عندما تمتزج الفرحة بالدموع.. عائلة تروي ذكريات ثورة 30 يونيو بميدان التحرير

تقارير وحوارات



منذ نعومة أظافرهم وهو يزرع في نفوس أبنائه حب الوطن والدفاع عنها، فكان دائم التحدث عن أم الدنيا وعن سرد روايات العرب لاسيما التي خاضت حروبًا من أجل أوطانها، وكأنه كان يعلم أن مصر ستقلب الموازين وتتحدى الفساد، إلى ان جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير وأعقبها ثورة التصحيح في 30 من يونيو  2013" أنا كنت عايز ولادي شاهدين على اللي حصل ويشاركوا في حدث عظيم"، كلمات وصف بها حسام الدين إبراهيم حرصه على كتابة أبنائه تاريخ بلادهم أمام أعينهم، حتى وحدت صفوفهم بشعار "تحيا مصر".


اعتاد الرجل الخمسيني، الكائن بحي شبرا التابع لمحافظة القاهرة، والذي يعمل مدرس لغة عربية للمرحلة الثانوية، على متابعة الأخبار الاقتصادية والسياسية بإستمرار وذلك إرثًا عن والده الذي كان يعمل تاجرًا، حتى أصبح ملمًا بالحياة السياسة "لما اتجوزت وبقى عندي أولاد كنت بعمل معاهم زي ما عمل والدي معايا.. وكان بيشدني موقف والد محمد الدرة علشان كده زرعت فيهم ازاي يحبوا وطنهم ويخافوا عليه وما يخافوش يقولوا لا.. وينزلوا يشاركوا في الثورات".


وتلتقط أطراف الحديث وفاء عبد العزيز، زوجته، التي تعمل مدرسة اقتصاد باحدى المدارس الحكومية، أنها تربت بقرية صغيرة في بنها فكانت السياسة لم يكن لها نصيب في نشأتها، وإنها بدأت تتابع الأوضاع عن وصولها إلى القاهرة، وأنها تشعر بفخر ثورة يونيو، موجهة رسالة للآباء والأمهات بتشجيع أبنائهم على القراءة وتثقيفهم.

 
"ثورة 30 يونيو 2013 رسمت الأمان لنا في ظل وجود قواتنا المسلحة"، كلمات وصفت بها رضوى حسام الدين، الإبنه الوسطى، شعورها عقب ثورة 30 يونيو، مستكملة حديثهاعن ذكرياتها في ميدان التحريرمن أحداث  يناير وصولًا لثورة 30 يونية، فبدأت حديثها عن أهلها الذين زرعوا بداخلها هي وأخواتها حب الوطن وقراءة التاريخ ومتابعة الأخبار السياسية في داخل وخارج مصر.


"ابتدى الموضوع سنة 2000 في حادثة محمد الدر"، هكذا بدأت رضوى كلامها عن متابعتها في المجال السياسي، قائلًة "اهلى وقتها فهمونا حجم المأساة والألم اللي لازم نشعر به"، ومرت الأيام والسنوات وكانت عائلتي تزيدني ثقافة سياسية يومًا عن يوم حتى عام 2010 حيث أندلعت ثورة تونس وكنت أسمع ترددهم لقول "هنقدر نعمل زيهم"، ولم يُخيل لي أن والدي يؤخذني من يدي الصغيرتين  يوم الخامس والعشرون من يناير إلى ميدان التحرير، فكنت وقتها في المرحلة الإعدادية لم أفهم شئ عن وجودي داخل الميدان ويحاوطني الملايين الأكبر مني سنًا.


كان والدي في ذلك الوقت يقوم بتشجيعي أنا وأخواتي واقاربي من نفس العمر، وبالرغم من التشجيع المستمر، إلا وجاءت لحظة الخوف من أمي لنزول أطفال وشباب العائلة بأكلمهم إلى الميدان، لكن وجودنا في التحرير كان حافز قوي أننا لم نستسلم وأن صوتنا يكون أعلى،  خاصة وأن الميدان لم يفرق بين الصغير والكبيرحتى كونت صداقة مع امرأة في العقد الرابع من عمرها، لتكون السند لها وتحملها على كتفها من أجل الهتاف "تحيا مصر.. بلادي بلادي".


أما عن شعورها في يوم 30 يونيو تقول "إنها لا تعتبر ثورة منفصلة لكنها موجة ثانية من الثورة، واستكمال الحلم اللي بدأناه في يناير.. وشعوري في يونيو كان مختلف عن ثورة يناير.. في الثورة الأولى كنت في حالة خوف شديد ورهبة، ولكن في يونيو كنت اعتدت على الأحداث، وشعرت بالأمان في وجود قواتنا المسلحة"، وتكاتفنا الأيدي لسقوط فساد الإ خوان، مشيرة إلى أنها شاركت في جمع توقيعات مع حملة تمرد لإيمانها بتلك الثورة، ومع سماعها لبيان عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي إنهارت دموعها فرحًا بذلك القرار وشعرت بنشوة انتصار يناير من جديد.