العادة تغلب.. زواج كاثوليكي بين المصريين والفسيخ في عيد الفطر

تقارير وحوارات



 

تفوح رائحة الأسماك المملحة من طيات الصناديق الخشبية المتراصة على طاولة خشبية، مصطفين حولها محبي إحياء عادة كسر الصيام بتناول هذه الوجبة في أول أيام عيد الفطر المبارك"زهقنا من اللحوم طول الشهر الكريم"، كلمات رددها مؤمن السيد الذي حرص على شراء"الرنجة" المتناسبة مع ظروفه الاقتصادية.

 

اعتاد الرجل الستيني على تناول الأسماك المملحة في وجبة الغذاء منذ نعومة أظافره، فهي عادة مورثة لدى أسرته في "المنيا" حتى اليوم"بنتجمع كلنا ونأكل رنجة وملوحة.. فالعيد ما يبقاش عيد غير بيهم"، ويقاطع حديثه إحدى العاملين بالمحل الكائن في منطقة السيدة زينب متسألا عن الكمية التي يردها لكل منهما "2 كيلو من كل نوع"، ليعود مجددًا للحديث، واصفًا العيد عندنا فرحته في هذه الوجبة.



بينما ظل واقفاً لبرهة إبراهيم حلمي، حائرًا عقب علمه بأن سعر كيلو الفسيخ 150 جنيه، الذي طلبته منه "حماته" و50 جنيه للرنجة، حتى تحدث مع زوجته هاتفيا ليستقرا على شراء كيلو فسيخ وآخر رنجة"مقدرش اقول لحماتي لا.. بالرغم اني ما كنت بحبها بس خلاص اتعودت أن أول يوم عيد الفطر بفطر عندها ونأكل فسيخ ورنجة اللي بقوا شئ أساسي في اليوم ده".



ومن بين انشغالها في حساب طلبات مشتري الفسيخ والرنجة، أكدت "بسمة" إحدى البائعات بالمحل أن ذلك المشهد تعتاد عليه في ذلك التوقيت من كل عام" من قبل العيد بشهر الناس بتيجي تشترى الفسيخ والرنجة عشان يلاقوا طلبهم بسهولة والأعداد بتزيد قبل العيد بأسبوع.. ويوم الوقفة بنكون مش ملاحقين على الناس".

 

"الفسيخ زي اللحم اللي بيقدر عليه بيشتري".. هكذا عبرت صاحبة الثلاثة والعشرين ربيعًا عن أن شراء الفسيخ يقل بشكل كبير عن للرنجة التي تقل في ثمنها عنه، لتصمت للحظة وتكمل" بس اللي بيحب الوجبة دى بيحاول يشتريها مبيقدرش يقاومها".



وكما راجت عملية بيع الرنجة والفسيخ، كان لبائعي الليمون والبصل نصيب من الرزق، فتجاوز وقوفهم بجوار محل بيع الأسماك المملحة، مما سهل على سعاد ربيع شراء ملحقات الوجبة التي تعشقه هي وأبنائها "يادوب اشتريت الرنجة لقيت الحج ده اشتريت منه الليمون والبصل.. هروح حاضرها بسرعة ونفطر بيها.. احنا مستنين العيد عشانها".