لبنان: وثائق "تفاهم معراب" تعقد المشهد السياسي وتؤخر تشكيل الحكومة

عربي ودولي



أجمعت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم، على أن الكشف عن وثائق تفاهم (معراب) الذى أبرم قبل عامين ونصف العام،بين القوتين المسيحيتين الأكبر والأكثر تأثيرا فى لبنان، حزب القوات اللبنانية والتيار الوطنى الحر، من شأنه تعقيد المشهد السياسى وتأخير تشكيل الحكومة اللبنانية، فى ضوء السجال السياسى الكبير وحرب تبادل الاتهامات بينهما على خلفية حجم الحصص الوزارية وتوزيع الحقائب ونوعيتها بالحكومة الجديدة.

 

 وكان تفاهم (معراب) الذى أبرم فى شهر يناير 2016 قد تم بمقتضاه إعلان حزب القوات اللبنانية تأييد ودعم وصول العماد ميشال عون إلى منصب رئيس الجمهورية اللبنانية، على أن تتوزع الحقائب الوزارية، بما فيها السيادية والخدمية، بين الجانبين فى شكل تقاسم ومناصفة.

 

وقالت صحيفة (النهار) إن الترف السياسى فى استهلاك المزيد من الوقت والتعطيل والتأخير، سيصبح عاملا سلبيا يضاف إلى العوامل الضاغطة على الاستقرار الاقتصادى والمالى والاجتماعي، وسط تنامى الأزمات والمشكلات الاجتماعية فى ظل حكومة تصريف الأعمال حاليا.

 

وأضافت الصحيفة أن الحركة السياسية لتشكيل الحكومة، انعدمت متأثرة بالانقسامات والخلافات بين الطرفين المسيحيين الأقوى فى لبنان، علاوة على انقسامات أخرى فى الموقعين السنى والدرزى وحصصهما، مما يشير إلى احتمال تأجيل تشكيل الحكومة إلى أمد غير محدد، إلا إذا تمكن رئيس الجمهورية ميشال عون من إطلاق مبادرة إنقاذية بالتنسيق مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

 

من جانبها، اعتبرت صحيفة (الجمهورية) أن مصير التشكيل الحكومى أصبح فى مهب تعقيدات متنوعة يزيدها تعقيدا التشنج السياسى الواقع حاليا، غير أن الجميع فى انتظار عودة سعد الحريرى من الخارج، والتزام الجميع الفرقاء التهدئة السياسية، حتى تعود عملية التشكيل إلى الحركة من جديد.

 

وتساءلت الصحيفة إذا كان رئيس الجمهورية سيبادر إلى وضع يده على الخلاف بين الفريقين المسيحيين بغية حسم الأمور، وما هو موقف الحريرى وكيف سيواكب الوقع المستجد.

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة الصلة بـ (حزب الله) قولها فى الحرب بين التيار والقوات، إنه خلاف بين تيارين سياسيين ولا علاقة لحزب الله به، مشددة على ضرورة الإسراع فى تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة تراعى تمثيل جميع المكونات السياسية الموجودة فى لبنان.

 

من جهتها، قالت صحيفة (الأخبار) إن الطرفين (التيار الوطنى الحر وحزب القوات اللبنانية) قررا التنصل من تفاهم معراب، وإن كانا سيتسابقان على اتهام أحدهما لآخر بأنه يتحمل مسئولية انفراط عقد التفاهم.