تعرف على حكم من مات غريقًا.. الأزهر: الشهداء ثلاثة!

إسلاميات



فى كل عام تتكرر مأساة غرق طفل أو شاب أو فتاة، ولا نملك أمام الجثامين الطاهرة التي تلفظها أمواج البحر سوى الدعاء بالرحمة للفقيد وللأهل بالصبر والاحتساب، وربما يكون لدى الكثيرين يقين بأن هناك مكانًا مميزًا فى الجنة أعده لهم الله- سبحانه وتعالى- برحمته ولطفه.

حيث قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بالسؤال: هل من مات غريقاً يعد شهيداً، وهل يتساوى أجره مع الشهيد دفاعاً عن أرضه وعرضه؟، وقد أجابت لجنة الفتوى بالمركز بأن الشهيد: هو المقتول في سبيل الله، وسمي بذلك؛ لأن الله وملائكته شهدوا له بالجنة، وقيل: لأنه يكون شهيداً على الناس بأعمالهم.

وأضافت لجنة الفتوى أن الشهيد على ثلاثة أقسام:

الأول.. شهيد الدنيا والآخرة: هو الذي يقتل في قتال مع الكفار مقبلاً غير مدبر لإعلاء كلمة الله دون النظر إلى أغراض دنيوية.

فعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". صحيح البخاري (4/ 20)

والثاني.. شهيد الدنيا: فهو من قُتِلَ في قتال مع الكفار وقد غَلّ في الغنيمة، أو قاتل رياء، أو لغرض من أغراض الدنيا.

والثالث.. شهيد الآخرة: فهو المقتول ظلما من غير قتال، وكالميت بداء البطن، أو بالطاعون، أو بالغرق، وكالميت في الغربة، وكطالب العلم إذا مات في طلبه، والنفساء التي تموت في طلقها، ونحو ذلك. واستُثْنِيَ من الغريب العاصي بغربته، ومن الغريق العاصي بركوبه البحر كأن كان الغالب فيه عدم السلامة، أو ركوبه لإتيان معصية من المعاصي، ومن الطلق الحامل بزنى.

وقد بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديثٍ بعض هؤلاء، فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". صحيح البخاري (4/ 24)

وعن أجر الغريق، وهل يختلف عن الشهيد الذي قتل في الحرب دفاعاً عن أرضه ووطنه، قالت لجنة الفتوى أن الغريق شهيد له أجر الشهادة، ولكن يختلف عن الشهيد الذي قتل في الحرب، حيث إنه تجري عليه أحكام الموتى من غسل وتكفين وصلاة عليه.