هل تحرق "نار السياسة" محمد صلاح؟
وذكرت شبكة "CNN"
الإخبارية في تقرير لها أن "صلاح" يدرس اعتزال اللعب الدولي عقب إنتهاء مشاركة
منتخب مصر في بطولة كأس العالم المقامة حاليًا في روسيا وذلك بعد مقابلته مع رئيس الشيشان
"رمضان قديروف" ومنحه للاعب المصري المواطنة الفخرية، حيث يري النجم المصري
أن الرئيس الشيشاني يحاول استغلاله من أجل تدعيم صورته أمام الدول الغربية، خاصة وأن
"قديروف" يمتلك سجلًا سيئًا في مجال حقوق الإنسان ويواجه اتهامات بقمع معارضيه
السياسيين والتمييز ضد النساء واضطهاد الأقليات الجنسية.
ورغم أن المنتخب المصري نفي تلك الأنباء
علي لسان مديره إيهاب لهيطة عضو مجلس إدارة الجبلاية إلي أن أنباء اعتزال محمد صلاح
دوليًا أحدثت جدلًا واسعًا في وسائل الإعلام، وعلي شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة وأن
"صلاح" يعد من أهم وأبرز اللاعبين المصريين في الوقت الحالي وتعول عليه الجماهير
المصرية كثيرًا لتحقيق طموحاتها في السنوات المقبلة بعد الفشل في مونديال روسيا هذا
العام.
محمد صلاح استطاع خلال سنوات قليلة وتحديدًا
في الفترة من 2012 وحتي وقتنا هذا أن يحقق إنجازات ونجاحات واسعة علي كافة المستويات
سواء خلال رحلته الاحترافية في أوروبا أو مع منتخب مصر، حيث استطاع في فترة قصيرة أن
ينضم لأكبر الأندية الأوروبية بداية من تشيلسي الإنجليزي ثم فيورنتينا وروما في إيطاليا
وأخيرًا في ليفربول الإنجليزي والذي حقق معه نجاحات كبيرة هي الأفضل في مسيرته الاحترافية،
أبرزها تتويجه بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا لعام 2018 في سابقة هي الأولي لنجم مصري،
وفوزه معه بلقب "وصيف"دوري أبطال أوروبا بعد غياب سنوات طويلة، كما حصد عدد
من الألقاب الفردية وحقق مجموعة من الأرقام القياسية خلال الموسم الماضي بالدوري الإنجليزي
وعلي المستوي الدولي قاد صلاح منتخب بلاده
للحصول علي "وصيف" أمم أفريقيا 2017 بعد خسارة النهائي أمام الكاميرون
2/1، كما صعد بالمنتخب المصري لبطولة كأس العالم 2018 بعد غياب 28 عامًا، وحصل علي
جائزة أفضل لاعب في أفريقيا العام الماضي في إنجاز لم يُحققه قبله لمصر سوي أسطورة
الاهلي ورئيسه الحالي محمود الخطيب عام 1983.
بعد الإنجازات والنجاحات التي حققها محمد
صلاح خلال مسيرته الكروية وبعدما أصبح نموذجًا يحتذي به الشباب المصري والعربي، وبعدما
بات "أيقونة" للشباب في جميع أنحاء العالم، يأتي الآن البعض يريد أن يقضي
علي هذا النموذج الرائع والموهبة الفريدة بسبب أزمة سياسية ليس هو أو منتخب بلاده طرفًا
فيها، وإذا كان إتحاد الكرة أقام معسكر الفراعنة في مدينة "جروزني" سبب الأزمة
فمن باب أولي أن يسأل في ذلك الإتحاد الدولي "فيفا" الذي وضع اسم المدينة
ضمن قائمة المدن المتاحة لاستضافة منتخبات المونديال.
الخلاصة:
محمد صلاح نموذج مصري رائع يتخذه الشباب في جميع أنحاء العالم قدوة ومثل يحتذون به، وإن كان نبأ تفكيره في الاعتزال دوليًا صحيحًا فلن يتركه المصريين أن ينفذ هذا القرار الصعب علي أرض الواقع، بل سيلقي كل الدعم والمساندة كالعادة من الجماهير المصرية والعربية، وسيقفون خلفه لتحقيق المزيد من الإنجازات الكروية، ولن تتركه أبدًا فريسة لـ"نار السياسة"..
