مصطفى عمار يكتب: عودة توفيق عكاشة لإذلال المصريين!

مقالات الرأي



حاولت مراراً تفادى الكتابة عن عودة توفيق عكاشة للشاشة مرة مرة أخرى، تجنبت مشاهدته، والخوض فى حديث عن عودته مع الأصدقاء فى جلساتنا، ولكن يبدو أن قوة الحدث كانت أكبر من أن أتجاهله، فعودة العكش كما يطلق عليه رواد مواقع التواصل الاجتماعى كانت قوية ومؤثرة، سواء كان عودته كمجرد مذيع أو حتى كعريس يجلس بجوار حياة الدرديرى التى أطلق عليها وقت ظهورها معه كمذيعة «أنثى العكش»، لم أهتم كثيراً بخبر الزواج الذى جمع شخصين تعرضا كثيراً للسخرية من قبل المشاهدين ورواد مواقع التواصل الاجتماعى، ربما بسبب كوميدية الكركترين، أو للمادة التى كانا يقدمانها على شاشة قناة الفراعين، ولكن دعونا نتحدث عن الحدث الأهم وهو عودة توفيق عكاشة للظهور، بعد واقعتين لو حدثتا فى أى دولة أخرى غير مصر، لكانتا كفيلتين باختفائه للأبد ليس من على الشاشة فقط ولكن من الوجود، ولكن يبدو أن المسئولين عن الإعلام فى مصر، قلبهم طيب ويتمتعون بكم من التسامح يغيب عن قلوبنا نحن من لا نستطيع أن ننسى خطايا وجرائم من أساء التصرف والأدب تجاه هذا الوطن.

الواقعة الأولى التى طرد بسببها توفيق عكاشة من مجلس النواب المصرى كانت بعد قيامه بزيارة منزل السفير الإسرائيلى خلال حفل ما، وكانت نتيجة هذه الزيارة هو الضرب بالحذاء من النائب الشجاع كمال أحمد، وما تبعه من تصويت لمجلس النواب على إسقاط عضويته بسبب زيارته لمنزل السفير الإسرائيلى، وهو القرار الذى يحاول عكاشة الاستئناف عليه خلال هذه الفترة ومن الممكن أن تجده عضوًا من جديد داخل مجلس النواب المصرى – مش بقولكم قلب الدولة طيب وبينسى!-

بعدها تم الكشف عن أن لقب «الدكتور توفيق « الذى كان يذلنا به عكاشة ليل نهار، لقب مضروب مثل الدكتوراه المزورة التى كان يحملها، جنح مستأنف مدينة نصر، حيثيات حكمها، وقضت عليه محكمة استئناف مدينة نصر بحبسه سنة مع الشغل والنفاذ، بتهمة تزوير شهادة الدكتوراه، ولكن السيد ياسر سليم المسئول عن قناة الحياة حالياً والذى يمثل الدولة، تناسى كل هذه الجرائم وقرر أن يعيد توفيق عكاشة إلى المشهد الإعلامى، ليعود عكاشة مرة أخرى للشاشة، ولكن هذه المرة يعود وهو مدعوم من الدولة باعتبارها المالكة لقناة الحياة الآن، ولو أن توفيق عكاشة عاد وهو يعرف حجم الخطأ الذى ارتكبه فى حق مصر بزيارة سفير دولة إسرائيل أو حتى بسبب تزويره لشهادة الدكتوراه، وقرر من باب النسا إلى عندها دم، يعتذر عن الواقعتين ويطلب من المشاهدين مسامحته ومنحه فرصة للظهور مرة أخرى، لما كنت كتبت هذا المقال، ولكنه عاد ليكيد الشرفاء فى هذه البلد، ويخرج لهم لسانه، ويقول لهم بالفم المليان، «سلمولى على القانون» وفى نفس الوقت يذل فيها المصريين ويعايرهم بأن لولا مساعدة الدول الخليجية لمصر، لكان الشعب يأكل الطين حالياً، تخيلوا أن يقول إعلامى اختارته الدولة ليمثل صوتها، هذا الكلام، هل يوجد ذل ومهانة من الممكن أن نتعرض له أكثر من هذا، وكيف نعتب أو نرفض أى إهانة يتعرض لها أى مصرى بدول الخليج، إذا كان إعلام الدولة يخبر المواطنين أننا كنا سنأكل الطين لولا مساعدات الإخوة الخلايجة! هل هذا يليق بدولة يكافح شعبها ويتحمل ما لا يطيقه بشر للنهوض وللإصلاح!! من كان صاحب قرار عودة العكش وهل الدولة موافقة على ما يقوله وما يروجه من يأس ومهانة للمواطنين.. وهل تريد الدولة أن تقول للشعب إننا شحاتون وأذلاء لهذه الدرجة، أفيقوا يرحمكم الله!