كلمة الأمين العام في اجتماع مكتب مجلس وزراء الصحة العرب الـ49

عربي ودولي


عقدت، اليوم الخميس، الجامعة العربية جلسات الدورة الـ49 لمجلس وزراء الصحة العرب، برئاسة مصر، وذلك بمقر جامعة الدول العربية.

 

وقال الأمين العام: "يسعدني أن أرحب بكم اليوم في رحاب جامعة الدول العربية للمشاركة في افتتاح أعمال الدورة (49) لمجلس وزراء الصحة العرب ... الذى يمثل إحدى الآليات الرئيسية في قطاع الصحة في الدول العربية ... ويسعدني بهذه المناسبة أن أتقدم بالتهنئة إلى معالي الدكتور محمود ياسين طه الشياب ... وزير الصحة والرعاية الصحية بالمملكة الأردنية الهاشمية ... على ترأسه أعمال الدورة (49) لمجلس وزراء الصحة العرب ... وإنني لعلى ثقة في أن خبرته الواسعة ستمثل إضافة ثرية لأعمال مجلسكم الموقر ... كما أود أن أعبر عن الشكر للدكتور ناصر محسن باعوم ... وزير الصحة والسكان بالجمهورية اليمنية ... على جهوده المخلصة خلال ترأسه أعمال الدورتين العاديتين (47) و(48) لمجلسكم الموقر".     

 

وأضاف: تنعقد أعمال مجلسكم اليوم مع استمرار الظروف الاستثنائية الصعبة التي تتعرض لها بعض الدول العربية في ظل النزاعات والصراعات التي تمر بها ... والتي تشكل تحديات خطيرة لأمنها واستقرارها ... وكان لها تداعياتها المعروفة ليس فقط علي مواطنيها وإنما أيضاً على الدول المجاورة المستقبلة للاجئين الذين فروا منها".

 

وتابع: "الصراعات والنزاعات التي تواجه المجتمعات العربية تستدعى حشد جهود كبيرة لمواكبتها ... واستيعاب تبعاتها الخطيرة على حياة المواطن ... ومعالجة الآثار الإنسانية التي تصاحبها. وبالرغم من صعوبة الموقف وجسامة هذه التحديات ... إلا إنني على ثقة في أن مجلسكم الموقر سيواصل جهوده المقدرة لتعبئة الدعم اللازم للمتضررين جراء هذه الأزمات ... واحتواء الآثار الصحية والإنسانية الناجمة عنها".

 

​وأشار: "الصحة هي الركيزة الأساسية لحياة سعيدة ... والتي تُمكّن الإنسان من العيش بحياة طبيعية وتحقيق طموحاته ... وتجعله قادراً على الإنتاج والإنجاز ... وكما تعلمون فإن أهداف التنمية المستدامة 2030 لا تزال ترتكز على القضاء على الفقر والارتقاء بمستويات الصحة والتعليم والأمن الغذائي والتغذية ... وعليه فقد تم اختيار موضوع "بناء نظم صحية مرنة لتحقيق غايات هدف التنمية المستدامة الثالث 2030" ليكون محوراً رئيسياً للمجلس لهذا العام ... وأود في هذا المضمار أن أشير إلي أهمية عرض التجارب الناجحة والرائدة في المجال الصحي لكل من المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية السودان والمملكة المغربية والتي سيشهدها مجلسكم الموقر اليوم".

 

وأكد على عدد من الموضوعات التي قد ترون التركيز عليها بشكل خاص خلال الفترة القادمة:

أولاً: ​إن لمجلسكم جهوداً كبيرة في التخفيف من الآثار الناجمة عن الصراعات الداخلية والنزاعات المسلحة في بعض الدول العربية كسوريا واليمن والصومال، وأدعوكم لمواصلة تقديم هذا الدعم بما يُمكِّن من تحسين الأوضاع الصحية في تلك الدول وبما يخفف من الأعباء على الدول المضيفة.

ثانياً: هناك أهمية في متابعة تنفيذ وتحديث واستكمال الاستراتيجيات الصحية العربية التي أقرها مجلسكم الموقر كالاستراتيجية العربية لتطوير خدمات الرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة؛ والاستراتيجية العربية للصحة والبيئة؛ والاستراتيجية العربية لحماية حقوق اللاجئين. 

ثالثاً: من المهم أيضاً العمل على تعزيز العلاقات العربية مع التجمعات والدول الشريكة لها وخاصة في أوروبا وآسيا لتفعيل مذكرات التفاهم الموقعة معها في المجال الصحي والاستفادة من خبراتها في هذا المضمار.


 

أصحاب المعالى والسعادة،

السيدات والسادة،

في ضوء ما تقدم وحتى يتمكن مجلسكم من تنفيذ خططه وأنشطته وتحقيق المهام الموكَلّة إليه ... فإنني أدعو الدول الأعضاء إلى الاستمرار في دعم الصندوق العربي للتنمية الصحية التابع للمجلس. ولا يفوتني في الختام أن أتوجه إليكم مجدداً بخالص التقدير على ما تقومون به من جهود كبيرة للارتقاء بصحة ومستوى رعاية المواطن العربي ... والتي تُعد من أهم حقوق الإنسان ... والتي تكفل له التمتع بحياة كريمة... وفقكم الله إلى ما فيه خير لشعوبنا ومجتمعاتنا.