د. رشا سمير تكتب: جيشنا المصري

مقالات الرأي



الجيوش فى حياة الأمم هى سندها وظهرها والسياج الذى يحمى حدودها سلما وحربا..الجيش فى أى دولة هو عمودها الفقرى ودرعها التى تحميها وتحمى مقدراتها.

هناك شعوب تُطلق على الجيش لقب مُجرد هو «الجيش»، وهناك شعوب تقول عنه «جيش الدولة» وهناك شعوب لا تتحدث عن الجيش إلا وهى تنعته بكل فخر وطُمأنينة وتقول: «جيشنا».

ونحن فى مصر لا نتحدث عن الجيش إلا ونقول: «جيشنا المصري».. جيش الشعب الذى يقف خلفنا وفى وجه أعدائنا، الجيش الذى سمح لنا ولأبنائنا النوم هانئين دون خوف ولا قلق من حدود مفتوحة أو جيوش تحمل رايات سوداء وقلوب متعفنة.

فى موقع بيزنس إينسايدر مؤخرا ظهرت نتائج استفتاء تُعلن عن إحصائية لأقوى 25 جيشاً على مستوى العالم، ليحتل الجيش المصرى المرتبة العاشرة بعد أعتى جيوش العالم مثل الجيش الأمريكى والروسى والصينى والألمانى وغيرها..

إذن كان ومازال، الجيش المصرى يحظى بمكانة عظيمة واحترام شعبى ودولى كبيرين لتاريخه العريق ودوره الوطنى داخليا واقليميا بل عالميا..

على مدار التاريخ المصرى لم يكن الجيش مجرد أداة للحروب بل كانت المؤسسة العسكرية نواة للتنمية الشاملة وقاطرة التحديث بالمجتمع والبوتقة التى تنصهر بها كل الخلافات الفكرية والدينية والجغرافية محققا الاندماج الوطنى واليد المصرية القوية المتحدة التى حوت امتدادات اقليمية وقومية وعربية.

تتحول أنظار العالم اليوم إلى عمليات التطهير الواسعة فى سيناء والتى أطلق الجيش عليها لقب «سيناء 2018» وهى العمليات التى أكدت بالدليل القاطع أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كل مناسبة سياسية وفى كل دولة زارها هى دعوة صادقة وحقيقية، فطالما دعا أمريكا وروسيا ودول أوروبا بأن تكون سند مصر فى محاربة الإرهاب، وطالما صرح بأن الجيش المصرى لن يقف مُتفرجا ولا مكتوف الأيدى أمام سقوط جنوده وأبطاله على يد الإرهاب الأسود فى سيناء..وقد كان.

هناك أجيال فى مصر لم تشهد الحروب ولم تع قيمة الأرض بالشكل الكافى، فهى أجيال درست حرب أكتوبر 1973 كفصل فى كتاب التاريخ ونص فى كتاب النصوص، درس حفظوا تواريخه وخططوا تحت نتائجه بالقلم الرصاص، ليصبح آخر ما علق بأذهان هذا الجيل هو فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبي» أو فيلم «حتى آخر العمر».

هذا الجيل هو جيل أبنائنا الذى آن أوان أن نُعلمه المعنى الحقيقى للأرض، وآن أوان أن نغير مناهجنا التعليمية ليرى هذا الجيل بأم عينه سوريا وهى تضيع، وشبابها وأطفالها وهم يقتلون، والقصف الذى أودى بأعمار أبناء هذا الشعب المسالم دون معرفة واضحة للعدو الحقيقي!.

اتفقنا أم اختلفنا مع سياسة الدولة..اتفقنا أم اختلفنا حول المشاكل الداخلية..اتفقنا أم اختلفنا مع فساد ينخر فى كيان الدولة، إلا أننا أبدا لن نختلف أو نتشكك فى قوة جيشنا المصرى العظيم..

أسأل نفسى كلما شاهدت صور الشهداء من أبطالنا الذين يسقطون كل يوم، ما شعورهم وهم ذاهبون للقتال فى سيناء ويقينهم أنهم ذاهبون للشهادة، وقناعتهم أن دماءهم التى سوف تسيل على رمال سيناء ليست إلا ثمنا زهيدا لتحرير الأرض؟..

لماذا يموت من يستحقون الحياة من أجل أن يعيش السفهاء والمرتزقة والفاسدون والمنتفعون؟..لعل الله سبحانه وتعالى له فى ذلك حكمة لا يعلمها إلا هو..

كيف خرج من رحم مصر العظيمة هؤلاء وهؤلاء؟ كيف يتكالب الأخساء على الحياة ويقدمها الأبطال فداءً للأرض؟

إن ما يقوم به جنود مصر البواسل فى سيناء لهو عمل عظيم وحرب حقيقية يجب تسليط الضوء عليها فى المدارس والجامعات ودعمها فى مؤتمرات الشباب لوصول المعنى الحقيقى للوطن لشباب لم يعرف عن وطنه سوى السكن!.

إن التشكيك والتضليل الذى يقوم به داعمو جماعة الإخوان ومريدوها وأذرعها السياسية فى الخارج، والبيانات التى تطلقها الجماعات الإرهابية وزعماؤها، لهى خير دليل على نجاح العمليات التطهيرية فى سيناء ولهى خير دليل على انتصار مصر فى معركة الإرهاب..

صدق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام حين قال: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جنداً كثيفا فإنهم خير أجناد الأرض وهم فى رباط إلى يوم الدين»

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.