"سوق الذهب" يعاني من الكساد.. والحل تصدير المشغولات الذهبية والبحث عن المبتكرين

تقارير وحوارات



 

تشهد أسعار الذهب في مصر عدم استقرار خلال الفترة الأخيرة ما بين الصعود والهبوط، وذلك لارتباط سعر الذهب بالدولار، والبورصة العالمية، وزادت الحالة الاقتصادية للمواطن من ركود حركة الشراء في السوق المحلي، والذي كان له تأثير مباشر على صناعة الذهب في مصر بشكل عام.

وعلى الرغم من تميز فترة عيد الفطر، بكثرة حفلات الخطوبة والزواج، ومن ثم الإقبال على شراء الذهب، إلا أنه من غير المتوقع أن يزداد الإقبال على الشراء، خاصة مع ارتفاع سعر جرام الذهب، بل أنه من المتوقع أن تشهد أسعار الذهب ارتفاع آخر مع اقتراب العيد.

 

عيد الفطر لن يؤثر في أسعار الذهب


 

قال رفيق عباسي، رئيس غرفة المشغولات الذهبية باتحاد الصناعات، إن ارتفاع سعر الذهب أو انخفاضه يتأثر بعاملين، وهما سعر الدولار، والبورصات العالمية، منوهًا بأن موسم عيد الفطر لن يؤثر بشكل كبير في تغيير الأسعار، حيث أن الاستهلاك المحلي مهما كان حجمه لا يؤثر على السوق العالمي، ومن ثم لن يتأثر السعر، إلا في حدود جنيهات قليلة جدًا.


 

وأوضح "عباسي"، في تصريحات صحفية، أن سوق الذهب في مصر يعاني من حالة كساد شديدة، وذلك نتيجة الظروف الاقتصادية، حيث لا يشترى المواطن الذهب للزينة فقط، بل كوعاء إدخاري، معقبا: "المواطن ليس لديه فائض مالي لكي يشتري الذهب ويخزنه".


 

وأكد أن الأعيرة الذهبية 14، 12، و9 لا تشهد إقبالا من المواطنين على شرائها، حيث أن 80% من المصريين يشترون عيار 21، ويعتبرون عيار 18 نحاس، فكيف يقبلون على شراء أعيرة أقل من عيار 21، مضيفًا: "دي ثقافة شعب، والمصريين بيشتروا الذهب عشان يخزنوه".


 

وأشار إلى أن ارتفاع سعر الذهب، وضعف حجم الشراء، والذي أدى بدوره إلى انخفاض إنتاج المصانع، وتقليل أعداد العاملين بالورش، أحد التحديات التي تواجه صناعة الذهب في مصر، بالإضافة إلى عدم وجود مصدر مالي كافي للإنفاق على تطوير الصناعة، وإدخال التكنولوجيا في تصنيع المشغولات الذهبية.


 

واعتبر أن الحل الأمثل للنهوض بصناعة الذهب من جديد هو الاهتمام بتصدير المشغولات الذهبية، وليس الذهب الخام فقط، مضيفًا أنه يمكن إتخاذ إجراءات بسيطة تتعلق بالجمارك على التصدير تنعش السوق، ولكن المسئولين يرون أن هناك مشاكل أهم وأكبر من صناعة الذهب الآن، على الرغم أنه يمكن السير بشكل متوازي بين إتخاذ الإجراءات اللازمة لتشجيع تصدير الذهب، وحل مشاكل الدولة الاقتصادية.


 

شراء عيار 21 ثقافة متأصلة عند المصريين


 

وأوضح نادي نجيب، سكرتير عام شعبة المعادن الثمينة والأحجار الكريمة بالغرفة التجارية، أن معدلات إقبال المواطنين على شراء الذهب انخفضت، حيث تسبب ارتفاع سعر جرام الذهب في احجام المواطن على الشراء، لافتا إلى أن موسم عيد الفطر سيساهم في إنعاش سوق الذهب نوعا ما، ولكن ليس بشكل كبير نتيجة الظروف الاقتصادية للمواطن.


 

وتوقع "نجيب"، خلال تصريحات صحفية، أن يرتفع سعر جرام الذهب جنيهان بحد أقصى خلال الأيام المقبلة، ليعاود سعر الذهب إلى معدله الطبيعي بعد عيد الفطر، لافتًا إلى أن مصر ليس بها إقبال كبير على الأعيرة الذهبية 14، 12، و9 نظرًا لأن المصريين يعتبرون الذهب الأصلي هو العيار 21، ويليه 18، فهى ثقافة متأصلة عندهم، مضيفا: "محافظات الصعيد، والوجه البحري الدهب عندهم عيار 21 فقط".

وعن مدى رواج الذهب الصيني في مصر، قال أنه لا يجب أن نطلق مصطلح ذهب صيني، بل هو اكسسوار صيني، وعبارة عن معدن مطلي بنسبة بسيطة جدًا من الذهب، وحقق رواج في بداية ظهوره في السوق المصري، ولكن سرعان ما أحجم المصريون عن شرائه.


 

وأكد "نجيب"، أن مصر تتميز في بوجود أذواق جيدة في سوق الذهب، مضيفًا: "إحنا ممتازين في الشغل اليدوي، وعندنا موديلات حديثة".


 

ليس هناك حركة شراء أو بيع في السوق


 

ومن ناحيته، قال جورج عبدالملك، مدير أحد محلات المجوهرات، إن حركة شراء وبيع الذهب في مصر تعاني من الكساد، نظرًا لارتفاع الأسعار.


 

وأضاف "عبدالملك"، خلال تصريحات صحفية، أن أسعار الذهب ليس بالسهولة أن تنخفض، كونها أسعار عالمية، لافتًا إلى أنه لا يوجد نقص في الأيدي العاملة في قطاع الذهب.


 

وجود مبتكرين أساس تطوير صناعة الذهب


 

وحمل إسلام ثابت، عضو شعبة المشغولات الذهبية بالغرفة التجارية بالقاهرة، الاضطرابات الموجودة في العالم السبب في حدوث ارتفاع أو انخفاض في أسعار الذهب، لافتًا إلى أن الدول عادت لتأمين اقتصادياتها، وعملتها بالذهب، ومن ثم أصبح هناك طلب على الذهب.

واستبعد "ثابت"، أن يكون موسم عيد الفطر له يدًا في ارتفاع أسعار الذهب مؤخرًا، ، حيث أن نسبة الإقبال على الشراء ضعيفة نتيجة ارتفاع الأسعار، وضعف الحالة الاقتصادية للمواطن، معقبًا: "مفيش إقبال التاجر هيرفع السعر ليه".

وأكد أن الأعيرة الذهبية 14، 12 لم تحل أزمة الإحجام على شراء الذهب، نظرًا لأن المعتقد الشعبي عند المصريين لا يقبل إلا بعيار 21، بل أن عيار 18 لا يحظى بالإقبال على شرائه في الأرياف، معتبرًا أن تلك الأعيرة يمكن أن نخاطب بها المعتقد الغربي، وليس المصري.

وشدد "ثابت"، على أن أول خطوة للنهوض بصناعة الذهب، والدخول في المنافسة عالميًا، هى البحث عن المبتكرين في تصميم "موديلات" الذهب، مضيفًا أن تقليد "الموديلات" لن يجعلنا منافس قوي في السوق، بل أن المستهلك سيبحث عن الأرخص طالما المنتج لم يتغير.