جيران محطة 23 يوليو يروون حكايتهم مع الثورة وناصر: يا فرحتنا لما شوفناه

تقارير وحوارات



مع كل صوت يصدره القطار معلنًا الرحيل، أو مهللًا بعودته، تلتفت أعين أهالي الخانكة بمحافظة القليوبية، إلى محطة قطار 23 يوليو، فتنشط ذاكرتهم على الفور، لتتحرك الأحداث أمامهم كشريط سينمائي، ثم تنطق ألسنتهم بعفوية شديدة بعشق الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.

فتمر الذكرى الـ 66 لثورة 23 يوليو على سكان الخانكة وكأنها لم يمرعليها ساعات، فتعد "أم عبدالله" على أصابعها، عمرها حينما رأت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مسقط رأسها بمحافظة المنصورة "كنت صغيرة 8 سنين.. أول ما شوفنا عربيته بقينا نجرى وراها".

ترتسم على أعين "أم عبدالله" ابتسامة عريضة وهي تعدد كيف كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر متواضع ومحب لكافة أطياف الشعب:" كنت بحبه قوي.. وعشقه دخل في قلبي من صغري".




بضعة خطوات صغيرة تفصل بين أم "عبدالله" ودكان ابن حارتها "عبدالعزيز"، الذي استند على باب المحل ليطل ناحية الجهة التي بنيت بها المحطة الجديدة، فيرى بعينه طفل صغير يلهو في الشارع تمامًا كما كان يفعل أيام ثورة 23 يوليو، التي لم يكن مدركًا من تفاصيلها سوى أنها طبعت في ذاكرته رؤيته للزعيم "عبدالناصر" أمام المحطة بسيارته البسيطة، ليرحب به المطرب الشعبي محمد طه، الذي كان يُشجي بصوته الآذان.

يبحر الرجل السبعيني في عالم من الذكريات ويقطع صمته تذكره لخطابات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر:"كنا بنقعد نسمع خطابات عبد الناصر هنا.. كان رئيس عظيم وكنت بحبه".

يشير "عبد العزيز" بيديه إلى المكان الذي يتذكر لحظة عبور الفرسان منه، حيث كانوا يمرون أمام محطة 23 يوليو بخيولهم التي يسبق وصولها أصوات أقدامها الرنانة، فيشعر وكأنه يعيش داخل عالم يختلف عن طفولته وشبابه، فالأحداث متسارعة والأوضاع تختلف فلم تكن 66 عامًا بفترة قصيرة مرت عليه.




وأمام المسجد المجاور له؛ كان الحاج "منصور عبد الحميد" ينظر للعبة حفيده التي وضعها بين يديه، ويراقبه وهو يلهو أمامه، فيتمم بكلماته "وأنا صغير زيك كنت بلعب حوالين عربية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر".. يقولها الرجل الذي يقترب من الثمانون عامًا، ويحكي لنجل ابنه عن طفولته وشبابه الذي قضاه في وقت ثورة 23 يوليو.

يردد "عبد الحميد" بكلمات تحمل من العشق للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ثم يصمت للحظات ويتذكر يوم وفاته فتنطلق تنهيدة من بين أحزانه "ياااااه  ده يوم ميتوصفش ولا يتنسي.. في كل بيت كان عزاء".

ومن خلف جلبابه الأبيض الفضفاض ينطق "رضا" الرجل الستيني الذي تربى على حب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر "كان زعيم بجد.. راجل 100%".

لم يكن الرجل الستيني، من معاصري الثورة، إلا أنه كانت تتردد في أذنيه كلمات الزعيم الراحل، وتعلق في ذاكرته خطاباته والتي يستمع إليها عبر هاتفه، ويتذكر مع كل خطاب كم كان عمره.