بعد زيادة معدلات الانتحار.. الإنقاذ النهري ظالم أم مظلوم؟.. عامل: غياب الخبرة السبب.. وخبير: مياه النيل ثقيلة

تقارير وحوارات



في الوقت الذي يستمتع فيه الشباب بالتنزه والجلوس بجوار مياه النيل لقضاء وقت ممتع بعيد عن ضوضاء الحياة، تتحول المياه إلى وسيلة لبعضهم لإنهاء حياتهم، لنستيقظ يومًا تلو الآخر على حادثة انتحار في مياه النيل.

 

وتحاول فرق الإنقاذ جاهدة التعامل مع كل حادثة لانتشال هؤلاء إلى أن في أغلب الأحيان تكون تعود المحاولة بالفشل، ويخرج هؤلاء الضحايا جثث هامدة بعد ساعات من البحث.

 

انتحار فتاة في شم النسيم

ففي إبريل الماضي واثناء احتفالات شم النسيم، انتشل أفراد شرطة المسطحات المائية جثة فتاة ألقت بنفسها في مياه النيل من أعلى كورنيش النيل.

 

انتحار فتاة في الأقصر

وفي ديسمبر الماضي انتحرت فتاة في مدينة الأقصر بإلقاء نفسها بمياه النيل أثناء تواجدها على المعدية النيلية للعبور من البر الغربي متجهة نحو المدينة، وذلك لمرورها بحالة نفسية سيئة.

 

شاب ينتحر في مياه النيل بالمنيا

كما أقدم شاب في العقد الثالث من عمره على الإنتحار في سبتمبر الماضي بعد ساعات من إعلانه على تلك الخطوة وذلك من خلال صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" تاركا رسالة بكلمات مؤثرة.



الصحة العالمية: 88 حالة انتحار بين كل 100 ألف مصري

وتكشف أحدث الإحصاءات على الموقع الالكتروني لمنظمة الصحة العالمية، أن هناك 88 حالة انتحار من بين كل 100 ألف مصري، علماً أن عدد سكان مصر يبلغ 100 مليون نسمة، وهناك قرابة 88 ألف شخص ينتحرون كل عام.

 

الإنقاذ مبني على الاجتهادات

وفي الوقت الذي يقع على عاتق فرق الإنقاذ دور كبير في انتشال من يحاولون الانتحار، رأى أحد العاملين بالشواطيء أن عملية الإنقاذ تعتمد اعتماد كلي على الاجتهادات الشخصية.

 

وأضاف العامل الذي رفض الكشف عن اسمه، أن غياب الخبرة وراء عدم إنقاذ محاولي الانتحار.



التصرفات الخاطئة وغرق الشباب

وبحكم عمله في بيع المشروبات الساخنة على كورنيش النيل، رأى "أحمد رؤوف" أن هناك الكثير من الشباب يجلسون بعد السور المحدد لتلامس أقدمهم مياه النيل وهو ما يشكل خطورة كبيرة عليهم.

 

وأوضح "رؤوف" أن هناك لانشات للخدمة تجوب الكورنيش لمنع الشباب من الجلوس بهذه الطريقة في الصباح والمساء، وفي حال التشكك في أي حادث بيتم تبلغيها لتتواصل مع إدارة المسطحات للتعامل والإنقاذ.

 

وعن إمكانية إنقاذ هؤلاء الشباب من محاولة الانتحار، قال البائع "هو اللي بينزل هنا بيطلع صاحي.. اللي بينزل ده الله يرحمه".

 

وتابع أنه رأى بعينه لأكثر من مرة غرقى على ظهر البحر، مضيفًا: "الشباب فاكرة الأحجار اللي في أول الكورنيش أنه لا يوجد غريق.. لكن دى بعدها عمق كبير قوي".



خبير بحري: مياه النيل "ثقيلة"

وفي سياق ما سبق قال الدكتور أحمد الشامى الخبير البحري وأمين صندوق نقابة المستثمرين الصناعية بالسويس، إن شرطة الإنقاذ متواجدة في مختلف الكباري أعلى كورنيش النيل.

 

وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر" أن مع زيادة معدلات الانتحار يجب زيادة وحدات الإنقاذ، بالإضافة إلى وجود خدمة للإسعاف الطبي يكون عملها على مدار 24 ساعة.

 

وأوضح الخبير البحري، أن مياه النيل لها طبيعتها، مضيفًا أنها ثقيلة وهو ما يحتاج بذل جهد كبير للسباحة بها والصعود منها، مؤكدًا أن ذلك الوضع يعاني منه السباحين أنفسهم فما بالنا بمن يلقى بنفسه وليس لديه خبرة بالسباحة في مياه النيل.