"قطار الحياة" في عيون السينما.. حب وموت على القضبان الحديدية

الفجر الفني




على أرصفة الانتظار، يعيش المسافرون آخر لحظات الشعور بالأمان، استعدادًا لبدء رحلة الخوف فوق قضبان لا ترحم، تسفك الدماء وتقطع الأجساد داخل "قطار الموت"، لكنها السبيل الوحيد للوصول إلى الهدف، فتختلط المشاعر الإنسانية بالرغم من اجتماعها تحت سقف واحد، ويلاقي الجميع نفس المصير بالرغم من الفروق الاجتماعية بينهم، لكنهم عاشوا تجربة واحدة تسمى "حياة".

السينما المصرية قدمت أفلامًا أظهرت مشاعر مختلفة داخل عربات القطار الواحد، ومنها سعادة الاحتفال بالزفاف في فيلم "غرام في الكرنك"، وتضمنت أحداثه سفر فرقة الفنون الشعبية بالقطار، فيضطر العروسان من أعضاء الفرقة إلى اللحاق بهم بملابس الزفاف، وشهدت نهاية أحداث فيلم "في شقة مصر الجديدة"، اشتراك "نجوى ويحيى" مع عروسين ظهرا بملابس الزفاف، في الإسراع داخل المحطة للبحث عن قطار واحد.

وبدأت شرارة "الحب" داخل القطار، ضمن أحداث فيلم "في محطة مصر" عندما اضطرت "ملك" للاستعانة بشخص لا تعرفه "رضا" ليساعدها في إفساد محاولة والدها لإتمام زواجها من أحد معارفه، وفي فيلم "لعبة الحب"، تبدّل خلاف "ليلى وعصام" في أول لقاء بينهما داخل القطار إلى اعتراف بالحب أثناء اللقاء الثاني في نفس المكان، وهو ما جمع "بيبو وبشير"، عندما تحول خلافهما أثناء السفر إلى "بورسعيد" إلى حب وتفاهم في طريق العودة إلى القاهرة.

واختلطت المشاعر الإنسانية داخل القطار، في فيلم "نهر الحب"، حيث تحول اللقاء الأول بين "خالد ونوال" إلى مصدر للألم داخلهما بعدما نشب الحب المستحيل بين قلبيهما، وكان تكسير القيود هو "الباب المفتوح" الذي وجدته "ليلى" عندما اتخذت قرار السفر مع "حسين" ضمن جموع المقاومة الشعبية إلى "بورسعيد"، وفي فيلم "الإنسان يعيش مرة واحدة"، دفع "بكري" ثمن تمرده على خوفه من القتل، فواجه مصيره بإطلاق الرصاص عليه أثناء سفره بالقطار.

ومن الاختلاف يبرز المعنى، فحادث انفجار القطار في فيلم "بطل من ورق"، لم ينتج عنه خسائر في الأرواح، خاصة أن القطار كان خاليًا من الركاب، وتضمن شيئًا من الكوميديا في طريقة خروج "رامي قشوع" من القطار بعد انفجاره، وعلى العكس تمامًا كانت نهاية الحادث مؤلمة داخل قطار استغرقت رحلته "ساعة ونص"، وانتهى المشهد بتحقق كابوس "نوال"، بعدما ارتطم القطار السريع بسياراتها وهي تجتاز السكة الحديدية في فيلم "نهر الحب".