حول رقبته وهو لا يتحرك ظنت أنه مات وقامت بالصراخ والعويل عليه حينها تأكد الرجل من حب زوجته له، فاستيقظ وحضنها لكنها بسبب فعلته طلبت منه الطلاق فقيل له "جيه يكحلها عماها".
 

7- رجعت ليمة لعادتها القديمة:

تصف تلك الجملة الشخص الذي يكون معتاد على عادة سيئة وتوقف عنها وبعد فترة عاد إليها مرة أخرى، وتعود قصة المثل لحليمة زوجة حاتم الطائي الذي اشتهر بالكرم كما اشتهرت هي بالبخل، كانت إذا أرادت أن تضع سمناً في الطبخ، أخذت الملعقة ترتجف في يدها من شدة البخل، فأراد حاتم أن يعلمها الكرم فقال لها:"إن الأقدمين كانوا يقولون إن المرأة كلما وضعت ملعقة من السمن في طنجرة (حلة) الطبخ، زاد الله بعمرها يوماً"، فأخذت حليمة تزيد ملاعق السمن في الطبخ حتى صار طعامها طيباً وتعودت يدها على السخاء، ولكن حين مات ابنها الوحيد الذي كانت تحبه أكثر من نفسها، حزنت حزنًا شديدًا وجزعت حتى تمنت الموت، وأخذت لذلك تقلل من وضع السمن في الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت، فقال الناس، رجعت حليمة لعادتها القديمة.
 

8- إحنا دفنينه سوا:

"إحنا دفنين سوا"..عندما يتحايل عليك شخص وأنت تعلم حقيقته تقول تلك العبارة، التي ترجع قصتها إلى تاجران أحدهما اسمه نائل اللئيم، والثانى اسمه عطية أبوالمفاهيم، بائعين زيت يبيعان بضاعتهما على حمار، وفي يوم من الأيام مات الحمار فظنا أن تجارتهما توقفت، فاقترح أحدهما أن يدفنا الحمار ويشيدان فوقه مقام، ويدعيان أنه ضريح أحد أولياء الله الصالحين، ليأتي إليه الناس بالقرابين، وفي أحد الأيام سرق أحدهم القرابين دون مشاركة صاحبه، فهدده الثاني بأن يدعو عليه صاحب المقام، فضحك الأول قائلا: "أي صاحب مقام! إحنا دفنينه سوا".


9- دخول الحمام مش زي خروجه:

إفتـتح أحدهم حمامًا تركيًا وأعلن أن دخول الحمام مجانًا، وعند خروج الزبائن من الحمام كان صاحب الحمام يحجز ملابسهم ويرفض تسليمها إلا بمقابل مالي، والزبائن يحتجون قائلين: ألم تقل بأن دخول الحمام مجاني؟ فيرد عليهم: دخول الحمام مش زي خروجه.


10- حسبة برما:

يعود أصل هذه المقولة إلى إحدى القرى المصرية التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية وهي قرية "برما" التي تبعد عن طنطا حوالي 12 كيلومترًا، وجاءت هذه المقولة عندما اصطدم أحد الأشخاص بسيدة كانت تحمل قفصا محملا بالبيض فأراد تعويضها عما فقدته من البيض فقال لها الناس: كم بيضة كانت بالقفص؟ 

فقالت: لو أحصيتم البيض بالثلاثة لتبقي بيضة، وبالأربعة تبقى بيضة، وبالخمسة تبقى بيضة، وبالستة تبقى بيضة، ولو أحصيتموه بالسبعة فلا تبقي شيئا، وبعد حسابات وحيرة كثيرة عرفوا أن القفص كان يحتوي على 301 بيضة ومن هنا جاءت المقولة: حسبة برما.


11- بركة يا جامع اللي جت منك:

يعود إلى رجل كان يفضل الصلاة في بيته هاجرًا المسجد، وهو ما لاحظه الناس حوله، وعلى أساس ذلك بدءوا يلومونه على مقاطعته لبيت الله، وتابع: "ولما تكلف الذهاب إلى المسجد فوجده مغلقًا، وهذه البركة أشكر الله عليها، تبرئني من وصمة التقصير وتدفع عني الملام، وقد بلغت بها ما أطلب".


12- أول ما شطح نطح:

وتعني أنه أول ما شرع في العمل وبدأ فيه أساء، ويشير إلى من تكون باكورة أعماله الإساءة، ويعود أصله إلى أهالي إحدى المناطق بالصعيد، حينما اجتمعوا يتساءلون عن براز الجاموس الذي ينبت منه، حينها اتفقوا على أن أصله هو الجبن، وعليه دفن أحدهم قطعة منه في الأرض، وعاد إليها بعد أيام لينظر ما أنبتت، فعثر بحجر آلمه فظنه قرن العجل الذي نبت من الجبن، وقال متعجبًا: أول ما شطح نطح.


13- جحا أولى بلحم طوره:

يعود هذا المثل إلى جحا عندما دعا جيرانه، ليطعمهم من لحم ثوره، وطلب منهم الجلوس في صفوف منتظمة، ثم مر عليهم يقول للشيخ: إنه لن يتمكن من هضم لحم الثور، وللمريض إن لحم الثور سيمرضه، وللسمين إنه ليس بحاجة للحم، وللشاب إنه قوي ويمكنه الانتظار بعد توزيع اللحم على الفقراء، وفي نهاية اليوم طلب من المدعويين الانصراف، قائلا: "جحا أولى بلحم ثوره".


14- خلي البساط أحمدي:

أمثال شعبيه نرددها ولا نعرف أصلها .. خلي البساط أحمدي .. "البساط" يعود نسبته إلى السيدالبدوي صاحب المقام المعروف بطنطا، ويقال أن أصل المثل أنه كان له بساط صغير على قدر جلوسه، ويسع من أرادوا الجلوس معه ولو كانوا ألفًا".

وقد عرف ان الشيخ علي الحلبي الشافعي قال: «ومن ها هنا صار الناس يقولون في المثل البساط أحمدي، قلت كأنهم يريدون يجلس عليه من شاء كما يشاء».


15- جت الحزينة تفرح ملقتلهاش مطرح:

من أبرز الأمثال الشعبية المتداولة فى مصر والوطن العربى"جت الحزينة تفرح مالقتلهاش مطرح" ويُقال فى الدول العربية "جت الحزينة تفرح مالقت إلها مطرح" وقد يكون تفصيل المثل بهذه الطريقة فى السر فى أصله وحكايته.

وتعود قصة المثل الشعبى الشهير إلى إحدى القرى العربية التى كانت بها عائلة كبيرة تشتهر بالكرم وحُسن الضيافة وكان لقبها "تفرح"، وكان لديهم بنت فائقة الجمال وتُعرف بحسن خُلقها وتدعى "الحزينة"، وفى إحدى الأيام نزل شاه بندر التجار الذى يسمى "مطرح" إلى هذه القرية، وقرر أن ينام بها ليلة واحدة فما كان من أهل القرية إلا أن وجهوه إلى بيت "تفرح" لكبر مساحته واستيعابه للضيوف والقدرة على حسن استقبالهم، وبعدما وصل إلى المنزل رأى ابنتهم "الحزينة" فقرر أن يخطبها لولده الذى يسمى "إلها" وبالفعل تمت الخطبة، لكن "الحزينة" كان بها عيب وهو "العصبية"، وقبيل العُرس بوقت بسيط نشبت مشاجرة بين "إلها" و"الحزينة" حتى اعتذرت له عن خطئها، وبعدما جاء موعد الفرح قرر "إلها" أن ينتقم منها، فبعدما ارتدت ملابس العُرس جلست تنتظره وتأخر الوقت كثيرًا ولم يأتِ "إلها" فانطلق المعازيم بجملة "جت الحزينة تفرح ما لقتلهاش مطرح"، ويستخدم هذا المثل الشعبى للتعبير عن سوء الحظ.


16- ابن الوز عوام:

نستخدم هذا المثل عندما نريد الحديث عن موهبة شخص ما موجودة أيضاً عند والده أو لمديح الابن والأب معًا.

أما قصة المثل فهي عن إوزة وضعت بيضتين وماتت، فأخذ صاحب الأوزة هاتين البيضتين ووضعهما مع بيض دجاجة لكي تفقس معاً، وبعد أن فقس البيض عاشت الأوزتان مع الدجاج . وفي يوم من الأيام اقتربت الدجاجة مع أبنائها من حوض للمياه، فقفزت الأوزتان إلى المياه وأخذتا بالعوم بدون أي تدريب مسبق، فقال  صاحب الدجاجة "ابن الوز عوّام". 
 

17 - رب أخ لم تلده أمك:

نستخدم هذا المثل كي ندل على الصديق الوفي الذي هو أشبه بالأخ الذي لم تلده أمنا، لكن الحكاية خلفه لا علاقة لها بالوفاء. وفق القصة، فإن لقمان الحكيم مر بخيمة فوجد امرأة تجالس رجلاً فطلب منها أن يشرب، فسقته. حينها رأى طفلاً يبكي من دون أن يكترث أي شخص لأمره فسأل لمن هذا الطفل؟ فأجابته بأنه لزوجها فسألها عن الرجل الذي يجالسها فردت بأنه شقيقها فقال «رُبَ أخٍ لكَ لم تَلده أمك» وكان يقصد بذلك أنه أدرك أن هذا الرجل ليس شقيقها وخرج من البيت.


18- رجع بخفي حنين:

المثل يستخدم عند اليأس وخيبة الأمل، القصة هي عن صانع ماهر جدًا للأحذية في مدينة الحيرةـ في أحد الأيام دخل دكانه أعرابي وأراد الشراء وبدأ بالمساومة حول السعر، وبعد أخد ورد وجدال طويل تم الاتفاق على السعر حينها غادر الأعرابي ولم يشتر شيئًا.

غضب حنين وأراد الانتقام فسبقه ووضع فردة حذاء على الطريق والثانية على بعد بضعة أمتار، واختبأ يراقب المكان. وعندما وصل الإعرابي وجد الحذاء فقال "ما أشبهه بخفي حنين، لكن هذا حذاء واحد فلو كان الثاني معه لأخذته".

تركه وأكمل طريقه ثم عثر على الثاني فأخذه وقرر العودة ليأخذ الأول تاركاً دابته خلفه فقام حنين بسرقتها، وعندما عاد الأعرابي فارغ اليدين من سفره إلى أهله سألوه عما أحضر لهم فأجاب "عدت بخفي حنين". 


19- عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة:

يقال المثل هذا عند الطمع وعدم الاقتناع، وقد يستخدم للنقيض أيضاً أي العمل وفق مبدأ الحرص والحذر والخوف من المخاطرة.

للمثل حكايات وروايات عديدة لكن أكثرها تداولاً هي أنه كان هناك شخص يحمل عصفوراً بيده وأثناء سيره وجد مجموعة عصافير على الشجرة، فطمع بها، ترك العصفور الذي بيده وصعد إلى الشجرة، والنتيجة هي أنه فور اقترابه منها طارت جميعها، ومن هنا جاء المثل «عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة».
 

20- مسمار جحا:

مثل يستخدم للدلالة على الحجج الواهية من أجل الوصول إلى الغاية ولو كانت المقاربة باطلة، يقال أن جحا باع منزله لكن اشترط على المشتري أن يترك له مسماراً في حائط المنزل فوافق. وهكذا عاد جحا ليطمئن على مسماره فخجل الرجل ورحب به وأطعمه، لكن الأمر تكرر وبات جحا يختار وقت الغداء والعشاء حتى وصل به الأمر إلى النوم في منزل الرجل بحجة أنه يريد أن ينام في ظل مسماره. واستمرت الحال على ما هي عليه حتى نفذ صبر الرجل الذي ترك المنزل بما فيه وهرب. 
 

21- رب رمية من غير رام:

المثل يقال عندما يجيد أحدهم عمله، وإنما عن طريق الصدفة. المثل وفق القصص المتداولة هو عن حكيم بن عبد يغوث المنقري، والذي كان محترف رماية. خرج للصيد لكنه لم يصطد شيئاً خلافاً لعادته، كرر الأمر في اليوم التالي بالنتيجة نفسها فغضب وقال بانه إن لم يتمكن من إصابة أي فريسة فسيقتل نفسه. حينها أصر ابنه أن يذهب معه فقام حكيم برمي سهمه ولم يصب أيضاً حينها اقترح ابنه أن يقوم بذلك رغم أنه لا يعرف الرماية فرمى بالسهم وأصاب  فقال حكيم: رب رمية من غير رام.


22- امسك الخشب:

وهو مثل يستخدمه المصريون والأجانب (touch wood) على حد السواء، ويقال عند الإثناء على محاسن شخص أو شئ، بهدف حمايته من الحسد أو أن يصيبه الضرر، والتعبير له أصل قبطي، فالخشب أو الخشبة هي الصليب لأن كلمة الصليب باللغة القبطية هي «شى اثؤاف» وتعني الخشبة المقدسة، وقد دعا الأقباط القدامي إلى التمسك دائمًا بالخشبة المقدسة، زاعمين أنها تحفظكم من كل شي، فالخشبة المقدسة لهم تمثل البركة والحصانة من كل شر، ومن ثم فإن إمساك الشخص بالخشبه يعني إمساكه بالصليب وتبركه به.

ووفقا لما ذكره البطريرك الأورثوذكسى اليونانى أنستاسيوس زافاليس، أنه كان من العادة فى عهد الإمبراطور قسطنطين أن المؤمنين بالمسيحية، كانوا يسيرون فى مواكب عامة ويلمسون الصليب الخشبى بهدف الحصول على البركة والشفاء ويلمسونة ثلاث مرات طبقا لعقيدة الثالوث (الآب الإبن الروح القدُس)، وبعد وضع الصليب المركزى الخشبى فى القسطنطينية أصبح من التقاليد لمس أى صليب خشبى للتبرك به، ثم تحولت العادة فى وقت لاحق إلى لمس أى شىء مصنوع من الخشب، لتحصينه من الضرر والأذى.


23- كداب كدب الإبل:

التعبير الذي يصف الشخص كثير الكذب، ظهر في فيلم "بوحة" للفنان محمد سعد، يرجع لأيام البدو، عندما كانو يتجولون فى الصحراء بإبلهم، وكانت الإبل تقوم أحيانًا بتحريك فمها يمينًا ويسارًا كأنها تأكل الطعام، وهو الأمر الذي كثيرًا ما كان يضلل رعاة الإبل، الذين كانوا ينظرون حولها اعتقادًا أنها وجدت حشائش أو شئ تأكله فى وسط الصحراء قبل أن يكتشفوا أنها لا تأكل أصلاً وإنما تلاعب شفتيها، ومن هنا ظهرت كلمة «كذب الابل»، لكل من يضلل شخصًا ويوهمه بأكاذيب وأقاويل زائفة.


24- "عامل نفسه من بنها":

أصل هذا المثل يكمن في «قطار وجه بحري» الذي لابد وأن يمر على بنها ويقف بها أيًا كانت وجهته،  وهو ما يعني أن أول محطة بعد القاهرة هى بنها، واعتاد الركاب المتوجهين لبنها ممن لم يمكنهم الحصول على مقعد،  الاستئذان من الجالسين ليسمحوا لهم بالجلوس هذه المسافة التي لا تستغرق دقائق معدودة، بعدها ينزل البنهاويون ويستأنف ركاب "بحري" جلوسهم، ومن هنا ظهرت الحيلة التي لجأ إليها أغلب الركاب المتوجهين لمحافظات أبعد للحصول على مقاعد، حيث جرت عادة الاستئذان من الجالسين في القطار ليسمحوا لهم بالجلوس مكانهم، بحجة أنهم سيغادرون القطار في محطة بنها، ولأنها محطة تقابل خطوط قطارات أخرى، فالقطار عادة ما يغادره ركاب كثيرون، معظمهم ليسوا من أهل بنها الذين استأذنوا للجلوس، فيجد من قاموا من مجالسهم أنهم يستانفون الجلوس ولكن في غير مقاعدهم التي تنازلوا عنها، وعلى مثل هذا صار الأمر، فمن أراد أن يجلس على كرسي قطار مزدحم «يعمل نفسه من بنها».


25- "إحنا دافنينه سوا" و"تحت القبة شيخ" في قصة واحدة:

قصة المثل أنه كان هناك محتالان من عتاة النصابين والحرامية، أحدهما اسمه نائل اللئيم، والثانى اسمه عطية أبوالمفاهيم، أثارت أفعالهما اللئيمة، وخصالهما الذميمة غضب الكثيرين، ولما ذاع أمرهما واشتهر، وجدا أنه لا مفر من الرحيل، فسرقا حمارًا وحفنة من الذهب، لاذا بالفرار من المدينة ليلًا، وحملهما الحمار إلى قرية بعيدة، اسمها قرية البرسيم، التي يعرف أهلها بالطيبة والتدين، وعلى أعتاب القرية نفق الحمار الذي هلك فى المسير دون طعام أو شراب، حزن اللصان حزنا شديدا، وفكرا فى تركه والسير على الأقدام، ولكن لنائل اللئيم راودته فكرة، فقال لصاحبه عطية: "لقد صبر معنا هذا الحمار أميالًا كثيرة، وحملنا دون شكوى أو اعتراض، ومن حقه علينا أن ندفنه هنا»، فقال عطية: «ولم نكلف أنفسنا المشقة؟" رد نائل: "هذا حقه، لقد كان هذا الحمار صابرا معنا، فهو أبوالصبر، وعندما سندفنه هنا، سندبر أمراً يجعلنا فى ثراء وغنى، وقد نحكم هذه القرية فى الحال"، ثم همس فى أذن صاحبه بكلمات أفرحته.

بدأ الرفيقان يحفران الأرض، ودفنا الحمار فى الحفرة العميقة، وأقاما على الحفرة سورا من طوب الطين، وبعد أن انتهيا من الدفن، سمعا من بعيد أصواتاً آتية، فجلسا يبكيان ويقولان "لا إله إلا الله، أبو الصبر حبيب الله"، اقترب الناس منهما وقالوا لهما: "ما هذا، ومن أنتما؟ وماذا تفعلان؟" قال اللص نائل اللئيم وهو يبكى، "نحن من أتباع الشيخ أبوالصبر، وهو من أولياء الله، وقد كانت له كرامات وكرامات، يشفى المريض، ويزوج العانس، وقد مات هذا الصباح، وكان قد أوصانا أن ندفنه فى هذا البلد، وقال لنا إنها قرية الخير والمدد، وأهلها من أهل الجنة".

صدق الناس الطيبون قصة المحتالين، ووعدوا بمساعدتهما في بناء مقام يليق بـ "الشيخ أبوالصبر"، وبالفعل تم بناء المقام، ثم اتسع البناء وأصبح مسجدًا والمقام فى أوسطه، وحوله سور جديد من حديد، وعندما كان أهل القرى المجاورة يأتون لهذه القرية فيسألونهم عن هذا المقام وسر بناء هذه القبة العالية، فكان أهل القرية يقولون لهم: "تحت القبة شيخ" فذهبت مثلًا، وصارت العطايا والهبات والنذور تنزل على الصاحبين، وبين ليلة وضحاها أصبحت بركة القرية فى هذا القبر، وزاد مال اللصين، وأصبحت لهما هيمنة على شؤون القرية، وعلى العمدة والأعيان والخفراء والأغنياء والفقراء.

وفى يوم من الأيام قال نائل اللئيم لصاحبه عطية أبوالمفاهيم: "سأتركك بضعة أسابيع، وأسافر إلى أهالينا، لأعطيهم ما يكفيهم من المال، وسأودع عندهم صكوك الأراضى التى اشتريناها من القرى الأخرى»، وغاب المسافر أكثر من شهر، ثم عاد من مهمته وقد ظهرت النعمة عليه من تورد وجهه، وزيادة وزنه، فسأل صاحبه: «كم أتى لنا من المال فى غيابى؟» قال عطية أبوالمفاهيم: «لم يدخل لنا دانق ولا خردلة»، فنظر فيه صاحبه وهو مندهش، وهم أن يبطش به، فصاح عطية وهو يقول: «أقسم لك على صحة كلامى بحياة سيدى الولى أبوالصبر»، فرد عليه نائل اللئيم، وقد نفد منه الصبر: «سيدى أبوالصبر! إحنا دافنينه سوا»، فأصبحت العبارة مثلًا للدلالة على فهم شخص لحيلة آخر.


26- يخلق من الشبه أربعين:

يذكر أن كــلــمــة  أربــعــيــن في هذا المثل أصلها فارسي وتعني الكثير، وليس المقصود بها عدد محدد،  ومن يتفق مع هذا الرأي يبرره بأن خالق البشر قادر على أن يخلق أكثر من 40 شبيه، وأن الكلمة مغزاها المبالغة مشيرين إلى أمثال أخرى تقال في السياق نفسه من قبيل: «من عاشر القوم أربعين يوماً أصبح منهم» ،وكذلك «الجار حتى البيت الأربعين»، و «عيار الشبع في الطعام 40 لقمة»، ومن هنا صار للرقم خصوصية في الاستخدام عند العرب.


27- شايل طاجن ستك:

يقال أنها تشير إلى الجدات اللواتي كان لا يعجبهن شئ مهما بلغت درجة إتقانه، ولأن أشهى المأكولات وأفخمها كانت تصنع في الطواجن، ومن هنا جرى استخدام المثل للتعبير عن حالة القنوط والاستياء وعدم الرضا، فالفتاة أو السيدة كانت تقف طوال اليوم للإنتهاء من طاجن شهي تحمله على رأسها وتتوجه به إلى الجدة لأجل إرضائها، ولكن الجدة كعادتها كان لا يعجبها شئ، فصار طاجن ستها مثال دومًا لمصدر النكد والحزن، فهو يعبر عن عمل شاق لم يلق استحسان.


28- ياما جاب الغرب لامه:

اكتشفت إحدى الدراسات المختصة بسلوك الغربان وحياتها، أن الغربان تحب كل الأشياء التي تبرق في الشمس، وأن لكل غراب مخزنه السري الخاص به الذي قد يكون ثغرة في شجرة، أو تحت سقف برج قديم، أو خلف حجر في كوبري، وتمكن أحد فريق الدراسة من الوصول لأحد مخازن الغربان، فوجد به قطعة من مرآة مكسورة و يد فنجان، وقطعة من صفيح وأخرى من معدن، و أشياء أخرى تافهة لا قيمة لها سوى أنها تلمع في الشمس، ومن هنا ذهب المثل « ياما جاب الغراب لأمه» لكل من يشتري أو يأتي بشئ لا قيمة له ولا فائدة.


29- آخرة خدمة الغُز علقة:

من الأمثال التي تقال للدلالة على نكران الجميل، ومقابلة الإحسان بالشر، و"الغُز" لفظ عامي مصري اشتقه المصريون من لفظ الغٌزاة، والغزاة هنا يقصد بهم المماليك، الذين كانوا يعيثون في مصر فسادا، وكانوا إذا دخلوا قرية نهبوها وأخرجوا أهلها للعمل لديهم وخدمتهم بالسخرة دون مقابل، وحتى إذا ما هموا بالرحيل من القرية بعد نفاد خيرها قاموا بضرب الرجال العاملين معهم كنوع من التجبّر وفرض السطوة، فصار المصريون من يومها يقولون "آخرة خدمة الغُز علقة".


30- القرد في عين أمه غزال:

يرجع أصل هذا المثل فيما ترويه «خرافات إيسوب» إلى مسابقة فى الجمال أقامها «جوبيتر» أحد آلهة الرومان، حيث جلس "جوبيتر" على كرسيه والحيوانات الجميلة تمر أمامه واحداً بعد الآخر مختالة بجمالها، فمر الطاووس وابنه، ثم الزرافة وصغيرها، وهكذا توالى مرور الحيوانات الجميلة، وقبل نطق جوبيتر بالحكم وإعلان الفائز من الحيوانات بالجائزة، فوجئ بقردة تجرى أمامه مستعرضة ابنها، فانطلق جميع الحضور فى الضحك، وحاولوا إقناع القردة بالانسحاب من المسابقة لكنها، رفضت مصرة على أن ابنها أجمل الحيوانات، فقال "جوبيتر" ضاحكًا: "القرد فى عين أمه غزال".


31- الضرة مُرة ولو كانت جرة:

كان أحد الرجال متزوجًا منذ زمن طويل، وكانت زوجته لا تنجب، فألحت عليه ليتزوج عليها وينجب الطفل الذي يحلم به، ولكن الزوج رفض معللًا ذلك برغبته في الابتعاد عن مشاكل الغيرة التي تنشب بين الزوجتين وتحول حياة الرجل لجحيم، ولكن الزوجة لم تتوقف عن مطالبته بالزواج من أخرى، فوافق الزوج مضطرًأ، وقال لها: "سوف أسافر يا زوجتي..وسأتزوج امرأة غريبة عن هذه المدينة حتى لا تحدث أية مشاكل بينكما".

وعاد الزوج من سفرته إلى بيته ومعه جرة كبيرة من الفخار، قد ألبسها ثياب امرأة وغطاها بعباءة، وخصص لها حجرة وسمح لزوجته أن تراها من بعيد وهي نائمة، وخرج من الغرفة وأخبر زوجته الأولى: «ها أنا قد حققت نصيحتك يا زوجتي العزيزة وتزوجت من هذه الفتاة النائمة دعيها الليلة تنام لترتاح من عناء السفر وغدا أقدمك إليها»، وعندما عاد الزوج من عمله إلى البيت، وجد زوجته تبكي فسألها عن السبب فأجابته: "إن امرأتك التي جئت بها شتمتني وأهانتني وأنا لن أصبر على هذه الإهانة".

تعجب الزوج ثم قال:"أنا لن أرضى بإهانة زوجتي العزيزة وسترين بعينك ما سأفعله بها"، وأمسك عصا غليظة وضرب الضرة الفخارية على رأسها وجانبيها فتهشمت واكتشفت الزوجة الحقيقة، واستحت من إدعاءها، فسألها الزوج: "قد أدبتها هل أنت راضية؟"، فأجابته: "لا تلومني يا زوجي الحبيب، فالضرة مرّة و لو كانت جرة".


32- موت يا حمار:

يحكى عن أحد الحكام شاهد حمارًا دخل إلى بستانه، فأمر بإحضار الحمار وإعدامه، فهمس الوزير في أذنه "إنه حمار يا مولاي"، فأمر الحاكم على الحمار أن يتعلم الأصول ويراعي الأوامر الملكية، وأذن مؤذن في المدينة بدعوة من يملك القدرة على تعليم الحمار، وله من المال ما يشاء.

خشى الناس الأمر ولكن رجلًا تقدم وقرر أنه سيعلم الحمار بشرط أن يمنحه السلطان قصرًا يعيش فيه ومالًا وفيرًا، وبستانًأ كبيرًا، ومدة للتعليم عشر سنوات فوافق الحاكم، وأخبر الرجل المعلم أنه سيقطع رقبته إن لم يفلح في تعليم الحمار، وانطلق الرجل إلى زوجته يخبرها بالخبر السعيد وبالقصر والحياة الرغدة التي تنتظرها، ولكن المرأة شغلها الأمر فسألته عن مصيره المحتوم، بعد انتهاء المدة المحددة، فهي تعلم أن الحمار لن يتعلم والحاكم سوف يقطع رقبة زوجها، إن لم يفلح،  فرد الرجل: "بعد عشر سنين إما سيموت السلطان أو أموت أنا، أو يموت الحمار"، ومن هنا حرف العرب المقولة إلى "موت يا حمار"، ومن هنا جرى استخدام التعبير، وصار مرتبطًا في الوطن العربي بالأشخاص الذين يعتمدون على عنصر الزمن في التنصل من مسؤولياتهم أو الهروب من التفكير فيما يخفيه القدر".


33- اللي على راسه بطحة:

قصة هذا المثل تقول أن رجلاً شكا إلى مختار القريه سرقة دجاجاته، فما كان من مختار القريه إلا أن جمع أهل القريه وأخبرهم أن فلان سرقت دجاجاته والسارق معروف ويجب عليه أن يعيد الدجاجات قبل أن يتم فضحه على الملأ، بدأ كل شخصٍ يسأل عن السارق وينعته بأشد الكلام ومن ضمنهم السارق نفسه، فسأل أحد المتواجدين المختار إذا كان يعرف السارق، فأجاب المختار بنعم ، فسأله الرجل "وهل هو بيننا؟"، فأجاب المختار بنعم، فسأل الرجل "هل تراه؟"، فأجاب المختار "نعم"، فسأل الرجل المختار صفه لنا، فقال المختار: "على رأسه ريشه"، أي أنه عندما دخل قن الدجاج علقت على رأسه ريشه، فالذي كان في القن تحسس رأسه، وعندئذ قال المختار هذا هو السارق، ومن هنا جرى استخدام التعبير وصارت له دلالات نفسية واجتماعية متمثلة في أن المذنب مهما كان ذنبه طفيفًا أو عظيمًا يأخذ الكلام على نفسه.


34- بينهم ما صنع الحداد:

قصة هذا المثل تعود لأحد رجال العرب ، الذي كان متزوجًا من سيدة سليطة اللسان كدرت حياته،  وفي أحد الأيام فاض الكيل بالرجل فخرج من الخيمة صاحيًا "بيني وبينك ما صنع الحداد"، أخذت الزوجة تفكر في جملة الزوج، وتحاول أن تخمن ما الذي قد يصنعه الحداد وينتقم به الزوج منها، ولكنها قررت في النهاية الانتظار إلى أن يعود الزوج وتعرف قصده.

عاد الزوج بلفة داخلها قرص كبير من الحديد، ومعه عصا طويلة، أعطاها لابنه وأمره بأن يطرق عليها ليحدث ضجيجًا، وخرج من الخيمة، آمرًا ابنه بالاستمرار في الطرق أثناء ابتعاده هو عن الخيمة، وظل الرجل يبتعد وابته مستمر في الطرق إلى أن وصل إلى نقطة انتهى عندها مدى الصوت الذي صنعه الحداد، وهناك نصب خيمة خاصة به هرب داخلها من لسان زوجته السليط.