نجوم المونديال (45) - الحارس الأسطوري "باربوسا" ضحية موقعة "الماراكانزو" الذي قتله جمهور البرازيل

الفجر الرياضي



"نجوم المونديال" زاوية يقدمها "الفجر الرياضي" وتستمر حتى انطلاق بطولة كأس العالم "روسيا 2018"، و يُلقي من خلالها الضوء على مسيرة أحد نجوم المونديال الذين حققوا إنجازات عظيمة سواء على المستوى الشخصي أو لمنتخبات بلادهم خلال تاريخ البطولة العالمية.

بطل حكايتنا اليوم واحد من أفضل حراس المرمي في تاريخ كرة القدم وأحد أبرز نجوم كأس العالم ولكن اسمه لم يرتبط بإنجاز أو نجاح حققه مع منتخب بلاده في البطولة العالمية ولكنه ارتبط بكارثة كروية ارتكبها في حق جمهور يعشق الساحرة المستديرة، كارثة ظل يُعاقب عليها قرابة الـ50 عامًا، نجم اليوم هو الحارس البرازيلي "مواسير باربوسا" بطل كارثة "الماراكانزو" في نهائي مونديال 1950 والذي خسره المنتخب البرازيلي أمام نظيره منتخب أوروجواي بنتيجة 2/1 وخسر اللقب، ووجدناها فرصة لنستعرض مسيرة الحارس الاسطوري والتي تضم بعض الإنجازات والنجاحات بالتأكيد بعيدًا عن المونديال، ونتعرف كيف انتهي مشواره بالملاعب.

مواسير باربوسا ناسيمينتو من مواليد 27 مارس 1921 بمدينة "ريو برانكو" بالبرازيل بدأ مسيرته الكروية مع نادي فاسكو دا جاما عام 1945 واستمر معه 10 سنوات قبل أن ينتقل لنادي فوتبول كلوب البرازيلي ولعب معه عامًا واحدًا، ثم انتقل لنادي سانتا كروز فوتبول عام 1957، قبل أن يعود لفريقه السابق فاسكو دا جاما عام 1958 ولعب له عامين، ثم رحل إلي نادي كامبو جراند إي سي البرازيلي واختتم معه مسيرته عام 1962.

حقق باربوسا عدة بطولات خلال مسيرته الكروية أبرزها بطولة أمريكا الجنوبية عام 1948 وبطولة ري ودي جانيرو للشباب 6 مرات مع فريق فاسكو دا جاما، ووصيف بطولة ريو ساو باولو عام 1958 ولقب كأس الريو برانكو عامي 1947، 1950، وكأس روكا مع منتخب البرازيل عام 1945، وكأس أمريكا الجنوبية عام 1949 ووصيف كأس العالم 1950.

كارثة "الماراكانزو":

شارك "باربوسا" في 17 مباراة خلال مسيرته الدولية مع منتخب البرازيل كما شارك في مونديال 1938، وحصل مع منتخب بلاده علي المركز الثالث بالبطولة التي فاز بلقبها المنتخب الإيطالي.

حرس "باربوسا" عرين منتخب السامبا البرازيلية في بطولة كأس العالم 1950 وكان يمتلك المنتخب البرازيلي وقتها فريقًا مذهلًا حقق نتائج خيالية خلال البطولة التي كانت تقام بنظام الدوري حيث فاز 7/1 علي السويد، و6/1 علي اسبانيا، وكان يكفيه التعادل في المباراة الأخيرة أمام أورجواي للتتويج بلقب البطولة العالمية، وبالنظر للأسماء التي كان يضمها منتخب السامبا وقتها كانت كل التوقعات تصب في صالحه وقبل اللقاء كان الجميع يثق في فوز المنتخب البرازيلي بنتيجة ثقيلة.

بدأت المباراة وسط حضور 200 ألف من الجماهير البرازيلية التي حضرت لتحتفل باللقب العالمي، ونجح منتخب السامبا في تسجيل هدف التقدم في الدقيقة 47 وظل متقدمًا حتي الدقيقة 66 من زمن اللقاء، قبل أن يسجل خوان ألبرتو سيكيافينو هدف التعادل لأروجواي ولكن الجماهير ظلت تساند وتشجع فريقها بكل قوة خاصة وأن اللقب لا يزال برازيليًا حتي الآن، ولكن انطلق ألسيديس جيجيا لاعب أوروجواي من الناحية اليمنى ليلعب كرة صوب المرمى إلا أن باربوسا كان يعتقد أن خصمه سيلعب كرة عرضية لذلك تقدم قليلا ليمنح الكرة فرصة دخول الشباك وهو ما حدث، وفاز منتخب أورجواي 2/1 وتوج باللقب.

أصيبت الجماهير بالبرازيلية بصدمة شديدة عقب المباراة المشؤومة ودخل الآلاف من المشجعين في حالات بكاء شديدة، كما حدثت الكثير من حالات الانتحار بين الجمهور عقب المباراة، وأعلنت الحكومة الحداد 3 أيام واتشحت البلاد بالسواد وقرر الاتحاد البرازيلي بعد هذه المباراة تغيير القميص الأبيض المشؤوم للزي الذي يرتديه المنتخب البرازيلي حتي يومنا هذا (القميص الأصفر والشورت الأرزق).

عاش باربوسا حياة صعبة بعد كأس العالم لكرة القدم 1950، بسبب خطأه في نهائي البطولة الذي منح اللقب للمنتخب الأوروجوياني، وأصبح الحارس البرازيلي عدو كل محب ومشجع لمنتخب السامبا البرازيلي، وبات منبوذًا من الجماهير وتم استبعاده من المشاركة مع المنتخب طيلة حياته.، و لم ينهي باربوسا مسيرته بل واصلها مع أحد الأندية المتواضعة إلى أن اعتزل، و طلب الإتحاد الدولي من إدارة ملعب "ماراكانا" تغيير عوارض المرمى من خشبية إلى حديدية وطلب الحارس من إدارة الملعب تسليمه العوارض الخشبية ليحرقها آملا أن تحترق معها الذكريات المؤلمة، وبعد إعتزاله تم منعه من حضور تدريبات منتخب بلاده أو التعليق علي المباريات بحجة أنه يجلب "النحس" للمنتخب البرازيلي.

وقال الحارس البرازيلي بحسرة: " أكبر عقوبة في البرازيل هي السجن 30 عامًا ولكنني أدفع منذ 43 عاما ثمن جريمة لم أرتكبها".

توفي "باربوسا" في 8 أبريل عام 2000 عن عمر ناهز الـ79 عامًا إثر إصابته بأزمة قلبية، وكان يري زملائه السابقين أن الجماهير البرازيلية السبب الرئيسي في وفاته بسبب حزنه الشديد من معاملة الجماهير له كـ"شخص منبوذ" بسبب خطأه الغير مقصود في نهائي مونديال 1950.