إيمان كمال تكتب: أبوبكر شوقى ودينا إمام.. قصة حب بدأت فى أمريكا وتألقت سينمائيًا فى «كان»

مقالات الرأي



تحمست «دينا» لفكرة «شوقى» فتجربته السابقة فى فيلمه القصير «المستعمرة» الذى قدمه قبل عشر سنوات عن مرضى الجزام فى مستعمرة أبو زعبل ألهمته أن يكون فيلمه الروائى الأول عن مريض بالجزام أيضا.. لكن كيف يتعايش هذا المريض مع الواقع؟ كيف يمكن أن يتقبله المجتمع؟ وبالفعل بدأ أبو بكر شوقى قبل خمس سنوات كتابة فيلمه الجديد «يوم الدين» ليختار بطله من الواقع وهو راضى جمال بطل العمل الذى قدم شخصية «بشاى» وهو رجل قبطى يعمل فى جمع القمامة ومصاب بمرض الجزام، والذى يقرر البحث عمن تبقى من أهله بعد وفاة زوجته وتبدأ رحلته مع الطفل «أوباما» وحماره «حربى» واختيار شوقى لراضى جمال كون أن روحه وضحكته جعلت وجوده على الشاشة محببا. إنتاج عمل لمخرج شاب درس فى معهد السينما قبل أن ينطلق إلى امريكا، حيث تعرف على دينا وتم الزواج بينهما، بكل تأكيد صعب فهو عمل سينمائى غير مألوف لا ينتمى للتيمة التجارية المتعارف عليها.. فمن المنتج الذى يخوض المغامرة بفيلم أبطاله واقعيون..لتدخل دينا شريكة فى إنتاج الفيلم وبحسب ما قالته فى المؤتمر الخاص بالفيلم فى فعاليات مهرجان «كان» قالت بأن التمويل بدأ بمنحة حصل عليها مشروع الفيلم من جامعة نيويورك وهو ما ساعدهم على الخروج من العثرات فى البداية، وبعدها قام صناع الفيلم بإطلاق حملة على الإنترنت لدعم تمويل الفيلم بالإضافة لتمويل العديد من الاصدقاء والعائلة ودعم من مهرجان تريبيكيا لاحقا، فتم تصوير الفيلم بتمويل ذاتى تماما وذلك بعد أن فشل أبو بكر ودينا فى العثور على منتج متحمس لتقديم موضوع غير عادى.

فأبو بكر شوقى منذ كان طالبا بالمعهد العالى للسينما وحتى سفره لأمريكا وقراره بإنجاز فيلمه الروائى الأول لم يجعله ينسى حلمه بعمل فيلم عن المهمشين أو الاشخاص المنسيين عمدا المنتمين للأطراف ويعيشون فى ضاحية أبو زعبل وبالتحديد فى عزبة الصفيح التى يسكنها مرضى الجذام وهو المرض الذى يصيب العضلات والأعصاب، وهو ما قدمه شوقى فى تجربته الأولى وقرر أن يقدمه مجددا لكن هذه المرة فى فيلم روائى طويل بعنوان «يوم الدين» والذى يحكى عن المعايشة الإنسانية بعيدا عن الصراعات الدينية والاجتماعية والسياسية أيضا فالهدف هو الإنسان وما الذى يسعى له فى حياته!.. وحتى تجربته فى الولايات المتحدة الأمريكية لم تنسه جذوره المصرية وهموم ومشاكل المهمشين فى مصر.

فى «يوم الدين» حرص أبو بكر شوقى على الاستعانة بصديقه المصور الأرجنتينى فيدريكو سيسكا ليخرج التصوير بشكل عالمى فلم يتوقع أحد وسط ما نمر به من أزمات إنتاجية ومحاولات انتعاشة السينما أن يشارك الفيلم المصرى «يوم الدين» فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى فى دورته الواحدة والسبعين بعد غياب لأكثر من ست سنوات منذ مشاركة فيلم المخرج يسرى نصر الله بفيلم «بعد الموقعة»، واستطاع فيلم «يوم الدين» أن يحظى على اهتمام عالمى فى «كان» وتصفيق استمر لأكثر من 15 دقيقة وقت عرضه ضمن الفعاليات ليؤكد أن محبى السينما وحدهم الباقون وبأن العودة إلى القمة ليست بحاجة إلى ملايين الجنيهات وليست بحاجة إمكانيات ضخمة ولكن الحب والتحمس والإيمان بالفكرة هو الأقدر على صنع عمل له قيمة حقيقية عمل إنسانى من الطراز الأول، والهموم البشرية أكثر إلهاما من صناعة النجومية المزيفة، فأبو بكر شوقى وزوجته دينا إمام فتحوا الطريق أمام محبى السينما.. للتأكيد على أن النجاح بالحب يكفى.