السائل المنوي للبيع.. "الفجر" تكشف أسرار العلاقات المحرمة.. والطرق الخفية لتزوير الحقن المجهري (تحقيق)

تقارير وحوارات



للعلاقة بين الرجل والمرأة أسس وضعتها الأديان السماوية، فشرعت أساليب محددة للزواج والإنجاب لا يجدر الخروج عنها وإلا دخل أحد الطرفين أو كلاهما في دائرة المحرمات، وهو ما سلكه بعض المنحرفين عن تعاليم الدين والأعراف المجتمعية بالتحايل والوقوف أمام القدر لتنتج من أرحام النساء أجنة اختلطت أصلاب آبائهم.

فمن دائرة التكنولوجيا استغل هؤلاء المنحرفين الجانب العاطفي لدى الزوجات المحرومات من الإنجاب سواء بمشاكل لديهن أو لأسباب تتعلق بأزواجهن، ورغبتهن في رؤية أطفال من نتاج أرحامهن، للترويج إلى وسيلة شاذة لتلبية حلم الإنجاب.

"يوجد سائل منوي للتبرع".. إعلانات مشبوهة نشطت خلال الفترة الآخيرة على أحد المواقع الإلكترونية المتخصصة في بيع السلع والمنتجات المنزلية، يدعى الرجال من خلالها قدراتهم على توفير السائل المنوي للنساء اللواتي حرمن من الإنجاب، مؤكدين استعدادهم لكل الطرق المناسبة لحصول السيدات على عيناتهم التي تحقق حلمهن.

من خلال الأرقام الهاتفية المدونة على تلك الإعلانات المشبوهة؛ خاضت "الفجر" مغامراتها مع العالم الخفي لمتاجرة الرجال بالسائل المنوي، لتكشف أسرار ذلك العالم المظلم.

25 ألف جنيه مقابل السائل المنوي.. والمتبرع: "مبحبش الحقن المجهري"
مكالمة هاتفية أجرتها محررة "الفجر" لصاحب إعلان على هذا الموقع، يستعرض من خلاله قدرته العالية على التخصيب، مدللًا على قدرته بإنجابه اثنين ذكور من زوجته، ومطالبًا بحفظ سرية الأمر حتى لا ينكشف أمام أسرته.

دعاء يستخدمه صاحب الإعلان كبديل لرنين الاتصال "كول تون"، يقطعه صوته الجهوري بقوله "السلام عليكم"، وبإيهامه من قبل محررة "الفجر" عن رغبتها في الحصول على السائل المنوي، لعدم قدرتها على الإنجاب لإنسداد الأنابيب في رحمها، أكد لها سهولة الأمر وقطع الاتصال على أمل التواصل بشكل موسع عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ليخفى صوته الذي يعرض من خلاله سائله المنوي عن زوجته.

في ذات الدقيقة تواصل صاحب الإعلان مع محررة "الفجر" على الفيس بوك، شارحًا لها تفاصيل الأمر، عارضًا عليها تفضيله لإقامة علاقة غير شرعية معه كبديل لطلبها في الحصول على عينة السائل المنوي لتمكينها من الإنجاب عبر الحقن المجهري.

وحاول صاحب الإعلان تبسيط الأمر على محررة "الفجر" من خلال ضربه لأمثال لعلاقات قام بها في فترات سابقة "أنا عامل الموضوع ده كثير والحقن أنا مبحبوش عملته مرة واحدة بس.. ودلوقتي في 8 أطفال أتولدوا من صلبي".

وبعد محاولات عدة من محررة "الفجر" لمعرفة مدى استفادته من التبرع، اتضح لها أنه يحصل على مقابل مادي لسائله المنوي، وبكل بساطة حدد ثمنه قائلًا: "اقسم بالله أنا آخر مرة اتدفعلي 15 ألف جنيه نظير العلاقة وهي دلوقت حامل.. لكن الحقن أنا بطلب فيه 25 ألف ومشكلته في الإجراءات بس ممكن تقولي إن جوزك رجله مكسورة وهما هيتعاملوا المهم عندهم الفلوس".

صاحب الإعلان يعرض الزواج العرفي على محررة "الفجر"
وفي النهاية أظهرت محررة "الفجر" قلقها من الأمر، متحججة بخوفها من علم زوجها الذي أخفت عنه فعلتها، فعرض صاحب الإعلان عليها إجراء الأمر بشكل سريع عبر التحرك بسيارته إلى مكان هاديء لممارسة العلاقة معها أو الزواج العرفي بورقتين بينهما والانتقال إلى غرفة مؤجرة لتنفيذ الأمر.

وبعد غلق محررة "الفجر" الحديث مع صاحب الإعلان، أجرى محاولات بائسة لاقناعها بنفسه وقدرته على تحقيق حلمها: "أنا لازم أشوف الفرحة في عينكي لما تعرفي إن في جنين في رحمك.. وخلاص هتسمعي كلمة ماما".

أرمل يبحث عن المتعة نظير سائله المنوي
لم تنتهي المغامرة عند هذه الخطوة، بل تواصلت محررة "الفجر" مع صاحب إعلان آخر يعرض سائله المنوي تحت تصرف أى من السيدات بدون مقابل، ليتمتع الأرمل الأربعيني والقاطن في منطقة نائية تبعد عن حلوان بالآف الكيلو مترات.

وبالرغم من أن الله رزقه بخمسة أبناء، إلا أن "ع.ط" لم يترك وقت ليمنع نفسه من متعة المعاشرة الجنسية، ولكن بطريقة محرمة، فما إن طالبت محررة "الفجر" الحصول على تبرع سائله المنوي، بعدما روت له حكاية من نسج خيالها عن عدم قدرة زوجها على الإنجاب لضعف نشاط الحيوانات المنوية لديه، بادر صاحب الإعلان برغبته في إقامة علاقة معها رافضًا فكرة الحقن المجهري بسبب إجراءاته، وما شغله كونه في منطقة نائية ورغبته في اللقاء بمنزلها.

ويستبعد هؤلاء الرجال الحقن المجهري لكونه يتطلب إجراءات خاصة بتفاصيل الأزواج وحياتهم الزوجية، بالإضافة إلى أن المراكز المتخصصة في الحقن المجهري تتطلب الحصول على عينة السائل المنوي قبل مرور ساعة عليها لتجميدها، وبعض الحالات تتطلب الحصول على العينة داخل المركز، كما هناك حالات تستلزم سحب السائل المنوي من خصية الرجل في المركز، وكل تلك الإجراءات تسبقها وتتبعها خطوات خاصة بالسيدات لنجاح الحقن المجهري، وهو ما يقلق هذه الحالات خوفًا من انكشاف أمرهم داخل المراكز وتعرضهم للمسائلة القانونية، لممارستهم الزنا. 

"ع.ط" يكشف: "أزواج بيطلبوني عشان أعاشر زوجاتهم"
وباستدراجه في الحديث كشف "ع.ط" أن هناك بعض الأزواج يتواصلون معه بشكل سري بالاتفاق بين زوجاتهم، لإتمام الحمل من خلال علاقة غير شرعية معه دون الكشف عن ما جرى لأي من أهل الطرفين، لحساسية الأمر بالنسبة للرجال، مشيرًا إلى أن الرجل يشعر بالضعف في حال تعرضه لأي مشكله تمنعه عن الإنجاب.

وأرسل صاحب الإعلان لمحررة "الفجر" تسجيلًا لمكالمة هاتفية جرت بينه وبين أحد الأزواج يطالبه بإجراء علاقة مع زوجته لصغر حجم عضوه الذكري وهو ما يسبب أزمة مع قدرته الجنسية، محددًا بعض الشروط والتي تمثلت في تواجده أثناء اللقاء بينهما لبعث الإطمئنان بقلب زوجته، وأن يتم الأمر بشقة مفروشة مؤجرة لبضعة أيام لحين نجاح الحمل.

وبالانتهاء من المكالمة انكشف لمحررة "الفجر" الفرق بين الحالتين فأحدهما يستغل سائله المنوي للحصول على المال، أما الآخر فيشبع رغبته بالعلاقات المحرمة بعد رحيل زوجته، وهو ما يؤكد اختلاف رغبات أصحاب الإعلانات.

دكتور بيو تكنولوجي بدرجة "سمسار" للمتاجرة في السائل المنوي 
أما المفاجأة كانت باستكمال المغامرة مع الحالة الثالثة والتي انكشف من الحديث معها، استغلال كونه دكتور متخصص في البيو تكنولوجي، ليدخل من بوابة العلم إلى عالم التجارة بالسائل المنوي، فيصبح الدكتور السمسار لجلب الرجال إلى الموقع الإلكتروني الذي يعرض إعلانات التبرع بالسائل المنوي.

فالبتواصل مع الدكتور"أ.م" كشف لمحررة "الفجر" إمتلاكه لأحد شركات الأدوية، واستغلاله لعلاقة البيو تكنولوجي بالتحاليل الخاصة بالأنساب وكشف الأمراض، وقدرته على التواصل بشكل سري مع معامل التحاليل المشبوهة، ليقوم بإجراء التحاليل لكل رجل يرغب في الانضمام للقائمة السوداء لعارضي سائلهم المنوي مقابل 1000 جنيه للتأكد من خلو جسد الرجل من أى أمراض تنتقل للسيدات أثناء العلاقة وعلى رأسها الإيدز.

وتباهى الدكتور "أ.م" بحصوله على نسبة مادية مع كل متبرع جديد يقوم بجلبه للانضمام لعالم المحرمات، بل انتقل لشكل جديد في هذا العالم بعدما عرض على محررة "الفجر" التبرع بالبويضات مقابل 10 آلاف جنيه للبويضة الواحدة ويتم سحبها بواسطة منظار، أو الانضمام لمشروع الأجنة المخصبة محاولًا إغراء محررة "الفجر" بالحصول على ربع مليون جنيه في حال الانضمام لذلك المشروع المشبوه الذي يراه مربح جدًا.

أستاذ نساء وتوليد: مراكز الحقن لا تسمح بالتبرعات
وفي سياق ما سبق قال دكتور شادي عبد الستار، أستاذ النساء والتوليد والحقن المجهري، إن بيع السائل المنوي متعارف عليه في إسرائيل ولبنان والهند ويتواجد هناك بنوك لتجميده، مشيرًا أن بيعه بشكل معلن غير متعارف عليه في مصر ولا تسمح به المراكز المتخصصة في الحقن المجهري.

وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن عملية الحقن المجهري، يسبقها الحصول على وثيقة زواج موثقة للزوجين، وتؤخذ عينة السائل المنوي داخل المركز، ويصاحب الزوج مسؤول لحفظها فور الحصول عليها منه بعلبة مخصصة. 

رأي الدين: التبرع بالسائل المنوي حرام شرعًا
وفيما يخص رأي الدين قال دكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن التبرع بالسائل المنوي أو بيعه لا يجوز شرعًا.

وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن التبرع بالسائل المنوي أو بيعه لشخصية غير الزوجة، يعد اختلاط في الأنساب وهو محرم دينيًا، ولا يجوز سواء بمقابل مادي أو تبرع مجاني.