منال لاشين تكتب: موسى مرشح الوقت بدل الضائع

مقالات الرأي



ربما يكون من قبيل المصادفة أن تنتهى خريطة مرشحى الرئاسة بمرشح حزب الغد المهندس موسى مصطفى موسى. فقد كان أهم وباكورة أعمال حزب الغد هى المشاركة فى أول انتخابات تعددية رئاسية فى مصر، وكان المرشح هو أيمن نور والممول هو موسى مصطفى موسى.الآن تغيرت الخريطة وسمحت لموسى بالتقدم لمرتبة المرشحين الرئاسيين بعد أن كاد الحزب يطوى فى دهاليز السياسة.

شكل أيمن نور حزب الغد بعدما طرد من حزب الوفد.وحاول أيمن نور أن يجمع كل من قيادات الوفد وأبناء القيادات. وأذكر أن نور ادعى فى بيان حزبى أن ابن الزعيم مصطفى النحاس عضو فى حزب الوفد. ربما اعتمادا على ذاكرة المصريين الضعيفة التى قد تنسى أن زعيم الوفد النحاس لم ينجب لا أبناء ولا بنات.

ولكن لم يكن من الممكن أن يعتمد نور على الأوهام كثيرا.كان فى حاجة لبعض الأسماء المهمة فى تاريخ الوفد. من هنا جرى اختياره إلى موسى مصطفى موسى فوالده قطب وفدى كبير. ولكن ثمة سببا آخر لسعى نور لموسى. فالرجل رجل أعمال كبير ومليونير ويستطيع أن ينفق على الحزب.وفى ذلك الوقت كان شقيقه على موسى رجل الأعمال عضو نشط وقيادى فى أمانة السياسات بالحزب الوطنى، وكان على موسى من قيادات البيزنس فى اتحاد الغرف.

وكان كل من موسى وعلى يتمتعان بسمعة طيبة فى البيزنس. ولكن موسى لم يكن يتمتع بأى سمعة أو خبرة سياسية. وظل موسى يسير ويقف مع أيمن فى الصور وفى الحياة وفى الحزب. وكان أيمن نور يتصور أنه ضمن موسى مصطفى موسى كما يضمن الشخص نفسه. ولكن بعد خلافات أيمن نور مع قيادات سياسية كبرى، وبعد قضية التوكيلات وحبس أيمن نور، قرر موسى مصطفى موسى أن يحمى حزب الغد وأن يعلن الطلاق بين الحزب وأيمن نور.

وظل حزب الغد أحد الأحزاب السياسية الصغيرة فهو حزب جديد نوعا ما، وليس له نشاط سياسى مؤثر وفشل الحزب فى حصد مقاعد مؤثرة فى البرلمان. فضلا على أن رئيس الحزب نفسه فشل فى المنافسة على عضوية مجلس النواب. ولكن وجد فى نفسه القدرة على المنافسة على الانتخابات الرئاسية.

ولم تنجح التصريحات الكثيرة لرئيس وقيادات حزب الغد فى الرد على الكثير من علامات الاستفهام والاتهام السياسى بأنه مرشح اللحظة الأخيرة أو مرشح الوقت بدل الضائع. فالادعاء بأن الحزب فكر فى الدفع بمرشح من ثلاثة أشهر هو ادعاء مثير فى مناخ لا يخفى فيه شىء فكيف استطاع الحزب أن يخفى هذا التوجه عن الصحفيين. ويجب أن يظهر المرشح المحتمل موسى مصطفى موسى شهادة تخرجه بعد زيادة علامات الاستفهام حول عدم حصوله على مؤهل عال. والمؤهل أحد شروط الترشح، ولا يجب فى مثل هذا المناخ أن يكتفى المرشح بالقول بأن لديه شهادة من فرنسا.

من علامات الاستفهام الكبرى أن حزب الغد أطلق حملة (مؤيدون) وهى حملة لتأييد إعادة ترشح الرئيس السيسى. وبذلك ينفرد حزب الغد بأحدث صيحات الديمقراطية. فالحزب مؤيد لإعادة ترشح الرئيس السيسى وانتخابه، ولكنه فى النفس الوقت يدفع بمرشح رئاسى أمام الرئيس السيسى. ولا شك أن هذه أعجوبة من عجائب الديمقراطية ستدرس فى معاهد السياسة تحت عنوان حالة الديمقراطيين فى الجمع بين المرشحين.